أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سالم أبوزخار - المصالحة التاريخية والدور الأمريكي















المزيد.....

المصالحة التاريخية والدور الأمريكي


فتحي سالم أبوزخار

الحوار المتمدن-العدد: 7498 - 2023 / 1 / 21 - 23:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أرتقى الوعي بشريحة واسعة من النخب بشأن المصالحة الوطنية في ليبيا ووصل إلى قناعة بأنه على الدولة الحديثة بمختلف مراحل تأسيسها الملكية، والجمهورية-الجماهيرية، والانتقالية الاعتذار للشعب الضحية. فجميع الانتهاكات التي وقعت خلال المراحل الثلاثة هي مسؤولية الدولة وعليها الاعتذار للشعب قبل المباشرة في توثيق الانتهاكات وجبر الضرر مادياً ومعنوياً وفحص المؤسسات العدلية. ومن وجهة نظر الكاتب فهنالك مصالحة تاريخية مطلوبة من النخب السياسية والفكرية والحكومية الاعتراف بها. فتأسيس ليبيا الحديثة وتاريخها الحديث يحتاج لإعادة قراءة متأنية والاستئناس به. هذه المقالة مراجعة تاريخية هدفها المصالحة مع تاريخ تأسيس ليبيا واسقاطه على حال ليبيا اليوم.

ليبيا الحديثة والمسيرة التاريخية:
جاءت ليبيا الجديدة بعد احتلال إيطاليا وفشل الدولة العثمانية في المحافظة عليها، إلا أن خسارة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية أفقدها السيادة على ليبيا وفي سبتمبر 1947 تركت مصير مستعمراتها ومنها ليبيا للدول المنتصرة الأربعة: الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وروسيا. وكان من الصعب توافق الدول على قرار موحد، فكانت محاولة مشروع وزير خارجية بريطانيا أرنست بيفن ووزير خارجية إيطاليا كارلو سفورزا بحيث يؤجل استقلال ليبيا إلى عشر سنوات وتكون تحت الوصاية بحيث تكون برقة تحت الإدارة البريطانية وطرابلس تحت إيطاليا وفرنسا تسيطر على فزان. إلا أن بروز القوى الأمريكية ومعها روسيا، مع ضمان استمرارية مصالح بريطانيا بقدر، أفشل مشروع بيفن سفورزا.
وكان نشأة ليبيا الجديدة بعد أن تبنت الجمعية العامة الأمم المتحدة قرار اقترحته الولايات المتحدة والهند والباكستان والعراق بأن تستقل ليبيا قبل تاريخ 1 يناير 1952. وبحيث يكون للدولة الجديدة دستور تقره جمعية وطنية تضم ممثلين عن الأقاليم الثلاثة والذي اعتمدته بتاريخ 7 أكتوبر 1951 وأعلن استقلال ليبيا بتاريخ 24 ديسمبر 1951 باسم المملكة الليبية المتحدة.
ليبيا اليوم تعيش تقريباً نفس الصراع الدولي على أرضها فجميع اللعبين والمتصارعين على أرضها اليوم شاركوا مع بداية القرن العشرين الماضي في الصراع. فبعد إنذار إيطاليا في 27 ديسمبر 1911 إلى الدولة العثمانية، تركيا اليوم، كانت الحرب بعد يومين وإنزال نحو ألفين جندي لاحتلال طرابلس. وبعد عام من المقاومة كانت معاهدة أوشي بين الدولتين في 18 أكتوبر 1912 وتنازل الدولة العثمانية عن ليبيا لإيطاليا. وبعد هزيمة المحور وانتصار الحلفاء انقلبت الموازين. واليوم يعاد صياغة ليبيا الجديدة القديمة وبنفس الأطراف القديمة تقريباً. لذلك المصالحة التاريخية تتطلب مراجعة القوى الفاعلة والتي عملت على التعجيل باستقلال ليبيا ووحدة أراضيها، وهنا لا يمكن لأي منصف إنكار الدور الأمريكي.
المصالحة التاريخية تتطلب منا مراجعة ما يحدث اليوم بالقياس مع ما حدث لليبيا قبل قرن من الزمان والأدوار التي لعبتها أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، وتركيا، وإيطاليا، وحتى ألمانيا كدول أكثر فعالية اليوم.

المصالح الأمريكية والمصالحة التاريخية:
الدور الذي لعبته أمريكا في انتصار الحلفاء على المحور تصدر الجهود المبذولة في وقف التوسع النازي والفاشتي. وفي ظل الصراع الدولي ظلت ليبيا موقعا استراتيجياً مهماً لجميع القوى الدولية. ومع التاريخ القديم الذي لعبته إيطاليا وتركيا إلا أن الدول الحديثة كأمريكا وبريطانيا وفرنسا ومعهم روسيا حرصت أن يكون لها موطأ قدم على أرض ليبيا كبوابة أفريقيا للمواد الخام واليد العاملة الرخيصة وخاصة بعد تراجع الولادات بأوروبا والتهديد بالفناء الديموغرافي للأسرة الأوربية. والتعويض لذلك يظل له مصدرين أفريقيا وأسيا، وتظل أفريقيا الأقرب تاريخياً وجغرافياً.
وما يميز ليبيا أن صراع الدول العظمى: أمريكا، والصين، وروسيا بدرجة لا توصف على افريقيا. فتمدد الصين بوسط القارة بواسطة القوة الناعمة والاستثمارات التنموية مقلق لأمريكا، ومزاحمة روسيا فرنسا على نفوذها بالغرب الأفريقي يهدد المصالح الأمريكية وهذا ما يبرز أهمية ليبيا جيوسياسياً بشكل لافت للنظر. كانت ولازالت محاولات أمريكا في ضمان مصالحها بأفريقيا. وتكتيكها اتخذ عدة اتجاهات ومسارات انتهت بمصالحة تاريخية مع ليبيا. هذه الاتجاهات كانت على النحو التالي:
• منح نظام الجماهيرية فرصة للانفتاح الاقتصادي وبناء ليبيا اقتصادياً إلا أن إهمال ليبيا داخلياً وتوجه القذافي لبناء الاتحاد الأفريقي واستحداث الدينار الأفريقي عجل بالسماح للانتفاضة ضده وخاصة بعد تصريحاته بترحيبه بدخول الصين أفريقيا ونعت سياستها بالقوى الناعمة، والمختلفة عن السياسة الغربية الأمريكية التي تعتمد على القوة الصلبة: قواعد عسكرية وتسليح، وحروب.
• مراقبة قوى المعارضة لصناعة وبناء ليبيا حديثة قوية اقتصادياً والتي فشلت في ذلك. فكان الصرف والتبذير بدون خلق برامج تنمية وتطوير، بل العكس كان التوسيع في دائرة العداء بين الأطراف الليبية وفتح المجال أمام التدخلات الدولية.
• مؤشرات التمدد الصيني سمح لأمريكا غض النظر في البداية عن دخول روسيا والسماح لحفتر الاستلاء على السلطة في طرابلس. إلا أن حسابات تفكك المجموعات المسلحة في الغرب أثبت خطأ المحللين العسكرين في عدم وجود قوى بطرابلس قد تتصدى لحفتر وانقلابه العسكري.
• بعد التغول الروسي وفشل حفتر كان السماح لتركيا للمساعدة في صد العدوان ودحره بعيداً عن طرابلس ولخلق التوازن مع مراجعة للوجود الروسي.
• اليوم تتدخل أمريكا لحسم موقفها بالانحياز لليبيا كدولة موحدة ديمقراطية حرة اقتصادياً وما زيارة السيد وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات الأمريكية (CIA) الأخيرة إلا رسالة لمن يحاول إرساء أي قواعد من وراء الأمم المتحدة والعالم.
• رسالة السيد بيرنز لروسيا والصين والاتحاد الأفريقي، بأن ليبيا لن تكون ألا موحدة مستقلة، وبيئة للتنمية والاستقرار والشراكة الاقتصادية.

الكلمة الأخيرة:
المصالحة التاريخية تتطلب أن نرى دوراً بارزاً وفاعلاً لأمريكا بليبيا كما حرصت على ذلك، بعد إفشال مشروع بيفن سفورزا، وتأسيسها في 24 ديسمبر بل 1951، بل ودعم توحيدها في دولة واحدة موحدة في 1963. إذن فالمصالحة السياسية الحكومية تتطلب الاعتذار للشعب والمصالحة التاريخية مع الدولة التي رعتها، أمريكا ، وحرصت على استقلالها ووحدتها. عاشت ليبيا حرة..تدر ليبيا تاردفت



#فتحي_سالم_أبوزخار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ينتهي مؤتمر المصالحة مع تنطع السبتمبري وتنظير الملكي واستنجا ...
- مدى أهمية الإطار الجامع لتأسيس المصالحة؟
- التأسيس للمصالحة وطريق الإصلاح بالصلح
- من حقوق للأكراد إلى إرهاب لتركيا المسلمة
- الأزمة منا وفينا فالإصلاح والمصالحة لن يكون إلا منا وبنا
- الإصلاح بالمصالح والمصالحة وأزمة الفكر المصلحي!
- التفاهم التركي الليبي بين مد جسور المصالح وجزر العلاقات الدو ...
- صناعة الكراهية .. واجترار ما حدث في القرم وليبيا 2014
- الأمازيغية وخطر التوظيف السياسي والديني
- بنية العقل الليبي والفرن الفكري
- ليبيا ما بين العرس الكروي وفاجعة حريق بنت بيه
- هل الخطاب العسكري يقارع الحق المدني في الحياة؟
- في الليلة السوداء ينكشف بيت الداء
- ما الذي يحصل في ليبيا؟ ودور التوافقات الدولية!
- فبراير إلى أين؟
- أين أجسام فبراير المضادة لمواجهة ثقافة زريبة الجماهيرية ؟
- هل وصلت إلى الرئاسي رسالة الإتحادات؟ وسيتعض البرلمان ومجلس ا ...
- هل ستسمع السيدة ويليامز إلى الاتحادات الصامتة في ليبيا؟
- المرأة المعاصرة.. وهل من دور للمرأة الليبية تلعبه اليوم؟
- أين ليبيا من العالم الغربي وروسيا والصين والدور التركي ؟


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سالم أبوزخار - المصالحة التاريخية والدور الأمريكي