أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سالم أبوزخار - لماذا اندلعت الاشتباكات الأخيرة بطرابلس؟!















المزيد.....

لماذا اندلعت الاشتباكات الأخيرة بطرابلس؟!


فتحي سالم أبوزخار

الحوار المتمدن-العدد: 7709 - 2023 / 8 / 20 - 12:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صحيح كلنا على قناعة تامة بأنه إذا عرف السبب بطل العجب! إلا أننا اليوم وبعد الاشتباكات الأخيرة بطرابلس، مع منتصف شهر أغسطس الحالي، يتأكد لنا بأن مقود القيادة الكاملة في ليبيا لم تستلمه الحكومة الليبية بعد! ففي محاولة من الكاتب لمراجعة سريعة لما يحصل في ليبيا اليوم، يجد نفسه أمام عدة سيناريوهات بعد قراءة ضرورية لما حصل بالأمس البعيد القريب من 2011 إلى تاريخ اليوم، وربما هذا ما سيقودنا إلى مراجعة السؤال المهم جدا وهو: هل انتفاضة فبراير 2011 قرار ليبي؟ وهذا ما قد يعيننا على فهم ما يحصل اليوم! وستكون البداية بالسؤال المحير للبعض والملح لكثر: هل قرار نهاية القذافي أصدره الشعب الليبي أم بعض الشخصيات من القيادات الليبية التي شاركت في الانتفاضة؟ ليتنسى لنا معرفة من قرر الاشتباكات الأخيرة في طرابلس؟

قرار انتفاضة فبراير 2011؟
بكل بساطة وصراحة الشعب الليبي لم ينتخب أو ينصب معمر القذافي قائداً للدولة الليبية، ولذلك بالتأكيد لا يملك أحد من أفراد الشعب الليبي قرار انتهاء صلاحيته بدورة انتخابية جديدة! أو إصدار التعليمات له بالتنحي والنزول من سدة الحكم؟ ولا حتى قرار اقتلاعه من جذور السلطة التي تغلغلت على أرض ليبيا! والواضح أن قرار اقتلاعه من جذوره كان لدول الحلفاء الأطلسي، وهذا لا ينفي أن انفجار الشعب الليبي، بعد الظلم والقهر والمعاناة لأربعة عقود، كان عاملاً مساعداً ومهماً في تصيد الفرصة وتنفيذ قرار الحلف الأطلسي. فانتفاضة الشعب الليبي فتحت الأبواب على مصرعيها لجميع مدافن أسرار القذافي، وأسرار ليبيا، ومخازن أسلحتها وأموالها بالداخل والخارج. بل مكنت لجميع أجهزت الاستخبارات العالمية من سبر أغوار نفوس الشعب الليبي المتعطشة لحرية التعبير من خلال استبياناتها وأنشطتها الاستقرائية وبواجهة مدنية "مجتمع مدني"! بل سمحت أيضاً الفوضى بالتعرف، وعن قرب، على جميع التشكيلات المسلحة التي أُسقطت الكتائب الأمنية، بمساعدة النيتو، التي صنعها القذافي، بعد تدمير الجيش الليبي، لحمايته الشخصية وضمان عدم قيام أي انقلاب عسكري عليه، واستمراريته في قمع وقهر الشعب الليبي.

الصراع الدولي وتقليص المجموعات المسلحة!
بالرغم من تدافع الدولة المتدخلة في ليبيا، مباشر أو من خلال فتح قنوات تواصل مع بعض المجموعات بدعمها بالأموال والأسلحة، وكذلك الشرعية، والتي منحها السيد/ د.مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي للجميع، والذي كان ضرورياً لمواجهة الكتائب الأمنية للقذافي. إلا أنه بالتأكيد لن ترضى أي دولة يهمها الشأن الليبي استمرار وجود تشكيلات مسلحة مختلفة، لذلك كان التوافق بين تلك الدول على تقليص عدد المجموعات المسلحة، وقد نجحت حكومة السراج في ذلك إلى حد معقول. مما ساعد على التآمر على الشعب الليبي ومنح الضوء الأخضر لقوات حفتر تساعده المرتزقة من مختلف الدول في الهجوم على طرابلس 4 أبريل 2019م. واستمر تقارب المصالح الدولية وتباعدها يدفع ثمنه المساكين من شباب ليبيا المنخرطين في تلك المجموعات المسلحة، التي دفعت لهم مرتبات مغرية، بعد إشعال وصناعة الحروب بينها. ولا يستغرب الكاتب هنا صناعة وخلق كراهية بعد استغلال الخلافات القديمة التي صنعها القذافي أو التي صنعها الاحتلال الإيطالي بين مجموعات الأمة الليبية، وكذلك دعم النقيض المتطرف: إسلامي وعلماني، وطني وحدوي وإقليمي فدرالي، مدني وبدوي، وعامي وأكاديمي، ومتوسط الحال وصحاب رأس مال، إضافة إلى تحويل اختلاف الانتساب للمناطق الجغرافية الشاسعة في ليبيا إلى دافع للصدام الحربي.

المستخلص من الحرب:
بالتأكيد قرار الحرب لم يكن عبثياً! فقرار الحرب كان لأحد مستفيد منه! وربما مستفيد من زعزعة الاستقرار وحركة البناء والعمران التي تشهدها طرابلس! وهنا لو سألنا أنفسنا هل يوجد مستفيد من أحد الطرفين المتقاتلين؟ فسنجد الإجابة بالتأكيد لا! ولذلك سيحاول الكاتب التكهن بمن هو المستفيد من الحرب؟ وهذه التكهنات قراءات، غير مؤكدة وظنية، تعتمد على خبرة الكاتب في متابعة الشأن الليبي بكتابة عديد المقالات، وعلى النحو التالي:
• لا يمكن أن يكون قرار الحرب من أحد الطرفين المتقاتلين وهما على قناعة تامة بأن الخاسر في ساحة الحرب والمتضرر منها: هم أهاليهم، وأصدقائهم، وجيرانهم. بل وقد يصل الموت وخراب البيوت لأقرب الأقارب لديهم.
• بالتأكيد إنهاء المجموعات المسلحة المتمكنة والتي لها نفوذ خارج سلطة الحكومة-الدولة ستكون أحد الأسباب الرئيسية للحرب، ونتمنى أن تعي هذه المجموعات بأن حتفها لن يكون بعيداً عن أحداث اليوم، ما لم تندمج بالكامل وبدون شروط داخل المؤسسة العسكرية أو الشرطية والانصياع والانطباط التام وفقاً للتراتبية المتعارف عليها.
• الانتخابات قد تكون مزعجة لبعض الأطراف الدولية، وترى فيها بعض الدول مغامرة قد تخسرها، وتفقد بخسارتها عملائها في الانتخابات ومصالحها، فعرقلة الانتخابات قد تمثل لها مكسب مضمون إلى حد ما.
• هناك انقلاب في النيجر وخسارة لفرنسا كبيرة بالدرجة الأولى في أفريقيا، فربما كانت الحرب لتبعد الانتباه والتركيز عما يحدث في النجير أو ما يخطط لتنفيذه في النيجر!
• شهر أغسطس ترصد فيه الميزانية في ليبيا وربما الدول المصنعة للأسلحة تريد أن تقضم قطعة كبيرة من مخصصات الميزانية فعوضاً أن تخصص للبناء والتنمية، تصرف على شراء الذخيرة، وآليات عسكرية جديدة، إضافة إلى الصرف على تنظيف مخلفات الحرب وعلى إعادة الإعمار وصحة الإنسان!
• من مخططات التقسيم التي تسعى لها بعض الدول العظمى لترضية بعضها البعض على حساب وحدة تراب ليبيا وثرواتها، فهل هذا يصب في مخططات الترضية ومحاولة تمكين لأطراف تخدم في هذا الاتجاه؟

كلمة أخيرة:
من وجهة نظر الكاتب بأن أزمة ليبيا تتطلب الوقوف عند جملتين مهمتين إلا وهما:
• سيناريو الخطف وقرار الحرب ليس ليبياً، وإن صدرت تعليماته داخلياً ونفذت بأيادي ليبية،
• نحتاج للوعي بواقع السياسة الدولية والعمل على تأمين مصالحها بدون أن تتعارض مع مصلحة ليبيا موحدة، وهنا لا ندري هل سيتقن الفاعلون الليبيون الدرس أم سيتم تقسيم ليبيا لكيانات قزمية بتبعية كاملة لدول خارجية؟
هناك مدبر حكيم أكبر من الجميع سبحانه وتعالى، نسأله ربي أن يبعد شبح الحرب والكرب، والتقسيم عن ليبيا.. وعاشت ليبا حرة .. تدر ليبيا تادرفت.



#فتحي_سالم_أبوزخار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أردوغان يتقرب من ليبيا ويتصل وحفتر في ليبيا يبتعد وينفصل
- بانتصار أردوغان تنتصر تركيا وسيلحق النصر بليبيا والعالم
- أثر السياسة والأمن على الأمازيغ اجتماعياً واقتصادياً
- انتخابات تركيا المُهيبة تتصدر الأجندة العالمية
- أين الأمن الداخلي الليبي من المصالحة والسلم الاجتماعي مع أته ...
- الاستراتيجية الأمريكية ودعم الاستقرار في ليبيا
- المصالحة الليبية والحاجة للمصالحة الدولية
- المصالحة لا  تعني عودة الدكتاتورية
- مصلحة فبراير مع المصالحة
- هل تحتاج ليبيا للمصالحة الاقتصادية؟
- المصالحة التاريخية والدور الأمريكي
- ينتهي مؤتمر المصالحة مع تنطع السبتمبري وتنظير الملكي واستنجا ...
- مدى أهمية الإطار الجامع لتأسيس المصالحة؟
- التأسيس للمصالحة وطريق الإصلاح بالصلح
- من حقوق للأكراد إلى إرهاب لتركيا المسلمة
- الأزمة منا وفينا فالإصلاح والمصالحة لن يكون إلا منا وبنا
- الإصلاح بالمصالح والمصالحة وأزمة الفكر المصلحي!
- التفاهم التركي الليبي بين مد جسور المصالح وجزر العلاقات الدو ...
- صناعة الكراهية .. واجترار ما حدث في القرم وليبيا 2014
- الأمازيغية وخطر التوظيف السياسي والديني


المزيد.....




- فيديو مخيف يظهر لحظة هبوب إعصار مدمر في الصين.. شاهد ما حدث ...
- السيسي يلوم المصريين: بتدخلوا أولادكم آداب وتجارة وحقوق طب ه ...
- ألمانيا تواجه موجة من تهديدات التجسس من روسيا والصين
- أكسيوس: لأول مرة منذ بدء الحرب.. إسرائيل منفتحة على مناقشة - ...
- عباس: واشنطن هي الوحيدة القادرة على إيقاف اجتياح رفح
- نائبة مصرية تتهم شركة ألبان عالمية بازدواجية المعايير
- -سرايا القدس- تعرض تجهيزها الصواريخ وقصف مستوطنات غلاف غزة ( ...
- القوات الأمريكية تلقي مساعدات منتهية الصلاحية للفلسطينيين في ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- وسائل إعلام تشيد بقدرات القوات الروسية ووتيرة تطورها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سالم أبوزخار - لماذا اندلعت الاشتباكات الأخيرة بطرابلس؟!