فريدة لقشيشي
الحوار المتمدن-العدد: 8372 - 2025 / 6 / 13 - 09:15
المحور:
الادب والفن
أين أنا منّي؟
في ذكرى رحيل أبي الروحي
يداهمني الوقت…
كظلٍّ باردٍ لا يرحم،
يتسلّل من بين أنفاسي
كأنّه يعرفني أكثر مما أودّ.
يعرف أنني كلما حاولت الهرب،
سقطت في قلبي أعمق.
يداهمني…
ولا أدري كيف أواجه هذا اليوم…
اليوم الذي فقدتُ فيه شيئًا لا يُعوَّض،
جزءًا منّي… من نَبضي… من يقيني.
يداهمني…
ولا أدري هل أملك ما يكفي من القوّة لأصمد،
أم أنّني هشّة كندبةٍ على خدّ الذاكرة،
تخفي الألم… لكنها لا تشفى.
يداهمني…
ولا يمنحني متّسعًا لأرتّب نفسي،
ولا وقتًا لأغسل وجهي من آثار البكاء المؤجل.
يداهمني…
وفي قبضته ذكرى،
ذكرى أثقل من الزمن،
أصدق من كل ما قيل في الرثاء،
أقرب إليّ من جلدي.
يداهمني…
ولا أجد لنفسي عزاءً يليق بحجم الفقد.
كلّ الكلمات تفرّ حين أذكر اسمه،
وكلّ الصمت يعجز عن احتضان دموعي.
الوقت…
ذاك الذي لا يمنحني وقتًا.
يمرّ بي كما تمرّ السكاكين على الأمل،
ويتركني كل عام في المكان ذاته:
عند العتبة…
أنتظر من لا يعود.
أين أنا منّي؟
من هذه التي ترتجف كلما اقتربت الذكرى؟
هروبي لا يخبّئني مني،
ولا الليل يغلق عليّ حزني.
الوقت…
ها هو يجيء.
هادئًا، متواطئًا مع الغياب،
يحملني بصمت نحو جرحٍ أعرفه جيدًا.
بالكاد أتنفّس،
بالكاد أنقذني منّي.
...
فريدة
#فريدة_لقشيشي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟