|
همساتي : رعاة صالحين وأخرين أجراء ! 1
ايليا أرومي كوكو
الحوار المتمدن-العدد: 8383 - 2025 / 6 / 24 - 17:54
المحور:
كتابات ساخرة
بين كل بني البشر يوجد اناس أختصهم الله لخدمة الناس بكل ما يملكون من الغالي والنفيس . هؤلاء هم الفئة القليلة جداً من عبيد الله او خدامه الأمناء الصالحين القادرين والمستعدين لتقديم التضحيات وبذل النفوس المهج والأرواح في سبيل الخدمة والعمل الذي أمنوا به . ومن أجل هذه الخدمة يدفعوا بأنفسهم مكرسين ذواتهم للهدف والغاية العظمي الذي أختارهم الله لهم فهم من جانبهم مستعدين لأجل القيام بالمهام الموكلة لهم . أنهم من ناحية أخري علي أهبة الأستعداد وبالأيمان الحي في قلوبهم لا يترددون ابداً من انجاز مشروعات خدماتهم الانسانية البشرية في خدمة الناس والعمل معهم ولأجلهم لأنجاحها في كل الظروف المواتية والأستثنائية لا بل وحتي في الظروف الصعبة الخطرة جدا التي يمكن ان تعرض حياتهم ليس للمخاطر والصعاب فقط بل لفقدان الحياة والموت . لأن الموت في سبيل هذا المبدأ الأنساني البشري او الأيمان الروحي الألهي لا يخيفهم ابداً ابداً . فدعوني هنا أن استدل بما قاله الرسول بولس : (مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضِيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ ؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ». وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا ) . وعلي هذا الأيمان الذي يؤمن به البعض ايماناً راسخاً لا يتزحزح قيد أنملة لأنه الأيمان الحق المبني علي صخر الدهور . هذا هو ألأيماني العملي الذي يدفع في سبيله المؤمنين به مجاهدين بالجسد والنفس والروح . وفي هذا لا يخشون الموت لأنهم عند المبدأ الذي أمنوا به ترخص قيمة الحياة الدنيا وتسمو وتعلو قيم الأيمان والحياة الابدية . الرعاة الصالحين هؤلاء هم الذين قال عنهم الرب يسوع المسيح : ( انا هو الراعي الصالح أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ. أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي ) . سأذكر هنا علي سبيل المثال لا الحصر بعض من الرعاة الصالحين الذين أثبتوا لرعياتهم أنهم فعلاً وعملاً رعاة صالحين . الذين يمكن للناس الاهتداء بهم كنماذج في القدوة والأعمال الحسنة . وأعمال ستخبر عن ما عاشوا وعانوا وواجهوا بل ما أقدموا وقدموا وجاهدوا لأجل ايمانهم ولأجل الذين كانوا معهم وتحت مسئولياتهم في ظل الحرب السودانية المستعرة حتي اليوم . “دار مريم” اللاماب، جنوبي الخرطوم في هذه الجغرافية يقبع دار مريم وهو مقر دار رعاية يتبع للكنيسة الكاثوليكية . هنا تواجدات الراهبة تيزا واربعة رهبات وأب ( راهب كاهن اوقسيس ). والقصة تروي تواجد هؤلاء في هذا المكان في ظل الحرب في السودان فيا لها من قصة تحكي عن أروع فصول الجهاد والايمان والمحبة والبذل والأستعداد الي الذهاب الي الطرف الأخر من هذه الحياة ، الذهاب الي الحياة الأفضل حيث لا ألم ولاحزن ولا بكاء . الراهبة تريزا لوشكا تحكي جوانب معاناتهم ( ل المحقق ) تريزا لوشوكا التي تجاوزت السبعين من العمر عرضت جوانب من معاناتها منذ اندلاع الحرب في السودان والتي عاصرتها في مثلث الشجرة اللاماب والعزوزاب، جنوبي الخرطوم، تحدثت عن جغرافيا الذخيرة والمدرعات .. روت اليوم (الأثنين) ل “المحقق” قصتها مع (سارة) وهي مسلمة من بنات جبرة كانت تقطع كيلو مترات إلى اللاماب لتمنح دار الرعاية المسيحية بعض العون بقليل من السكر والعدس رغم مخاطر الرحلة وما يصاحبها من احتمالات التوقيف في نقاط تفتيش قوات الدعم السريع أو رصاص القناصة الذي كان يتربص بالدار من تجاه أبو حمامة ! روت تيرزا مجازفات جلب الغذاء لدار مريم من أقصى جنوب الخرطوم من تجاه مايو عبر منطقة الكلاكلة اللفة حيث في مرات كثيرة يتم إرجاع الشحنة القليلة التي كان الحصول عليها نفسه يتم بعد معاناة طويلة ومرهقة ومخاطر عصيبة .
أيام عصيبة الأب جاكوب تلقاندا جاكوب الذي خدم بالسودان لقرابة 40 عاماُ. قال وهو يمسح الشيب الأبيض الذي تضاعف على رأسه، قال ل “المحقق” بعد أن مسح نظارته الطبية العريضة: “عشنا أياماً عصيبة.. تعرضت دار الرعاية للقصف بالمدافع . قصف كنا نتلقاه من منطقة جبرة” حسبما حدد وأبان . وأضاف وهو يشرح: “لقد تهدمت غرف بعض الراهبات وتدمر جزء من المدرسة.. اختبرنا عذابات شح الماء ومشاكل الحصول عليه” .. وقال وهو يلملم بعض دمعه: “كنا نستضيف العشرات ممن التحقوا بنا في دار الرعاية.. أحياناً نتقاسم قليل الزاد”. وأشار، وهو يضحك بأسى “لقد عشنا أياماً على (مديدة) هي خليط من ذرة ودقيق بلا محسنات من ملح أو سكر، هكذا ـ يقول للمحقق – كان يشمل الكل أنا والراهبات والرعية والضيوف.. ويمضي جاكوب وهو يقول كانت ظروفاً عصيبة غير أننا تمسكنا بالبقاء لخدمة الناس. ويضيف بتأثر : (السودانيون أناس رائعون . متكاتفون بشكل ملهم ). وأضاف وهو يشرح: “لقد تهدمت غرف بعض الراهبات وتدمر جزء من المدرسة.. اختبرنا عذابات شح الماء ومشاكل الحصول عليه” .. وقال وهو يلملم بعض دمعه: “كنا نستضيف العشرات ممن التحقوا بنا في دار الرعاية.. أحياناً نتقاسم قليل الزاد . الأب لوقا جومو الذي ارتقي شهيداً في الفاشر الخرطوم (وكالة فيدس) - قُتل الأب لوكا جومو، كاهن الرعية في مدينة الفاشر المحاصرة بالسودان، برصاصة طائشة. وأعلنت أبرشية الأبيض ذلك في بيان يوم 13 حزيران/ يونيو. "أيها الآباء والأخوات وجميع المؤمنين الأعزاء. ببالغ الحزن أكتب لأبلغكم بعودة الأب لوكا جومو إلى بيت الآب صباح اليوم 1 حزيران/ يونيو في الساعة 3 صباحًا في الفاشر. كان سبب الوفاة شظية قتلته هو وشابين آخرين. فلنتحد في الصلاة ونطلب من الله الآب أن تستريح أرواحهم في سلام . الأب لوقا الشهيد لوقا من ناحيتي انا للأسف الشديد لم اتشرف بلقائه او لم اتذكر انني رأيته او قابلته وهذا بالنسبة لي خسارة لا تضاهي . لكن أثره وشجاعته وتضحية ايمانه سيبقي خالداً في نفس كل من عاشره وتعلم منه او سمع عن بذله وتضحياته ومن هنا أرسل تحيتي ومحبتي وأمتناني لكل أهل الفاشر الأبطال الشجعان الصامدين . فالفاشر وكل من فيها يشكلون ملهمة اسطورية من اساطير الأومنة الغابرة في التشبث بالحياة والصمود والتحدي وسيلهمون بتميوهم وتفردهم الاجيال جيل بعد جيل عن شرف العزة والمجاهدة لأجل الوطن . لترقد روحك الأب لوقا جومو وكل الذين رقدوا معك علي رجاء القيامة فقد كنتم خير مثال للتضحية والبذل ونكران الذات . لذلك سيطوبكم الرب الاله بالقول : ( نعما أيها العبد الصالح الأمين! كنت أمينا في القليل فأقيمك على الكثير ادخل إلى فرح سيدك ) . فأنتم الآن موعودون بفرح الرب الذي لا ينطق به ومجيد . أمييييييييييييين ابطال الأيمان في الابيض شمال كردفان الآب تومبي ترلي كوكو غني عن القول فقد اشتهر بمجاهداته وبطولاته واستعداده الدائم لملقاة الرب من أتي او جاء الوقت والأوان . يكفي هنا فقط ان اشير الي انه واجه سلطان الموت غير مرة ومع هذا ظل وسيظل أمينا للذي أحبه ومات لأجله ضارباً لنا أروع مثال من أمثلة الرعاة الصالحين الأمناء ابطال الأيمان منذ البدء . فقد تعرض نيافة المطران تومبي ترلي كوكو وهو مطران ابرشية الابيض الكاثوليكية ولاية شمال كردفان . تعرض المطران لأعتداء خاشم من قبل بعض الافراد المحسوبين من القوات المتحاربة مرتين وهو في طريقه الي الأبيض في الحادث الاول خلال نفس الرحلة في كوستي والثاني وهو علي مشارف مدينة الابيض . حدث ذلك يوم الاحد الموافق 1 / 12 / 2024 م وقد كان نيافته في طريق العودة الي ابرشيته في الابيض ولاية شمال كردفان بعد رحلة قام بها الي جوبا عاصمة دولة جنوب السودان . وكان الاب ترلي في جوبا لحضور مؤتمر القربان المقدس والاحتفالات بمناسبة مرور 50 عامًا على التسلسل الهرمي للكنيسة الكاثوليكية في السودان ودلة جنوب السودان . وقد هذا عقد هذا المؤتمرفي جوبا بتاريخ الموافق 24 / 11 / 2024 م . الجدير بالذكر هنا ان المطران تومبي كان قد تعرض الي حادثتين أخريين اولها في طريقه من كادقلي الي الأبيض في الآشهر الاولي للحرب . والثانية قي طريقه من الأبيض الي كوستي لعد فترة قصيرة من الحادثة الاولي . ومع كل هذا لم ولن لين عزم المطران ابداً مؤمناً برسالة معلمه الرب يسوع وما جاء به الوحي : ( لاَ تَخَفِ الْبَتَّةَ مِمَّا أَنْتَ عَتِيدٌ أَنْ تَتَأَلَّمَ بِهِ. هُوَذَا إِبْلِيسُ مُزْمِعٌ أَنْ يُلْقِيَ بَعْضًا مِنْكُمْ فِي السِّجْنِ لِكَيْ تُجَرَّبُوا، وَيَكُونَ لَكُمْ ضِيْقٌ عَشَرَةَ أَيَّامٍ. كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاة ) الاب اسماعيل جبريل أبودقن مطران الكنيسة الاسقوفية والمطران اسماعيل جبريل مطران الكنيسة الاسفوفية غرب السودان كردفان ودارفور . وهو الاخر وقساوسة الكنيسة الاسقوفية في الابيض والفاشر سيظلون مثال يحتذي بهم في الصبر والمثابر ومجاهدات الايمان والتضحية ونكران الذات . فالمطران الاباء مرقس شنطة والاب سانتينو و كاوندا فخر للكنيسة في السودان انهم الرجال الأفذاذ من المرابطين الصامدين في قلعة شيكان الابيض كما القس درملي اسماعيل ومن معه في الفاشر . وللحق والحقيقة والتاريخ قلت يوماً في محفل من محافل الكنائس في كردفان ( اللجنة المسكونية ) لت . قمشييد اً بكل الخدام الاباء والقسوس الذين فضلوا البقاء في شمال وجنوب كردفان في الابيض كادقلي والدلنج وسائر اماكن كنائسهم . بقي هؤلاء في ظل الحرب والظروف والمخاطر المحيطة بهم والمهددة لحياتهم لحظة بلحظة . لكنهم ظلوا شجاعة يحسدون عليها ظلوا يؤثرون ويفضلون حياة رعيتهم فوق حياتهم الشخصية قائلين ومرددين دائماً : كيف كيف نترك المؤمنين في مثل هذه الظروف التي تتوجب فيها بقائنا معهم لننجو بأنفسنا ؟ . وقد أثبت المطران ابودقن واركان جنده هذا الاستعداد للعمل ليس فقط في داخل اسوار كنائسهم بل امتدت خدماتهم الروحية والاجمتاعية في الكنيسة وكل مجتمع هذه الولاية عطاء وبذل بسرور . نعم قلت عنهم جميعاً كرجالات اللجنة المسكونية: ( كيف يمكن ان يكون حال اوضاع وظروف الكنائس والمؤمنين في هذا الولاية في غيابهم وبدونكم وما يقدمون ويقومون به من حدمات وأعمال روحية جليلة واجتماعية خدمية ضرورية جداً ) . الاباء الكاثوليك اسكندر بايدن / شارلس الفونس / مايكل كونجي / كالو مختار / عبدالله حسيين اخرين قد لا اذكر اسمائهم الاب ادوارد في النهود الاب بطرس ترلي في الدلنج ومن معا والاباء والاساقفة في كادقلي وربما في اماكن كثيرة لا اذكرها هؤلاء هم رسل المسيح الحقيقين الامناء المكرسين لهم نعتو ونفتخر بهم ولهم منا جميعاً التحية والؤدد والانحاءة لأجلهم ترفع والصلوات والدعوات والابتهالات. الاب الاب الراعي اسكندر والاب مايكل كونجي رأيتهما في المرة الاولي وانا اسير في سجن الابيض القومي الاب مايكل كونجي وظل الاب مايكل كونجي يحرص ويداوم علي زيارة السجن رغم مرضه واعاقة وحالة الخاصة يحمل احياناً الي السجن مقدماً نفسه مثالاً للصبر واحتمال المشقات والالام والضعف الوهن الجسدي والمرض بوقوة الروح القدس الذي فيه كان يأتي معلناً انه يستطيع كل شيئ في المسيح الذي يقويه . فلا مرض ولا حرب ولا كل الاحوال مهما كانت سيئة يمكن ان تحول بينه وبين الخدمة التي اختاره الله للقيام .وها هو حتي اليوم ثابت ومتمترس في قلعته الحصينة الكنيسة الكاثوليكية الابيض . مايكل كونجي لا يوال مستمر يشجع الخائفين بشجاعته وكونجي الضعيف الجسد هو المستطيع بالروح ان يعين الضعفاء بقوة ايمانه ، يباركه الرب بنعمة فوق النعمة ويمتعه بالصحة والعافية وطول العمر . - الاب الراعي اسطندر بايدن قلت اليوم الذي رايته فيه كان ذلك في يوم عيد الميلاد الموافق 25 / 12 / 2022م خلال زيارتهم للسجن ضمن الكنائس الاخري لمعايدة المساجين وتفقدهم للتعزية والسلوي الترويح الجسدي والنفسي الروحي . وبعد الزيارة عندما عدنا الي العنبر بادرني احد السجناء قائلاً بالحرف : ( يا ايليا سبحان الله فيكم حيرتونا حتي الخواجات جبتوهم لينا في السجن . فقلت له يا توا خوجات جبناهم ليكم في السجن . فقال الزول الخواجي الابيض الكان بيتكلم معاكم قبيل في البوابة . لأقول له : الزول القبيل داك ما خواجي دا أخونا وهو قريبنا نوباوي من جبال النوبة ما يغرك لون بشرته نحنوا في جبال النوبة عندنا ناس لونهم ابيض من لون الراجل دا . وكان ما مكذب غير مصدق لكنه غير متأكد لصدقي . لأقول له في نهاية المطاف نحن المسيحيين ما عندنا دا خواجي ودا هندي ودا عربي وزنجي او صيني كلنا واحد مافي زول أحسن او أفضل من زول . المهم الذي اريد قوله عن الاب الراعي اسكندر بايدن هو ما سمعته عنه عندما كان راعياً للكنيسة الكاثوليكية الابيض . في زيارتهم لوالي ولاية شمال كردفان وأظنه الوالي الحالي ان لم تخونني الذاكرة عبد الخالق عبد اللطيف . ولانه أي الاب اسكندر كان شاذاً وسط المجموعة بلونه الابيض سأل الوالي فريقة الامني عن هوية الرجل وقيل له انه راعي الكنيسة وممثل للكنيسة الكاثوليكية . فذهب اليه الوالي بنفسه في مكانه وتحدث اليه وسأله عن جنسيته فاخبره الاب عن جسيته الايطالية . فقال له الوالي ما الذي يبقيك هنا في السودان وفي الابيض في ظل هذه الظروف والحرب وقد غادر وهاجر السودان حتي السودانيين الذين يدعون بأنهم من الوطنيين فقال له الاب الراعي انا هنا ائيش وسط شعبي ورعيتي وهذه هي مسئوليتي ان أبقي واكون معهم لأخدمهم .فكيف اتركهم في مثل هذه الظروف التي تقول عنها واغادر او اسافر الي بلدي حسب كلامك . اثرت هذه الكلمات في نفس سيادة الوالي مما جعله يجهش بالبكاء وتقطرعيناه بالدمع الثخين . ليس هذه فقط بل أمر الوالي المسئولين في مكتبه بادخال الاب الراعي اليه وقتما زاره مبدياً استعداده لسماعه وتقديم الخدمة التي يطلبها . وقد ظل الاب اسكندر متشبثاً بالبقاء في الابيض مهما صعبت الظروف وقست في ظل دوي الدانات وازيز الطيراني الحربي واشتدت أور الحرب . لا بل كان يسير علي الاقدام وذهاباً واياباً قاطعاً المسافات الطويلة راجلاً الي كل المراكز والبيوت متفقداً الافراد والمؤمنين مقدماً الخدمات المختلفة ملبياً الدعوات الاجتماعية في الافراح والاتراح . لكن لللأسف الشديد فقد أثرت الحادثة التي حدثت في “دار مريم” اللاماب، جنوبي الخرطوم اثرت علي مجمل العمل الكاثوليكي الرعوي مما استدعي اجلاء كل الاباء والراهبات وكل العاملين من كل الرعايات الي خارج السودان في ظل استمرار الحرب وتداعياتها علي الخدمات الروحية والاجتماعية التي كانت تقدمهما الكنائس والمنظمات الكنسية وسائر منظمات الامم المتحدة والانسانية كافة لأسباب الحرب وتدهور الاوضاع الأمنية بصفة عامة في كل السودان . وهذا ما حتم علي الاب الراعي اسنكدر ورفاقه الميامين الاخرين مغادرة السودان بالرغم من تمسكهم بالبقاء والاستمرار في أعمالهم الروحية والانسانية الاجتماعية في طب الظروف . سستر لينا وسستر أفلين رهبات قلب يسوع الاقدس هاتين السسترتين أفلين وأختها الحبيبة لينا ايضاً كن من المجاهدات الفدائيات العظيمات من ضمن كوكبة الراهبات اللأئي عملن في حقل الرب في زمن الحرب في السودان . وكانت افلين مديرة لمدرسة كمبوني الثانوية ولينا مديرة لمدرسة الصحافة الاساسية وكن كخلية النحل يعملن عمل دؤوب خدمة للكنيسة والمجتمع عامة في التعليم التربوي والكنيسة جنباً الي جنب العمل الروحي . وقد شملهن عملية الاجلاء للدواعي الأمنية مع اصرارهن علي البقاء الا ان القرار البابوي كان نافذاً وواجب التنفيذ علي الجميع دون استثناء . وبأجلائهن ستظل اماكنهن في التعليم والكنيسة والمجتمع شاغراً حتي اشعار اخر . من جانبي الشخصي فور سماعي لأخبار سفر سستر أفلين ولينا قمت للتو وذهبت اليهن في مقرهن لأستجلاء الخبر والتأكد منه . قلت لهن كيف ترحلنا تتركنا الناس جميعاً في الابيض بهذا الطريقة . فأنتم الامل الباقي لنا أنتم القشة التي نتمسك به للبقاء هنا وسط هذه الظروف القاسية الصعبة جداً . ما مصير التعليم وبالاخص مدارس كمبوني من بعد رحيلكم وقد بكينا معاً و " ذرفنا الدموع الحارة لحظات الوداع " علي أمل اللقاء يبقي ان مشيئة الرب وأمره فوق كل مشيئة وأمر البشر . لا يغلق الرب باباً الا ليفتح أبواب اخري بلا حصر ولا عدد " سسترات ماما تريزا ( السسترات الهنود ) وستبقي ماما تريزا ابداً رمزاً للتضحية جندية صالحة لعمل الرب في الوقت المناسب والوقت الغير مناسب ومثال للصبر والمثابرة في كل الظروف لايمهم . وسسترات ماما تريزا تميزن في أعمال الرحمة الطبية والخدمية وفي رعاية المرضي من الاطفال والمسنين والمشردين والفقراء . وكم تأثرت هذه الخدمات الجليلة سلباً بالحرب . وقد شمل اجراء الأجلاء ايضاً سسترات ماما تريزا في الابيض – ولاية شمال كردفان . هكذا الحال في السودان وما خلفه الحرب من أوضاع أقل ما يمكن ان يقال عنها انها أوضاع كارثية وستظل تداعياتها واثارها المدمرة عالقة في الاذهان ما بقي من الناس الذين تأثروا بها . لكن يبقي ان من بين البشر كما أسلفنا القول أفراداً من بين الناس خصهم الله وميوهم من المتطوعين المتطوعين الجاهزين والمستعدين لخدمة وبذل الذات لأجل الاخرين في شتي الظروف واسواها منذرين أنفسهم لما عاهدوا الله أنفسهم والناس . لانهم رسل من قال نفسه أي انهم رسل من قال عن نفسه : ( أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي،
كَمَا أَنَّ الآبَ يَعْرِفُنِي وَأَنَا أَعْرِفُ الآبَ. وَأَنَا أَضَعُ نَفْسِي عَنِ الْخِرَافِ ) .
#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
همساتي : شؤون وشجون !
-
همساتي : المفارقات بين الرجلين ترمب وبوتين !
-
سودري مدينتي !
-
همساتي : الحروب ايدلوجياً ومن منظور كتابي !
-
همساتي : ما بين الظلم والمساواة شعرة !
-
همساتي : كن لنفسك أمل ولا تغدر بأحد !
-
همساتي : حروب الطيران والمسيرات آرهاب واجب حظره دولياً
-
همساتي : كامل ادريس في الحرب هل يسع الوطن الجميع ؟
-
كامل ادريس في الحرب كيف بمقدور الوطن ان يسع الجميع ؟
-
همساتي : لغز أناس لهم عيون في بحيرة قرير المباركة !
-
همساتي : هنا الأحتفاء بالأسود سودانيتي أفريقيتي هويتي وأصالت
...
-
همساتي : لأن الله محبة فقد أدام لنا الرحمة
-
همساتي : كامل ادريس هل يستقيم الظل والعود أعوج ؟
-
همساتي : كن محضر خير او لا تكن !
-
همساتي : سلام الله لمدينتنا الابيض وللوطن السودان
-
همساتي : كلمات ذات معاني ودلالات
-
همساتي : الصحة العالمية لا حياة لمن تنادي !
-
ريري ( ست الشاي ) . التي تحلم بأجمل كافيه علي شاطيي البحر ال
...
-
همساتي : تمتع بثلاث بركات : ( المحبة والسلام والصداقة )
-
مهداة لبنتي استير : أعمل في دنياك ما دام يوجد وقت .
المزيد.....
-
شباب سوق الشيوخ يناقشون الكتب في حديقة اتحاد الأدباء
-
الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص
...
-
النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا
...
-
دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
-
-الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال
...
-
ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل
...
-
صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
-
لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟
...
-
ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة
...
-
مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|