|
دور الجغرافيا في معالجة مشكلات البيئة والمجتمع
مضر خليل عمر
الحوار المتمدن-العدد: 8359 - 2025 / 5 / 31 - 18:13
المحور:
قضايا ثقافية
اثارني جدا هذا العنوان ، (مؤتمر قسم الجغرافيا ، كلية الاداب ، جامعة البصره ، 3-4 اذار 2024) ، فلو كان عن دور الجغرافي لكان يعني المتخصص في الجغرافيا لذاته كشخص يتحمل مهمة التعبير عن تخصصه الجامعي الدقيق ليمارس دوره في معالجة المشاكل التي درسها ضمن تخصصه او في سياق مهنته الوظيفية . في هذه الحالة يكون لكل تخصص فرعي دقيق في الجغرافيا مهام تختلف بدرجة ما عن مهام التخصص الجغرافي الاخر . وبهذا تتعزز مقولة وجود جغرافيات بعدد الفروع الناتئة عن الجغرافيا الام ، ويؤكد ايضا مقولة ان (الجغرافيا هي ما يقوله الجغرافيون) . لكن الامر غير هذا ، المقصود هو الجغرافيا لذاتها كعلم شمولي – تكاملي بين الجانبين الطبيعي والبشري . ويرد تساؤل منطقي من قبل الجغرافيين انفسهم و غيرهم : هل المقصود هنا الجغرافيا كمعلومات عامة ؟ ام الجغرافيا كعلم له منهجه وطرقه في التحليل والاستنتاج و له منظوره وفلسفته ؟ بالتاكيد ، الجغرافيا كمعلومات عن المكان (المنطقة ، الاقليم ، وعلى اي مستوى Scale) مهمة جدا ، وهي ما يطلبها صناع القرار ومنفذوه . فلكي تكون القرارات صائبة يجب ان تستند على معلومات صائبة ودقيقة و حديثة . من يقدم هذه المعلومات لصانع القرار (مدير الناحية ، القائمقام ، المحافظ ، الوزير ، مجلس الوزراء ، القيادة العامة ، الخ) ؟ وهل سيعتمد المعنيون معلومات الكتب الدراسية ام تقارير الصحف وجامعي المعلومات ؟ ام بحوثا ودراسات علمية منهجية متداخلة التخصصات ؟ المكان هو العمود الفقري للجغرافيا كعلم ، فهي معنية بدراسته بالكامل وبشمولية وبابعاده (المساحية والفضائية و الزمانية) ؟ ولكن ، ماذا تدرس الجغرافيا في المكان ؟ وكيف تدرسه ؟ ولماذا تدرسه ؟ الجغرافيا تدرس بيئة المكان (الطبيعية والبشرية) ، والكيفية التي تنتظم الاشياء في فضاء المكان ، وكيف تتفاعل ويؤثر بعضها ببعض لتشكل شخصية المكان وطبيعته . فعندما يكون السبب طبيعي تكون النتيجة بشرية ، والعكس صحيح تماما ، وعندما تكون الاسباب بشرية تكون النتائج حتما طبيعية . انها تدرس التباين المكاني افقيا وعموديا ، افقيا بين الاماكن (التوزيع الجغرافي والانماط المكانية) ، وتدرس التباين في المكان نفسه عموديا (التباين الزمني طبقا لدورة حياة الشيء او الظاهرة او المشكلة قيد الدرس) . وبما ان الاشياء الموجودة في المكان منوعة (طبيعية ، بشرية ، عمرانية ، اقتصادية) ولكل واحد منها دورة حياته الخاصة به ، وموقعه في هذه الدورة ، ولكل واحد منها تاثيره المباشر وغير المباشر على العناصر الاخرى المكونة للمكان نفسه ، لذا فان صورة المكان والحالة التي يعيشها لا تعرف الثبات والاستقرار نهائيا ، بل التحرك باتجاهات مختلفة وبسرع متباينة قد لا تدركها العين في الوهلة الاولى . بعبارة ادق ، العمليات Processes التي تؤثر في رسم ملامح صورة المكان وخصوصيته عديدة جدا ، يضاف الى ذلك تاثر المكان بما يحيط به من اماكن اخرى (قريبة او بعيدة) (الموضع والموقع) ، وما يحدث فيها من تغيرات (طبيعية وبشرية) . فاي مكان على سطح الكرة الارضية هو عنصر ضمن منظومة بيئة كوكب الارض . ولكل مكان بيئته الخاصة به ، والجغرافيا علم يدرس بيئة المكان التي يعيش الانسان فيها وينشط ، وعلاقتها بما يحدث في بيئة كوكب الارض اجمالا . انها نظرة نظامية علمية محكمة System Approach ، كنظام مفتوح يؤثر ويتاثر بما يحيط به من انظمة اكبر منه ( التي يشكل احد عناصرها Component) او تلك التي يحتويها كعناصر فرعية داخليه . فالمكان عنصر في نظام ، وهو بحد ذاته يضم عناصر فرعية ، فهو منظومة بيئية (طبيعية واجتماعية) . وهو كائن حي ينمو ويتطور و يمرض ويضمحل وقد يموت لسبب ما . بهذه النظرة فان الجغرافيا بدراستها للمكان وبيئته الطبيعية و البشرية فانها محكومة بالتماس والتفاعل مع التخصصات العلمية الاخرى التي تدرس احد عناصر المكان نفسه (الظواهر والمشكلات ذات البعد المكاني) . وبمعنى ادق واعمق وباختصار شديد ، انها معنية بدراسة التفاعل بين العناصر الطبيعية والبشرية في المكان نفسه ؟ من السياقات العلمية المعمول بها ، اعتماد النظير او التشبيه Analog و المقارنة للتوضيح وللاستدلال على مؤشرات تعين الباحث في مسعاه . ففي الخدمات الصحية شائع حاليا ان يرسل الطبيب مريضه الى من يقوم بالفحص (البصري مثلا) و تسجيل البيانات المطلوبة (ضغط الدم و التنفس و درجة الحرارة) و تحليل ما له علاقة (درار و دم) ، واخذ صورة للجزء المصاب (اشعة و رنين و غيرها) . وبعد جمع المعلومات والبيانات المطلوبة يتسنى للطبيب تشخيص المرض وتحديد نوعية العلاج المناسب . الامر هذا يناظره دور صانع القرار المعني بحل مشكلة او معظلة او معالجة ظاهرة مستجدة ، فهو بامس الحاجة الى من يعينه من المعنيين وذوي الاختصاص . لذا اتجهت الدول الى استحداث ما يعرف بالمراصد (المرصد الحضري على سبيل المثال لا الحصر) و المراكز البحثية التخصصية ، و مكاتب علمية استشارية ترتبط باعلى المستويات الحكومية ، لتقديم المشورة والقيام بجمع المعلومات وتحليلها وتقديم الدراسات الاستراتيجية ذات العلاقة . انتبهت الجامعات الى هذه الحالة فقامت باستحداث الوحدات والمراكز البحثية ، واكدت على ما يعرف بالبحث والتطوير R&D واصبحت قيمة الجامعه ومكانتها بين اقرانها بما تضمه من هذه المرافق وبما تقوم به من نشاطات و ما تقدمه من خدمات ضمن وظيفتها الثالثة (خدمة المجتمع) . ولان الجامعات تعرف جيدا ان اية مشكلة (طبيعية و - او بشرية) هي ذات ابعاد متعددة يستحيل حلها باعتماد وجهة نظر تخصص علمي معين لوحده ، لذا اكدت واهتمت بتداخل العلوم عند دراسة المشكلات الطبيعية والبشرية ، وركزت على حافات العلوم بقصد التطوير والتقدم . السؤال الان : اين الجغرافيا كعلم من هذا ؟ وما هو دور الجغرافي كباحث علمي حصيف له معرفته بخصائص المكان وطبيعته ؟ منذ اواسط القرن الماضي والجغرافيون منهمكون في تطوير النهج التطبيقي Applied Approach من خلال مساهماتهم في عمليات تقييم الترب واستعمالات الارض والمشاريع التخطيطية ، واعتماد التقنيات الاحصائية في التحليل والاستدلال والاستنتاج ، و الدراسات السلوكية والاجتماعية والمخاطر الطبيعية . وصل الامر الى ان يراها البعض جغرافية الحياة اليومية Geography of Every Day Life . ولم يتردد الجغرافيون في الافادة من تقنيات العلوم الاخرى Surrogate Techniques والنظريات العلمية للتخصصات التي تشترك معها الجغرافية في دراسة الظاهرة و - او المشكلة المكانية (الفقر ، الفيضانات ، الاحتباس الحراري ، الجريمة ، التوطن الصناعي ، التلوث ، التنمية ، الخ) . وكان الجغرافيون سباقون في اعتماد نظم المعلومات الجغرافية و الاستشعار عن بعد والتقنيات الرقمية ، ولعل الذكاء الاصطناعي اخرها . نتجة كل ذلك اصبح للجغرافي مكان الصدارة بين معتمدي البيانات المكانية Spatial Data والتحليل المكاني وتقنياته . لم تعد الخريطة وسيلة للتوضيح والاشارة الى مكان معين ، بل اضحت وبجدارة عالية اداة تحليل واستنتاج و تجسيد لاسقاطات و سيناريوهات متوقعه او مقترحة . ولم يعد هناك مكتب لمسئول رسمي او شبه رسمي خال من خريطة في غرفة العمليات و من مساعدين له مختصين في التقنيات الرقمية - المكانية . لقد اضحت الجغرافيا في كل مكان ، وعلى الجغرافي ان يطور امكاناته العلمية والذاتية ليشغل وظيفة الاستشاري في مختلف مرافق الدولة حسب تخصصه الفرعي . بعبارة ادق ، لكي يملآ الجغرافي هذه المكانة بجدارة عليه ان يستوعب (اضافة الى تخصصه الجغرافي الدقيق) التقنيات الرقمية و نظريات التخصصات المقابلة لتخصصه الدقيق ، وان لا ينسى ابدا ان الجغرافيا كعلم لا تكون جغرافيا الا بتكامل شقيها الطبيعي والبشري . وكلما كانت ركيزته الجغرافية متينة وصلبة كلما استطاع اقناع الاخرين باهمية ما يطرحه من اراء و مقترحات دون الانجرار وراء النظريات الاخرى غير الجغرافية . مثل هذه النظريات تعينه في تفسير المشكلة او الظاهرة قيد الدرس ، ولكنها لا تساعد لوحدها في حل مشكلة مكانية هو معني بها بالدرجة الاولى . بعبارة ادق ، الربط بين الجانبين الطبيعي والبشري في المكان هو وحده من يعطي الموضوع معناه ويساعد في ايجاد العلاجات المناسبة دون تاثيرات سلبية جانبية . فكثيرا ما تؤدي معالجات مشكلة ما (من زاوية ضيقة) الى احداث اضرارا و سلبيات جانبية غير متوقعة او غير منظورة . كلمة معالجة ، افهمها هنا ايجاد العلاج المناسب ، فالجغرافي غير معني بصناعة القرار (مالم يكن في موقع المسئولية المباشرة) ، ولكنه يسهم في صناعة القرار من خلال امكاناته في جمع البيانات والمعلومات المكانية و تحليلها والخروج منها بما يساعد في اتخاذ القرار المناسب . فدوره ان يستثمر معرفته الجغرافية وامكاناته وخبرته الذاتية ويسخرها في دراسة الظواهر والمشاكل الطبيعية والبشرية و اثر بعضهما على بعض للخروج بما يخدم المجتمع الان وفي المستقبل المنظور . الجغرافي استشاري لا غير ، اما الجغرافيا كعلم فاهميتها في شموليتها للمعطيات الطبيعية والبشرية وتفاعلها مع بعضها البعض لتشكل خصائص المكان وتفسير اسباب مشاكله وظواهره الطبيعية و البشرية . وبهذا اهنئ من اختار عنوان المؤتمر على دقة رايه وصوابه . كتبت في صفحة كوكل العنوان وتساءلت عن دور الجغرافيا كعلم ، فجائني فيض من الكتابات و العناوين لابحاث و رسائل واطاريح جامعية من مختلف ارجاء الوطن العربي . اقتطفت منها ما له علاقة من ادوار ساهمت بها الجغرافيا في معالجة المشكلات البيئية (الطبيعية والبشرية – المحتمعية) . وفي الواقع ان طرفي المعادلة (الانسان – الطبيعة) في حالة تارجح وتكافؤ ، فمشكلات البيئة الطبيعية لها ما يقابلها من مشكلات اجتماعية ، و العكس صحيح ايضا . هذا هو واقع حال بيئة الكرة الارضية ، فاي شيء مرتبط بكل شيء ، وفي اي مكان على سطح هذا الكوكب ، فالتاثيرات متبادلة ليست مكانيا فحسب ، ولكن زمنيا ايضا ، وتمتد وتنعكس من المقياس الدقيق Micro-scale الى المستوى الكبير Macro-scale وبالعكس ايضا . هذه هي بيئة الحياة التي نعيشها ، وبما ان نشاط الانسان (الغير عقلاني) سببا في الكثير من مشاكلها الطبيعية ، فحتما لردود افعال الطبيعة انعكاسات على حياتنا الاجتماعية اليومية . اكدت اجابات كوكل والذكاء الاصطناعي على ان الميادين التي يمكن للجغرافي ان ينشط فيها هي تلك التي لها بصماتها على مستوى كوكب الارض ، وتتداخل فيها المعطيات الطبيعية مع البشرية بشكل كبير ، مثل : الاحتباس الحراري (التغيرات المناخية اسبابها وانعكاساتها على المجتمعات البشرية) ، الكوارث الطبيعية ، الفقر ، التصحر (ازالة الغابات ، تآكل التربة ) ، انقراض انواع نباتية وحيوانية . وقد قيل بان الجغرافيا النظامية (كعلم موحد بشقيه الطبيعي والبشري) تعنى بدراسة وفهم الأبعاد المكانية للأنظمة البيئية المعقدة . ويمكن استخدام المعرفة الجغرافية والخبرة البحثية فيها لمعالجة المشاكل البيئية من خلال التعرف على الترابط بين العناصر المختلفة داخل البيئة ، والعلاقات بين الأنشطة البشرية وتأثيراتها على البيئة . الجغرافيا معنية بدراسة كيفية ترابط العوامل البيئية المختلفة مع بعضها البعض ، وكيف يمكن للتغيرات في منطقة واحدة أن يكون لها آثارا متتالية على المناطق ألاخرى . باعتماد الجغرافيون التقنيات العصرية ، مثل نظم المعلومات الجغرافية ، والاستشعار عن بعد والتمكن فيها واستخدامها بذكاء وكفاءة في الدراسات الجغرافية المنهج والمنحى ، حينها يتسنى للجغرافي تحليل بيانات صور الأقمار الصناعية والتصوير الجوي وأجهزة الاستشعار الأرضية لإنشاء خرائط تفاعلية توضح التغيرات في استخدام الأراضي والغطاء النباتي وجودة المياه والعوامل البيئية الأخرى مع مرور الوقت . ويمكن استخدام هذه الخرائط لتحديد المناطق المعرضة لخطر التدهور البيئي ، وتتبع التقدم المحرز في جهود الحفظ والاستدامة ، والمساعدة في اتخاذ قرارات مستنيرة حول كيفية إدارة الموارد الطبيعية على أفضل وجه . كما يمكن للجغرافي ان يؤشر مصادر التلوث ومراقبة انتشار الأمراض والتنبؤ بآثار الكوارث الطبيعية . ومما لا جدال فيه ، فأن توفر رؤى قيمة حول العلاقات المعقدة بين البشر والبيئة ، يمكن أن تساعد في تطوير حلولا فعالة للمشاكل البيئية . بعبارة ادق واكثر وضوحا ، يتمثل دور الجغرافيا كعلم شمولي – تكاملي ، في حل المشكلات الاجتماعية والبيئية من خلال توفير منظور مكاني شامل يمكنه إعلام صانعي القرارات السياسية والتخطيطية وتوجيههم لتقديم خدمات اجتماعية افضل . وبهذا ، من خلال الافادة من قوة الجغرافيا كعلم موحد (لا اجزاء متناثرة) ، يمكننا كجغرافيين ، المساعدة في إنشاء مجتمعات أكثر إنصافًا واستدامة ومرونة للجميع . ادناه نص منقول من اجابات الذكاء الاصطناعي عند التساؤل عن دور الجغرافيا كعلم في معالجة المشكلات البيئية و الاجتماعية . ((تلعب الجغرافيا دوراً مهماً في حل المشاكل البيئية والاجتماعية في المجتمعات المختلفة من خلال : (1) دراسة التغيرات الطبيعية والاجتماعية في المناطق المختلفة ، مثل التغيرات المناخية ، تغير البيئة ، الانحرافات الاجتماعية ، والاضطرابات السياسية . (2) تحديد الأسباب الواضحة لحدوث تلك التغيرات مثل التلوث البيئي ، الفقر ، الظروف المناخية السيئة ، والتغيرات الديموغرافية . (3) تكشف الجغرافيا عن العلاقات بين الأشخاص ضمن البيئة التي يعيشون فيها ، مما يمكنها من تحديد وتطوير الحلول التي تناسب التحديات التي تواجه البيئة والمجتمعات . (4) تمكن الجغرافيا من تحديد العوامل المؤثرة في بناء المدن وتخطيطها ، والتي يمكن أن تؤثر على الاقتصاد ، والصحة ، والبيئة ، والعدالة الاجتماعية . (5) تساعد الجغرافيا على تعزيز التنمية المستدامة وفهم كيفية الحفاظ على الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين الاقتصاد والبيئة . (6) تشجع الجغرافيا الإدراك والوعي بالقضايا البيئية والاجتماعية الحالية والمستقبلية ، وبالتالي تعزيز التحول الى مجتمعات أكثر استدامة وعادلة . )) وايضا ((عن طريق دراسة وتفسير الظاهرات المختلفة التى تحيط بالإنسان داخل هذه البيئة أو المجتمع ، من أجل استجلاء العلاقات التبادلية بين مختلف الظاهرات الطبيعية والبشرية للخروج بمبادئ وقوانين تحكم هذه العلاقات وتوجهها )) ((تعمل الجغرافيا على تزويد الفرد داخل المجتمع أو صانع القرارات بمجموعة من مهارات التفكير الجغرافي ـ الذى يعرف بأنه :" القدرة على تحديد المعلومات المتاحة فى الوقت الحالي، والمعلومات التى سوف تتاح لهم فى المستقبل ، والمعلومات لم تتح لهم ، واستخدام المعلومات الكمية ، وتوظيف ذلك فى اتخاذ أي قرار ، وبهذا يمكن التفكير بطريقة سليمة." التى تساعده على اتخاذ القرار السليم تجاه البيئة والمجتمع ، مثل : التفكير فى حلول بديلة ، التفكير فى نتائج كل حل ، اتخاذ قرارات وتبريرها ، والتصرف فى ضوء هذه القرارات , وبالتالي نجد أن الجغرافيا من أكثر العلوم التى ترتبط بالبيئة والمجتمع من خلال سعيها الدائم إلى تحقيق التنمية والتقدم لهذه البيئة والمجتمع .)) ((تساعد الجغرافيا في تحديد المناطق التي يتم فيها إهدار الموارد أو سوء إدارتها ، وتساعد في تطوير استراتيجيات لإدارة هذه الموارد بشكل أفضل)) ((دراسة كيفية تأثير التحضر على الموارد المائية في منطقة معينة ، ووضع استراتيجيات للحد من هدر المياه أو تحسين معالجة المياه . و دراسة كيفية تأثير التغيرات في استخدام الأراضي على النظم البيئية ووضع خطط للحفاظ على هذه الموائل واستعادتها. )) ((تساعد الجغرافيا في تحديد المناطق المعرضة بشكل خاص للتهديدات البيئية مثل الفيضانات أو الجفاف أو حرائق الغابات . ومن خلال فهم العوامل التي تساهم في هذه التهديدات ، يمكن للجغرافيين المساعدة في تطوير استراتيجيات للتخفيف من آثارها وحماية المجتمعات . يمكن أن تساعد الجغرافيا أيضًا في معالجة المشكلات الاجتماعية مثل الفقر وعدم المساواة . من خلال دراسة الأنماط المكانية لهذه القضايا ، يمكن للجغرافيين تحديد المناطق التي تنتشر فيها بشكل أكبر وتطوير تدخلات مستهدفة لمعالجتها. )) ((يمكن استخدام التحليل الجغرافي لمساعدة الحكومات والمنظمات والمجتمعات المدنية في العمل على الحد من التلوث وحماية البيئة وتحقيق الاستدامة البيئية. ))
وهذا غيض من فيض . السؤال الان ، كيف نؤهل خريجي الجغرافيا للقيام بهذه المهام الوطنية – العلمية ؟ اعتقد ان هذا يستحق عقد مؤتمر علمي خاص به ، وان تطرح المشكلة بابعادها المختلفة بامانة وشفافية خدمة للوطن و للجغرافيا ، والله ولي التوفيق ، وهو من وراء القصد .
#مضر_خليل_عمر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مناهج دراسة الجريمة جغرافيا
-
الاستراتيج البحثي : اسس و سياق عمل
-
دعوة لدراسة تداعي بغداد حضاريا
-
هل تكذب الجغرافيا ؟
-
عندما تكون الجغرافيا مصدر صداع ومتاعب : فلسطين انموذجا
-
الانتشار المكاني للظواهر الاجتماعية
-
الحضارات الفرعیة : تفاعل أم صراع
-
الجغرافي و صناعة القرار السياسي
-
الخريطة الذهنية لمصادر القوة والضعف في علم الجغرافيا
-
صراع الهوية : -نحن- و -هم-
-
نحباني للو الالفية الثالثة
-
للثقافة جغرافيتها المميزة
-
ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة
-
ارهاصات متقاعد
-
الفاصلة الثقافية بيننا و العالم المتمدن
-
ثقافة الايفون
-
بناء ثقافة البحث العلمي : الممارسات الموصى بها
-
تحت الرماد نار حرب مقدسة
-
التغييرات الاجتماعية والثقافية : العراق انموذحا
-
تقييم نقدي لواقع التعليم الجامعي في العراق
المزيد.....
-
زيلينكسي: الهجوم على روسيا الأحد هو -الأبعد مدى- من جانب أوك
...
-
مرشحا الرئاسة في بولندا يعلنان الفوز والفارق ضئيل في النتائج
...
-
مكتب التحقيقات الفيدرالي يفتح تحقيقا في -هجوم إرهابي- استهدف
...
-
موجة اختطافات تستهدف أثرياء شركات العملات الرقمية في فرنسا
-
أطباء بلا حدود تحمل مؤسسة أمريكية مسؤولية الفوضى وسقوط قتلى
...
-
فيديو متداول لضربات أوكرانية على -مصنع صواريخ- في موسكو.. هذ
...
-
إصابات في هجوم بزجاجات حارقة على فعالية مؤيدة لإسرائيل في كو
...
-
وزير التجارة الأمريكي: ترامب لن يمدد تعليق سريان الرسوم
-
رئيس الوزراء القطري يلتقي قادة -حماس- في الدوحة للوصول إلى و
...
-
-فيروسات الزومبي: خرافة أم حقيقة؟-.. بروفيسور روسي شهير يجيب
...
المزيد.....
-
أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد
...
/ منذر خدام
-
أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال
...
/ منذر خدام
-
أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول
...
/ منذر خدام
-
ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة
/ مضر خليل عمر
-
العرب والعولمة( الفصل الرابع)
/ منذر خدام
-
العرب والعولمة( الفصل الثالث)
/ منذر خدام
-
العرب والعولمة( الفصل الأول)
/ منذر خدام
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين
/ محمد عبد الكريم يوسف
المزيد.....
|