أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سالم أبوزخار - إنهاء المرحلة الانتقالية والانتقال إلى تأسيس الدولة الليبية














المزيد.....

إنهاء المرحلة الانتقالية والانتقال إلى تأسيس الدولة الليبية


فتحي سالم أبوزخار

الحوار المتمدن-العدد: 8372 - 2025 / 6 / 13 - 21:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الظروف التي تعيشها ليبيا اليوم من تغول للمجموعات المسلحة التي تمولها الحكومة الوطنية، وكذلك دول بمختلف أدوارها في المنطقة، وفلتان دفة القيادة من السيد رئيس الحكومة بعد أن فشل مؤخراً في ابعاد شبح الحرب بطرابلس الذي عمل، وحافظ، عليه لعدة سنوات. مع وجود حكومة صورية موازية في الشرق تأتمر بأوامر القائد العسكري حفتر وأبناؤه، إضافة إلى تصدع في المؤسسات التشريعية، وانصياع البرلمان لتمويل مجموعات حفتر العسكرية ومشاريع أبنائه "الوهمية" بميزانيات ترهق كاهل خزينة الدولة. الوضع المتردي ضمن المرحلة الانتقالية الذي تعيشه ليبيا يطيل من عمر الأزمة، ويمدد لها. فلقد بات الأمر ملحاً لإقفال المرحلة الانتقالية إلى الأبد، والشروع في التأسيس لبناء الدولة التي انتكست بعد انقلاب 1969 العسكري وتعمق تدهورها بعد التدخلات الدولية في 2011. المقالة ستناقش حاجة الدولة الليبية لإنهاء المرحلة الانتقالية والانتقال إلى التأسيس وبناء الدولة.

لماذا التأسيس وقفل المرحلة الانتقالية؟
الوضع الليبي يحتاج لقفل المرحلة الانتقالية بسبب جملة من المعطيات تتلخص في الآتي:
• اتفاق الصخيرات ركن إساسي لاستمرار المرحلة الانتقالية، حسب وجهة نظر مدير المركز م. أسامة الصيد، حيث يرى بأن خارطة الطريق لاتفاق الصخيرات: أن يؤسس لحكومة عسكر بالشرق وحكومة ضعيفة مدنية بالغرب، لا تملك حتى حق الاستقالة، والحكومتين تمولان المجموعات المسلحة "المليشيات". وهنا يرى الكاتب بأنه وبهذا الشكل لن تقوم قائمة للدولة الليبية وستستمر المرحلة الانتقالية دون أن يكون هناك التفاتا جدياً من المجتمع الدولي، وإنهاء اتفاق الصخيرات.
• تغول المجموعات المسلحة بالشرق والغرب وممارسة العنف بلا حدود، مع إنشاء سجون خاصة بها، بل والسعي بطرق خاصة غير مشروعة لتمويل نفسها وتنمية ثرواتها بالتواصل مع دول أجنبية، بل ما يعقد الوضع التدخل في شؤون سيادية تمس أمن الدولة الليبية وسلامة شعبها.
• نجحت حكومة الوحدة الوطنية في توحيد مؤسسات الدولة السيادية، مصرف ليبيا المركزي ومؤسسة النفط، وبالرغم من محاولات انجاح 5+5 للمؤسسة العسكرية إلا أنها فشلت. لقد حرصت الحكومة مع بداية استلامها للسلطة على إبعاد شبح الحرب إلى أن سقطت مؤخراً في وحل الحرب، ومولتها وتناقضت في تعاملها مع المجموعات المسلحة التي شرعنتها وموَلتها، مما سبب في خوف ورعب ومآسي لسكان طرابلس وخسائر في الأرواح والممتلكات. بذلك فشلت حكومة الوحدة الوطنية في إحدى مهامها الأساسية إجراء الانتخابات.
• الرفض الشعبي بالمنطقة الشرقية لممارسات الفساد والعنف التي يقوم بها أبناء حفتر مع تخوف داعمي حفتر من فقده السيطرة على تدخلات أبنائه، وربما ما يزيد الطين بلة الصراع بين أبنائه في تصدر المشهد في الشرق ولا يبشر بخير.
• تدخل حفتر كطرف فيما يحدث في السودان من تآمر دولي تسعى فيه الأمارات، لزعزعة الاستقرار بالمنطقة، بدعم قوات الدعم السريع بقيادة "حميدتي" ضد الجيش السوداني بقيادة "البرهان" المسيطر على الخرطوم، وتحويل المثلث السوداني المصري الليبي إلى بؤرة توثر دولية مما يثير مخاوف مصر ويربك الموازنات التركية وربما حتى الروسية التي ظاهرياً تعترف بالجيش السوداني وعن طريق حفتر تعزز من قوات الفاغنر التي ربما وصل عددها إلى ستة آلاف مقاتل.
• تعدد المجموعات المسلحة بالمنطقة الغربية مع تباين ولآلاتها ما بين دول متصارعة وغير متجانسة، وعدم سيطرة حكومة الوحدة الوطنية عليها، أخرجها من مسارها كأدوات لخدمة ليبيا واستقرارها، وتوحيد قنوات التواصل والتنسيق مع مصالح الحكومة.
• اتفاق الصخيرات صنع حكومات لأشخاص بأسماء جذابة، "الوفاق الوطني"، "الوحدة الوطنية" بدون مشاريع مسبقة لذا كان التخبط في الأداء والوقوع في مستنقع المحاصصة وترضية بعض المدن وضمان مصالح قد ترقى بأن تكون شخصية، أو عائلية، أحياناً.
• ضعف أداء البعثة التي لا تملك قرار مستقبل ليبيا بل تعمل كأداة لإيهام الشعب الليبي بأنها ترعى مصالحه وحقوقه، بما في ذلك الأمازيغ والتبو، وتعمل على تخدير الشعب ببعض اللقاءات التي تنتهي بصور على صفحات التواصل الاجتماعي. زد على ذلك مع الشكوك المصاحبة لتشكيل اللجنة الاستشارية وفي ظل أنتشار السلاح وعدم احتكار الحكومة له، وانتشار الفساد المالي، تتجرأ البعثة من خلال السيدة هانا تيته بعرض الخلاصة المتمثلة في انتخابات أو استفتاء على الدستور أو الرجوع للحوار، وكل هذا يتطلب حكومة قادرة على خلق بيئة آمنة ومستقرة.

المطلوب للتأسيس وإنهاء المرحلة الانتقالية؟
مع ضرورة قناعة المجتمع الدولي بالتدخل، ووقف مهزلة تحول ليبيا إلى ساحة لتدخلات دول قزمية مثل الأمارات تصرف الملايين على زعزعة أمن المنطقة. الواضح أن ليبيا لن ينجح فيها نظام حكم تسيطر عليه بعض العائلات أو القبائل. فليبيا لن ينجح فيها أي حكم عائلي أو قبلي. ليبيا محتاجة لتيار وطني برؤية شاملة لتشكيل حكومة ومشروع ضامن لتحقيق الأهداف التالية:
• إيجاد صيغة عملية لتصحيح المؤسسات التشريعية وبما يضمن انحيازها للوطن.
• احتكار الدولة للسلاح، وصدور تشريعات تحرم حمل السلاح خارج مؤسستي الجيش والشرطة.
• إصلاح النظام الاقتصادي بتحويلة من الاعتماد التام على النفط ومنطق توزيع الثروة، إلى التحول إلى استنهاض للمشاريع الصغرى والوسطى في الصناعة والزراعة وبناء فلسفة صناعة الثروة.
• على الحكومة أن تتحمل مسؤولية ما حصل من انتهاكات ضد الشعب الليبي والاعتذار له، مع فحص المؤسسات العدلية، وكشف حقيقة الانتهاكات وتحديد الجلاد والضحية، وإنشاء محاكم للعدالة الانتقالية، وجبر ضرر الضحايا.
• على الحكومة أن ترتقي بالسياسة الخارجية لليبيا بحيث تكون حيادية وتسعى لتبادل المصالح الحقيقية مع الدول المتدخلة في الشأن الليبي.
نسأل الله أن يحفظ ليبيا وأهلها .. عاشت ليبيا حرة تدر ليبيا تادرفت



#فتحي_سالم_أبوزخار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقات مصر وتركيا بدول القرن الأفريقي وارتباطهما بليبيا مع ح ...
- الدبيبة مابين الضغوط الداخلية والخارجية
- سبتمبرالأسود .. والوهم لشبابنا يتجدد
- سبتمبر الأسود .. والوهم لشبابنا يتجدد
- ما علاقة 9 أغسطس بتحرك جيش حفتر اليوم؟
- أليس الاعتراض عن الغش طاعة لبعض أولياء الأمر؟
- هل ستنتصر الفتنة على الحكمة؟
- أمريكا وروسيا ووضع ليبيا وارتدادات حقوق غزة ضمن سياسة ازدواج ...
- لا نعمل وفي عيد العمال نمدد العُطل
- غيبوك أخي سراج ولتحلق أفكارك، فصبرٌ جميل والله المستعان
- دعوة للاستيقاظ والتوازن سيد أردوغان
- الأمازيغ في الشأن الحكومي الليبي
- تذكروا آرون بوشنل هو ليس لوحده
- إنتفاضة فبراير تُراجع مسيرتها ولا تتراجع
- استقلال ليبيا لن ينفصل عن استقلال أفريقيا؟
- هل من امتداد لليد الصهيونية إلى ليبيا؟
- طوفان التحرير .. ووجه الشبه بين طوفان درنه وطوفان الأقصى
- الوجه الأخر للعاصفة المطرية في ليبيا
- لماذا اندلعت الاشتباكات الأخيرة بطرابلس؟!
- أردوغان يتقرب من ليبيا ويتصل وحفتر في ليبيا يبتعد وينفصل


المزيد.....




- مصر.. أغنية جزائرية يستشهد بها علاء مبارك ويعلق مثيرا تفاعلا ...
- كوخ إسكتلندي -سرّي- من الحرب العالمية الثانية يُعرض للبيع.. ...
- شاهد لحظة سقوط صاروخ قرب منشأة عسكرية إسرائيلية رئيسية في تل ...
- تقرير: فكرة ترامب حول فتح حسابات مصرفية استثمارية للأطفال لي ...
- مراسلتنا: موجة جديدة من الهجمات الآن تنطلق من إسرائيل باتجاه ...
- هل تغيّر الضربة الإسرائيلية لإيران معادلة الحرب في غزة؟
- ما هي الصواريخ البالستية وفرط الصوتية؟
- إسرائيل تحشد قواتها في الشمال على الحدود مع سوريا ولبنان
- الجيش الإيراني: إطلاقنا الصاروخي القادم سيكون بنحو ألفي صارو ...
- طيران -الشرق الأوسط- اللبنانية تعلق الرحلات من وإلى بيروت


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سالم أبوزخار - إنهاء المرحلة الانتقالية والانتقال إلى تأسيس الدولة الليبية