أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مظهر محمد صالح - الولايات المتحدة في الشرق الاوسط: حربٌ بلا حرب














المزيد.....

الولايات المتحدة في الشرق الاوسط: حربٌ بلا حرب


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 8379 - 2025 / 6 / 20 - 23:19
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لا يمكن الجزم بأن شرارة الحرب التي أشعلها الكيان الإسرائيلي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد تاتي متوافقة بالضرورة مع الرؤية الاستراتيجية العسكرية الأميركية. فالإدارة الأميركية، لا سيما في ظل “العقيدة الترامبية”، تعتمد مبدأ الضغط والتفاوض، وتلوّح بسياسة “العصا والجزرة” الكلاسيكية، لا بغرض الانخراط في صراعات شاملة، بل لصياغة تسوية طويلة الأمد تعزز حضورها على ضفاف حوض الطاقة في الخليج والشرق الأوسط ، وتحقق أكبر قدر من المكاسب الاقتصادية بعيداً عن كلفة الحروب.
إن التهور الإسرائيلي في استهداف إيران لم يفلح في جر الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة، لا طويلة ولا قصيرة. فالإدارة الأميركية تماطل، وتتجنب الغرق في ذلك صراع، لأنها تخسر بذلك إحدى أهم أوراقها: التربّح من السلام بدل الحرب.
وفي هذا السياق، يبدو أن إسرائيل تراهن على خيار الحرب عن بعد، ويلحظ جلياً انه كلما طال أمد العمليات بين الطرفين، تعززت فرص إيران في الخروج منتصرة. فايران قوة جيوسياسية مدعومة بشكل غير مباشر من روسيا والصين، فضلاً عن ميول الولايات المتحدة للتفاوض عن بعد. وهذا يضع شرطاً واضحاً بأن لا تتخلى طهران عن ورقة التفاوض النووي.
ومن الواضح ان
“عقيدة ترامب العسكرية The Trump Military Doctrine” تعتمد على مبدأ “السلام من خلال القوة”، حيث يتم تعزيز القدرات العسكرية إلى أقصى حد، ولكن دون التورط في حروب تقليدية. اذ تسعى هذه العقيدة إلى تحفيز المجمع الصناعي العسكري—ليس عبر الحروب—بل عبر تحديث الترسانة العسكرية وتعزيز صادرات السلاح كأداة ضغط ومكسب اقتصادي،فضلاً عن الردع الذكي والدقيق بدل الانخراط الميداني الطويل. والاهم تقليص الأعباء الناتجة عن التحالفات التقليدية الفاشلة مع اسرائيل .فهي عقيدة قوامها التسليح دون استنزاف، أو كما يمكن وصفها بـ: “حرب دون حرب”.من هنا، فإن تحريك المجمع الصناعي العسكري لأقصى درجات الربحية يتم دون التورط في نزاعات مفتوحة، بل عبر تجديد الطلب على السلاح، كأداة كينزية لتحفيز الاقتصاد الاميركي ، كما تصوّر عالم الاقتصاد جون ماينارد كينز في زمن الأزمات.
وعلى العكس تتجلى إسرائيل بلعبة الرهان الخاسر على الحرب ، وهو امر يقوم على النقيض من الاستراتيجية الأميركية . اذ يبدو أن الحليف التقليدي—إسرائيل—ما زال متمسكاً بمنهج التوريط، والمبادرة بالحروب الخاسرة في ميزان القانون الدولي والدبلوماسية. أما إيران، فتعتمد على ذكاء دفاعي عالٍ، يمكّنها من الصمود دون خسارة بوابة التفاوض، بل وتستخدم الأزمة لتعزيز موقفها الإقليمي والدولي.

فما لم تدركه تل أبيب حتى اللحظة هو أن الإدارة الأميركية الحالية لا ترى في الحرب ربحاً، بل عبئاً استراتيجياً، وخاصة في ضوء التجارب الفاشلة السابقة الموجعة في فيتنام وأفغانستان والعراق، التي انتهت بتكاليف فاقت المنافع.
اذ يتمثل الربح الأميركي اليوم بمصانع تدور بلا جنود قتلى…!!
فكلما تحرّك المجمع الصناعي العسكري الأميركي نحو زيادة الإنتاج والمبيعات، يتحرك الاقتصاد معه—ولكن وفق فلسفة ترامب، بصورة انتقائية زمنياً. فالتصنيع والتوظيف والابتكار، والصادرات، كلها تُحفَّز ضمن خط أحمر لا خسائر بشرية، ولا حروب مفتوحة.
هذه الفلسفة تتعارض جوهرياً مع المنهج الإسرائيلي القائم على استسهال شن الحروب .
ويشكّل هذا التعارض، يوماً بعد يوم، مع إطالة زمن الحرب ،حجر الزاوية في انتصارات إيران في حرب الشرق الأوسط “المشتعلة عن بعد”.
وأخيراً فالربح الإيراني والصعود الأميركي الصامت، يشكل معادلة النجاح في حرب الشرق الاوسط.
اذ تفهم إيران جيداً أن إطالة أمد الحرب ستُخرج إسرائيل من معادلة القوة، وتزيد من تآكل شرعيتها العسكرية والأخلاقية.
في المقابل، تقوم الولايات المتحدة على استراتيجية ثلاثية واضحة اولها ،تحديث عسكري مستمر دون خوض الحروب.
وثانيها ،الترويج لصادرات السلاح تحت شعار “أميركا أولاً”.
وثالثها ،الردع الذكي بدل الاحتلال والإنهاك.

ختاما ً، تتبنى الولايات المتحدة، لا سيما في ظل “العقيدة الترامبية”، استراتيجية تعتمد الربح من السلام عبر تحفيز المجمع الصناعي العسكري وتصدير السلاح، دون الانخراط في حروب تقليدية، على عكس الحليف الإسرائيلي الذي لا يزال يراهن على الحرب كمخرج استراتيجي.
فهكذا، تدور عجلة الاقتصاد الأميركي، دون أن تعود توابيت الجنود إلى الوطن الأميركي ، ومع كل يوم تطول فيه هذه الحرب البعيدة، تكسب إيران سياسياً، وتخسر إسرائيل استراتيجياً.
اما المنتصر الهادئ او الطرف الثالث في هذه الحرب ، فهي السياسة الامريكيه الشرق اوسطية التي غادرت حليفها التقليدي الإسرائيلي لتقوم على منهج براغماتي: انها في حرب… بل حقيقة انها رابحة بلا حرب.



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطان إبراهيم: السمك الذي يحسم الجدل
- سور الصين العظيم . جدار الذاكرة … جدار الأمة
- اطفال الآيس كريم في قاعة صندوق النقد الدولي: تربية ناعمة في ...
- رُعاة البقر والهواتف الذكية: تأملات على هامش زيارة إلى كنساس ...
- هل بقي للحياة من طَعم؟
- في سنغافورة: الألماس خلف الزجاج، و الفقراء خلف الأمل
- مصافحة دبلوماسية ناعمة بلا عناء ولكن…؟
- لماذا يرتفع الدينار العراقي في السوق الموازي ؟.
- بين العقل والمال : رحلة في دهاليز التفكير الطبقي…!!
- بين انحناء العامل واستواء السوق:قراءة في وهم التكافؤ
- القمة العربية الاولى في الكويت : ذكريات حزينة برفقة الرئيس ا ...
- الكادح الريعي بين السركال والسجان .. قصة من حياتي .
- كيمياء المالية العامة العراقية في مواجهة التحديات الخارجية ع ...
- الامبريالية المالية و الماركنتالية الجديدة تحت راية واحدة : ...
- نهاية الحرب الروسية الاوكرانية:القطبية الثنائية وتجارة الصدا ...
- صناعة القطبية الثنائية: روسيا والترامبية الجديدة
- الوزير روبيو ويوم الاربعاء في الذاكرة البغدادية.
- روسيا وايران والشرق الاوسط الجديد. وجهة نظر…!!
- الحرس الجديد لملء الفراغ السياسي الريعي التقليدي في البلاد.
- الترامبية الجديدة : امبريالية بلا تكاليف..!!


المزيد.....




- إيران ترفض المفاوضات مع أميركا قبل وقف الهجمات الإسرائيلية
- إيران تقدم 3 -مطالب- لعقد مباحثات مباشرة مع أمريكا
- الخارجية الأمريكية: مئات المواطنين فروا من إيران وآخرون يواج ...
- إسرائيل تقصف منصات ومستودعات صواريخ غرب ووسط إيران
- غزة.. عشرات القتلى بنيران إسرائيلية وتحذير من الجفاف
- ترامب يرد على سؤال حول إمكانية إرسال قوات برية في حالة التدخ ...
- قاضٍ أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط المؤيد لفلسطين محمود خلي ...
- إيران تستهدف إسرائيل بصواريخ ثقيلة وتطلق مسيرة على خليج حيفا ...
- بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر
- من المسؤولة الأميركية التي كذبها ترامب وماذا قالت عن إيران؟ ...


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مظهر محمد صالح - الولايات المتحدة في الشرق الاوسط: حربٌ بلا حرب