أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - جرائم اسرائيل في غزة..















المزيد.....

جرائم اسرائيل في غزة..


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 8359 - 2025 / 5 / 31 - 10:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جرائم اسرائيل في غزة: انعدام الاجراءات لوقفها
منذ اكثر من عشرين شهرا، واسرائيل تواصل مذابحها في غزة. هذه المذابح ليس فيها بقدر ولو بقدر ذرة من الاخلاق والاعراف الدولية، ولا فيها اي صلة بالإنسانية. رغم كل هذا، تستمرعلى مرأى ومسمع كل العالم بما فيها الدول العربية والاسلامية. اسرائيل تمارس ليس الذبح في الشعب الفلسطيني في غزة، بل انها تدعم مذابحها؛ بسياسة تجويع منهجية؛ حتى تجبر الشعب الفلسطيني في غزة على الهجرة. ان رفض العالم كل العالم باستثناء امريكا لهذه الهمجية الصهيونية بالشحب والاستنكار، ولم يتحول الى فعل يجبر هذه الكيان العنصري على الرضوخ والكف عن هذه الابادة؛ اصبحت، بل هي كذلك من لحظة البدء، عقيمة وميته ولا اهمية تذكر لها، بل انها شكلت غطاء اعلامي لإخفاء، ربما، الموقف الحقيقي الداعم لإسرائيل غربيا وامريكيا. العقوبات الامريكية والغربية تطال اغلب دول العالم على اعتبار ان هذه الدول تشكل تهديدا على الامن والسلام الدوليين، وهذه الدول لم تقم بما يشكل 1% مما تقوم او قامت به اسرائيل. ان هذا السكوت الاجرائي؛ يشكل وصمة عار على كل البشرية، والاهم يشكل وصمة عار اخلاقي على امريكا التي تتدعي انها تدافع عن الحرية وحق الانسان في الحياة. ان موقف امريكا بالذات من دعمها ومساندتها للغول المجرم الاسرائيلي هو الذي دفع وشجع هذه العصابة التي تحكم الكيان الاسرائيلي على التمادي في هذا الاجرام. ان البيانات الغربية وتصريحات مسؤولو الغرب والامريكيون؛ لا توقف هذه الجريمة، بل انها تشجع اسرائيل نتنياهو على مواصلة هذه المحارق في الانسان والزرع والضرع والمنازل وكل ما له صلة بالحياة. العالم كله شاهد الاطفال وهم يتضورون جوعا او يموتون من الجوع والعطش والمرض، او تتمزق اجسادهم إشلاءا مبعثرة هنا وهناك. العالم وهنا اقصد الدول الكبرى، روسيا والصين وبقية الدول الكبرى، باستثناء امريكا التي لها ما لها من حسابات استراتيجية مع الكيان الاسرائيلي؛ كان بإمكانها ايقاف هذه المجازر من زمن، أو من لحظة بدؤها، لكنها لم تقم باي اجراء ضد هذا الكيان العنصري المجرم، على الرغم من تظاهرات شعوبهم ضد هذا الاجرام، ودعوة تقريبا كل المثقفون في دولهم، وغيرهم؛ حكوماتهم على معاقبة هذه العصابة الصهيونية المجرمة والعنصرية على جرائمها في غزة وفي الضفة الغربية حتى يتم اجبارها على التوقف عن اشعال الحرائق والقتل والتجويع والتشريد. السؤال هنا، لماذا لم تقم بإصدار عقوبات عليه اي على هذه الكيان الى ان يكف او يتوقف عن هذه المذابح؟ أو السعي في هذا الاتجاه على اقل تقدير واحتمال؛ السبب هو ان لها مصالح مع هذا الكيان الاسرائيلي بصورة او بأخرى، أو انها تخشى من ردة فعل هذا الكيان بواسطة مراكز الضغط الصهيونية في دولهم، وبالذات في روسيا، ان هي تماديت في ادانته على مرأى ومسمع كل العالم. الدول العربية والدول الاسلامية بصرف النظر عن كل الحجج الواهية التي تتضرع بها، لم تقم بما يمليها عليها واجبها سواء الاسلامي او العربي او الانساني. هل هي تخاف من غضب اسرائيلي وبالتالي من غضب امريكا التي تحمي وتدعم وتساند هذا الكيان العنصري والمجرم. ان لا افهم وليس في قدرتي الذهنية ان اتفهم؛ كيف لهذه الانظمة واقصد هنا الانظمة العربية من الصمت والسكوت، ما اقصده بالصمت والسكوت هو عمل الفعل الاجرائي ضد مصالح الدول التي تدعم وتساند هذا الكيان العنصري والمجرم، وهي مصالح كثيرة جدا، ان ارادت الدول العربية وبالذات دول الخليج العربي ومصر والجزائر وغير هذه الدول من الدول العربية؛ ان تُفعَل اجراءات عملية وواقعية وكلها في امكانياتها وفي يدها ان هي صممت وارادت في اصدار قرارات اقتصادية وتجارية ومالية، ضد هذه المصالح.. لكن مع كل الاسف ان اي من هذه الاجراءات لم يتم العمل بها. ان الدول العربية لا تريد او انها ليس في وارد سياستها؛ دعم الشعب الفلسطيني وحمايته من تغول اسرائيل الذي لا حدود له. يبدوا ان هناك في اللعبة ما هناك. أن هذا الصمت والسكوت العربي والاسلامي والدولي عن جرائم اسرائيل، سوف يجللها كلها بالعار التاريخي في تاريخ لا يرحم احدا ابدا. ان تصريح هنا وشجب هناك ما هو الا ذر للرماد في عيون الضحايا من الفلسطينيين الذي رغم كل هذا الدمار والقتل والتجويع لم يرضخوا للكيان وعروا هذا الكيان وداعميه تعرية تامة في عملية صمود بطولية لا يمكن لأي شعب ان يصمد بذات القدر والقوة والصلابة التي صمد ويصمد بها الشعب الفلسطيني في غزة. اسرائيل نتنياهو تريد تهجير الفلسطينيين من ارضهم وان كل الانظمة العربية تدرك هدف اسرائيل هذا مع ذلك يلوذون بالصمت والوقوف متفرجين وكأن الامر لايخصهم ابدا، او كأنه يحدث في المريخ. ان هذه الغمة عاجلا او اجلا لسوف تنجلي مهما طال عليها الزمن، في النهاية سوف ينتهي كل شيء الا مأثرة صمود الشعب الفلسطيني الذي سيستمر اكثر واكثر مما كان عليه خلال المواجهة لهذه المجزرة. كما ان هذه المأثرة من الصبر والصمود سيكون حتما وبحكم ضرورات لحظات التاريخ الفارقة كما هي هذه الاسطورة، ستكون حاضرة في وجدان وضمير وعقل كل الشعب الفلسطيني والعربي في الجيل الحالي والاجيال التي تليه؛ وستكون لها تأثيرا في تحريك حيوي ونشط ضد مشاريع المستعمر الصهيوني، وضد مشاريع الاستعمار الامريكي الحداثوي وان اختفى وراء الليبرالية الجديدة، او ان سياسة امريكا الجديدة لم تعد تهتم بالمنطقة العربية وبجوارها في خدعة وكذبة جديدتين ليس لهما حدود. كيف عندها تواجه الانظمة العربية شعوبها مستقبلا وحتى حاضرا بدرجة ما. السؤال هنا هل نحن في عصر الخضوع والانبطاح ام ماذا؟ ان من الخطأ التصور او التيقن من ان الرضوخ او الانبطاح سوف يقود الى السلام والامن والتنمية الحقيقة؛ انه وهم كبير، فكل خضوع للإرادة الامريكية سوف يكون حتما على حساب مصالح الشعوب العربية، وحتى مصالح الحكام لجهة بقائهم على كرسي الحكم حين يعبرهم التطور الانساني في بقاع المعمورة في عصر ثورات المعلومات والاتصالات. عندها، او في حينها؛ يكونون ثقلا سياسيا واعتباريا على داعمهم الامريكي او غيره من الدول الكبرى، ان هم لم يتغيروا مثلما يريد منهم الراعي الامريكي حسب القيم والثقافة الامريكية من الديمقراطية الامريكية المزيفة، وهنا لا قصد التشكيك؛ بصدقية صناديق الاقتراع، بل بالمنظومة الديمقراطية الامريكية بأكملها التي يتحكم بها قوة رأس المال في المفاهيم وفي القواعد والمعايير وفي طبيعية المؤسسات القانونية ومرجعيتها. في الحالتين هم خاسرون؛ ان تماشوا معها وان تمردوا عليها. ان القضية الفلسطينية هي قضية ترتبط تماما بقضايا العرب كل العرب في القارة العربية. نعود الى الدول العظمى والكبرى التي تغض الطرف عن كل جرائم هذا الكيان المسخ، ان لم اقل ان قسما منها تدعمه، ولو في السر والخفاء حاليا. ان بإمكان العالم المتحضر وبإمكان الدول العظمى والكبرى، ان هي ارادت ان توقف جرائم هذا الكيان المجرم وعصابته المتطرفة والعنصرية، لكنها في الحقيقة، لاتريد ان توقفه او انها وفي احسن الحالات؛ تصرف نظرها عن جرائمه، اذا ما وضعنا التصريحات والشحب جانبا وتعاملنا مع الواقع المعيش لجهة عدم معاقبة هذا الكيان، وتركه او اعطاءه الزمن الكافي ليواصل مجازره. ان هذه العملية، اي عملية غض الطرف والسكوت والصمت لجهة عدم وجود فعل اجرائي يجبر اسرائيل على التوقف؛ سوف تكون لها نتائج وخيمة على النظام الدولي لناحية ان كل دولة لها القوة والحماية تفعل ما تريد ضد اي دولة اخرى او شعب من شعوب الارض يفتقر الى هذه القوة وهذه الحماية. انها سابقة خطيرة جدا على النظام الدولي الحالي الذي يتحرك الآن على عكازتين على حافة الهاوية بانتظار سقوطه والذي سيكون مدويا. فان الشعوب في المعمورة كل المعمرة لسوف تفقد ثقتها بالنظام الدولي سواء الحالي الميت سريريا، او الذي من المؤمل سيحل محله؛ كنظام دولي متعدد الاقطاب. ان استمرار اسرائيل بمجازرها في غزة، وصمت العالم الاجرائي عنها، وفي مقدمة دول العالم، الدول العظمى والكبرى؛ الدول الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي؛ لا يشكل هذا الصمت الاجرائي دليل ادانة للدول العظمى والكبرى فقط، بل يعكس خلالا تاريخيا كبيرا في المنظومة الدولية لجهة العدالة وحق الانسان في الحياة، وبالذات حين يواجه ألة حرب فتاكة ومدمرة، وهو لا يمتلك سلاحا يرد شر هذه الألة عنه. ان هذا الذي يحدث في غزة، لسوف يجعل اغلب دول العالم وشعوب العالم البحث عن وسائل وادوات الردع حتى تحمي شعوبها ودولها من تغول وقوة وجبروت القوى الكبرى، وتحمي مصالح شعوبها. ان ما تقوم به اسرائيل عرى كل النظام في العالم ودول التي تتحكم فيه. من بين اهم النتائج التي سوف تقود لها حرب الاجرام الاسرائيلية؛ هو ان دول العالم وبالذات دول العالم الثالث سواء في القارة العربية او في جوارها الاقليمي او في بقية دول العالم؛ سوف تحرص حرصا شديدا على امتلاك عناصر وعوامل قوة ردع، تحمي بها دولها وشعوبها من تغول القوى العظمى، حتى ان عارضتها ورفضتها القوى الدولية العظمى بمختلف الوسائل والطرق في امتلاك قوة الردع هذه.. الدول العظمى والكبرى التي الى الآن تلوذ بالصمت الاجرائي عن جرائم هذا الكيان المسخ للحفاظ على مصالحها مع امريكا او مع اسرائيل؛ هي ذاتها حين تكون هناك ضرورة للحفاظ على مصالحها، حتى وان لم تكن مشروعة، من أن تقوم بالغزو والعدوان على دول ذات سيادة واستقلال لضمان مصالحها تحت غطاء ومسوغات ومبررات لاوجود حقيقي لها على ارض الواقع؛ كما يحدث الآن؛ من حرب روسيا مع اوكرانيا، او غزو امريكا للعراق واحتلاله.. والامثلة في هذا الاتجاه كثيرة. ان من منع امريكا بتقويض سيادة واستقلال كوريا الشمالية؛ هو امتلاك الأخيرة لقوة الردع النووي..



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولايات المتحدة الامريكية..
- حور عبد الله التميمي..
- الواقعية السياسية..
- الشعوب الكردية..
- هل تقود المفاوضات..
- مدافع ديمقراطية
- هل من الممكن..
- النووي الايراني: الاتفاق المرجو على الابواب
- وحوش معاصرة
- المفاوضات الامريكية الايراية: البحث عن منطقة مشتركة للاتفاق ...
- قصص قصيرة
- موقفان متوافقان ومختلفين لجهتين متعارضتين
- موقفان متوافقان لجهتين متعارضتين
- امريكا ترامب كما امريكا بايدن.. مشاركة في جرائم الكيان الاسر ...
- قراءة في رواية صوفي..علاقة جدلية بين حس العدالة وتطور العقل ...
- الخطة العربية لأعمار غزة.. الشيطان في التفاصيل
- القوة والقدرة تحميان..
- امريكا وايران.. الانتقال من حافة الهاوية الى منصة التفاهم وا ...
- امريكا ترمب، واسرائيل نتنياهو: اشهار الحقيقة الاجرامية والنع ...
- الاحتلال لايؤسس اعمدة لدولة قوية، بل يؤسس ركائز لدولة ضعيفة


المزيد.....




- بينها دول عربية.. ترامب يحظر دخول مواطني عدة دول إلى الولايا ...
- الدفاعات الجوية الروسية تدمر 29 مسيرة أوكرانية في غضون ساعتي ...
- ترامب يرشح الأدميرال براد كوبر لقيادة القوات الأمريكية في ال ...
- الولايات المتحدة.. مخلوق غريب يثير الذعر في غابات كولورادو.. ...
- نيبينزيا: تصويت مجلس الأمن الدولي حول غزة أظهر من يلعب بالجي ...
- مصر لليونان: لا مساس بمكانة دير سانت كاترين
- ليبيا.. جهاز الردع يرحّب بتشكيل لجنة أمنية عسكرية لتثبيت الا ...
- جامعة أيرلندية مرموقة تقطع علاقاتها مع إسرائيل نصرة لغزة
- هل يتواطأ العالم على إبادة الفلسطينيين؟
- بوتين يؤكد باتصال مع ترامب: سنرد على عملية -شبكة العنكبوت-


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - جرائم اسرائيل في غزة..