فريدة لقشيشي
الحوار المتمدن-العدد: 8373 - 2025 / 6 / 14 - 10:59
المحور:
الادب والفن
بين الغياب والاختباء
ليس كل غياب موتًا،
وليس كل اندثار فناء.
أحيانًا،
تختار الأرواح أن تنسحب في صمت،
لأن العالم لم يعد يتّسع للنور.
الحق لا يصرخ،
بل ينسحب إلى باطن الأشياء،
ينتظر من يراه
بعين القلب،
لا بمنظار التاريخ.
حين تسكن الحضارة في السرّ
ماذا لو لم تكن الحضارة قد اندثرت؟
بل اختارت أن تُنسى…
أن تطوي نفسها كما تطوي الصوفيةُ أسرارها في خرق العتمة،
وتترك للسطح زيف الخلود.
ربما لم تُهدم المعابد،
بل أغلق العارفون أبوابها،
وكتبوا على الجدران:
"متى ما نضج القلب، تعال."
ربما كانت الكلمات ما زالت هنا،
لكننا فقدنا اللغة التي تفكّ شيفرتها.
الحضارة لم تذهب،
بل لبست رداء الحكايات،
وسكنت في نقوشٍ لا تُقرأ،
وفي حجارةٍ تصمت كالصلاة.
ربما الحكمة ملّت من العيون الزجاجية،
فصارت تتوارى في ظل شجرة،
في غيمةٍ عابرة،
في نَفَس منسيّ بين نبضين.
الحضارة… ليست ما شيّدناه،
بل ما انكسر فينا حين نسينا أن نرى.
#فريدة_لقشيشي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟