صبري رسول
(Sabri Rasoul)
الحوار المتمدن-العدد: 8358 - 2025 / 5 / 30 - 17:46
المحور:
الادب والفن
وجدتُ هذه الرّواية «عجوز عفرينية تزرع الصّمود» «Pîrejinek Efrînê pêdariyê diçînê» للشّاعر أنس قاسم، عند قارئٍ نهمٍ، وهو من أصدقائي، يهتمّ بالمواضيع الثقافية والأدبية، فاستعرتُ منه وقرأتها، لفت نظري أسلوب الرّواية، وخطابها الفنّي المباشر، وهي تحتلّ مائة صفحة من القطع المتوسط، إصدارات 2022م.
هنا تطرح أسئلة كثيرة نفسها على القارئ:
ما الذي يفرض نفسه على الكاتب للإسراع إلى إصدار عملٍ غير ناضج وهشّ؟ لمَ لايقوم الكاتب بمراجعة لغوية لنصّه قبل النّشر؟ قد لايكون ذلك الإسراع بسبب تقديم عمل فنى لم يسبق إليه أحد، بل ما يدفعه إلى ذلك شهوة الحضور في محيط غاب عنه النّقد الأدبي كأحد المعايير في تصنيف العمل الأدبي ومستوى نجاحه.
مستوى أهمية الفكرة أو الحدث لا يشفع للسّرد الفنّي ليحقّق نجاحاً، فعناصرُ نجاح الرّواية هي العناصر الفنيّة، الشّخصيات، السّرد الفني، اللغة، المكان والزّمان، والحدث الرّوائي.
لم ترتقِ تلك العناصر في هذا النّصّ إلى مستويات فنية جيدة، حتى الحدث أو الفكرة التي وجد فيها الكاتب ضالته لتحقيق النّجاح قدمها بشكل تقرير سطحي بعيداً عن السّرد الفنّي. اللّغة التي اعتمد عليها في سرده، أشبه ما تكون بلغةٍ محكية شفاهيه منها إلى لغة فنية، أي فكرة يقدّمها الكاتب القصصي أو الرّوائي إلى المتلقي في عمله الفني، قد يكون عاصَرَها أو شاهدَها أو سمع عنها أو محض خيال يحاكي الواقع، لكن مستوى اللّغة وأسلوب السّرد يحدّدان القيمة الفنية للعمل. أما تقديمها بأسلوب الحكواتي يقتلها بدلا من أن ترفع قيمتُه من شأنها.
المقدّمة والإهداء:
المقدمة التّوضيحية لأيّ عمل فنيّ «رواية، قصّة، شعر» تقتله، خاصّة إذا كانت من الكاتب نفسه، فالمقدّماتُ التّوضيحية قد تكون ضرورة للدّراسات ورسائل الماجستير والدّكتوراه والتّرجمات. فقد ورد في مقدّمة النّص وهو يتحدّث عن المرأة الرّاوية: إنّها شخصية حقيقية لكنّني غيّرت الاسم.
«Kesayetyeke rast e lê min nav guhrtiye»
ماذا يفيد القول السّابق في مقدمة الرّواية؟ مثل هذا التّوضيح يقتل الشّغف والتّشويق. من بداية النّصّ إلى الصفحة الخامسة عشرة عبارة عن مقال سياسي واجتماعي عن المرأة الكردية، دورها في العمل والحقل والبيت والتعليم، فيه المباشرة، وكأنّنا أمام محاضرة لـ«فيمينست» عن المرأة الكردية. فقد ورد فيها عن المرأة:
«Min hin zanyarîyên di derbarê jina kurd de ji lehengîyê, zanistîyê, bedewîyê û evîndariya bê hempa, bi gelemperî min anîn ziman berî ez xwe bi we bidime nasîn» Rû15.
ترجمة المقطع: بيّنت بعض العلومات عن المرأة الكردية، المعرفة، النشاط، الجمال، العشق المثالي، بشكل عام، قبل أنّ أعرفكم بنفسي. يمكن الاسنغناء عن البدايات حتى ص15، فحذفُ المقاطع كلّها لا يؤثّر على متن النّصّ وأحداثه، وتكون البداية من السّطر ماقبل الأخير من ص15. ويبرّر الصّديق أنس قاسم كتابة هذا النّصّ بكسر الصّمت، لأنّ ما كُتِب عن عفرين لم يكن على مستوى الحدث.
«Ev nivîs hewldaneke şikandina bê dengiyê ji layê nivîskar û rewşenbîrê meve nayê wê wateyê ku ez dibêjim kesekî li ser Efrînê ne nivîsandiye, lê mebest ewe ku nivîsên me ne li gor vê bobelatê ne, lewra min ev roman nivîsî bi devê pîrejineke hêja». Rû15
ترجمة المقطع: هذا النّص محاولة لكسر الصّمت لدى الكتّاب والمثقفين، هذا لا يعني أنني اقول لم يكتب أحد عن عفرين، لكن أقصد أنّ كتاباتنا لا ترتقي إلى مستوى حجم الكارثة. لذلك كتبت هذه الرّواية على لسان عجوز عفرينية.ص5
عنوان الرّواية :
لا يناسب هذا العنوان العاطفي رواية فنية عن كارثة عفرين، قد يكون مناسباً لتقرير مصور، أو لمقال خاصّ عن النّساء، «عجوز عفرينية تزرع الصمود». العنوان يمنح القارئ نصف الموضوع، فبدلاً من إثارة التشويق لديه، كما توقّع الكاتب من العنوان، فينتهي فضوله وشغفه للمتابعة. من العنوان يتوضّح كلّ شيء. يبدو لي أنّ الكاتب وضع عنوان روايته بعد معرفة تفاصيل أحوال المرأة، وقيّد نفسه ضمن دائرته، علماً أن العنوان يكون آخر جملة يكتبها الكاتب، يستخلص الفكرة، ويضعها بمهارة. فالعنوان كما يراه خالد حسين «يوضع في معظم الأحيان في اللحظات الأخيرة من إنجاز الكتاب أو بعد الانتهاء منه تمامًا ».
والسّبب في ذلك يعود إلى أهمية العنوان، ودوره المحوري في شدّ القارئ إلى النّصّ، لمّا له من وظائف لغوية وتأويلية، لذلك «يُعد أخطر حدث ينجزه الناص، من خلال فعل العنونة، لكونه : العتبة الأولى التي تشهد المفاوضات بين القارئ والنص النص بالمجهولية التي يشهرها، والقارئ بالرغبة في تطبيعه وتطويعه وترويضه ».
الإهداء :
الغريب في الإهداء يتمثّل بأنّه لم يترك أحداً إلا وأهداها إليه، فقد أهدى عمله الكتابي إلى الأب، أم الشهداء، العجوز العفرينية، الزوجة، الأولاد، المساهمين في نشر الكتب الكردية، وأفراد عائلته واحداً واحداً، جميع القراء بلغة الأم ، وإلى جميع الذين ساعدوه .
وكأنّ هذا الكتاب هو «العقد الفريد» لم يكن قبله شيء ولن يأتي بعده شيء. فلم يترك أحداً ليهديه كتبه اللاحقة. الإهداء نفسه يندرج في إطار النّقد الثقافي الذي يتناول العمل بكليته.
أخطاء فنية في النّص:
1- بدأ الاحتلال التّركي لعفرين سنة ٢٠١٨ وأصدر الكاتب هذه الرّواية سنة ٢٠٢٢ ورغم ذلك يستعجل في الكتابة. الفنّ كانعاكاس عن الواقع يحتاج إلى الزّمن، إلى اختمار الفكرة، وثمّ صياغة ذلك الفنّ الكتابي بما يلائم حجم ذلك الواقع. الأحدا ات الكبيرة تقع أولاً وتترك نتائجها آثاراً عميقة في النّفوس ووجدان النّاس، وتحت تأثيرها يقوم الكتّاب بالكتابة عنها. هناك روايات تتناول أحداثاً وقعت قبل مئة سنة أو أكثر، فالكتابة عن الأحداث الماضية لاتتوقّف، فكيف يمكن القول أنّ الصّمت لدى الكتاب والمثقفين يدفع المرء إلى إلى كتابة نصٍّ على عجل؟ هذا النّص المترهّل في لغته وسرده لن يغطي الفجوة الهائلة بين الأقلام وفجيعة عفرين. كما أنّ عظمة الأحداث تتبيّن من خلال العمل الفنّي وليست من خلال المباشرة كنصوص سياسية مليئة بالشّعارات.
إنّ أي نصّ يكون انعكاساً لواقع ما، لأنّ الكاتب يسعى لصياغة أحداث الواقع أدبياً، ومن مميزات الفنّ الكتابي إخفاء الواقع وإبراز ملامحها في خيال النّصّ، والابتعاد عن المباشرة في تناول الواقع، «بما أن النص يحمل الواقع بين طياته، وحيث إن الأدب يعيد صياغة مضمون الواقع، فلا شك أن المرجع سينقرض. يفيد النص في التكوينات الأيديولوجية. وهكذا، تخفي الأسرار المجازية أعراض التناقضات الاجتماعية والسياسية ».
سيما إذا كان الموضوع سياسياً واجتماعياً، ومهما كان النّصّ عميقاً في مخزونه اللّغوي كانت القراءة أكثر متعةً، إما إذا كانت المباشرة طاغية في النّصّ فلا يحتاج القارئ إلى أدواتٍ ومهاراتٍ خاصّة، ولايخفى على القارئ الحصيف البحث عن خفايا النّصّ، ومن مهام القارئ اكتشاف الواقع المخفي في طيات النّصّ، من خلال مهاراتٍ ثلاثة يستخدمها النّاقد كما حدّدها سكولز، في «كتابه القوة النصية»، بحيث تكون مترابطة،لـ«تشكل في مجملها الكفاءة النقدية؛ وتتبلور هذه المهارات الثلاث في القراءة، والتفسير، والنقد. أما القراءة، فتنضوي على استكشاف المعنى بناءً على الإلمام بالقوانين العامة والسياقات الأدبية التاريخية. ويأتي التفسير عندما تفشل القراءة؛ أي عند غموض الصورة أو الفقرة على سبيل المثال، أو عند بداية تجلي مستوى مستتر نسبيا من المعنى. وعادة ما يُستعان بالتفسير لزيادة في النص أو لقصور لدى القارئ ».
2- تتحدث المرأة بلغة الخطاب، أنا، فتصف الشّاب الذي تقدّم لخطبتها، وتذكر أنّ اسمه إبراهيم، وفي صفحة 23 تتحدّث عن زفافها، فتذكر أنّ اسم الشاب خليل.
«Xortek bi navê Birahîm nûhatî, çalak, pêşketî, çirûsk ji ber çavên wî derdiketin»Rü21
شاب في مقتبل العمر، اسمه إبراهيم، تقدميّ، وفي عينيه لمعان أمل. تعود الرّاوية تتحدّث عن حفلة زفافها، فنتفاجأ بأنّ اسمه خليل.
«ez û Xelîl wek bûk û zava, lê her demên xweş bi şahî û kêf û dîlan zû dibuhir in» ü23
كنا أنا وخليل كعروسين، جرت معنا الأفراح والسعادة والرقص بشكل سريع. ويعود الكاتب في صفحة 24 ويسمّيه إبراهيم مرة أخرى على لسان الرّاوية: أصبح إبراهيم موظّفاً في عدة أماكن كموظفٍ لدى الدولة:
Birahîm bû karmend di çend Kargehan de weke Karmendekî dewletê. Rû24
لم ترد أيّة إشارة إلى أن الزوج يحمل اسمين، فذكرت إبراهيم عند قدومه للخطبة، وسمّته خليل عند الزواج، وهذا خلل فنيّ فاتل.
3- التنسيق في هذا النص ضعيف جداً، الجملة تنقسم بين فقرتين وجزئين كثيراً، قبل أن تنتهي الجملة، وينتهي السطر ينزل جزء منها في السطر التالي.
وقد ينتهي المقطع دون نقطة، ما يجعل القارئ يظنّ أن هناك ما يتبع الجملة كما في الصفحات التالية: المقطع الثّاني ص17، الأول ص25 ، المقطع الأول والأخير ص27، الأخير ص39، الثاني ص46، مقطع ، ص 39 الأخير ص60، الأول والأخير، ص63، الثاني ص69. أي نصّ، في أي لغة من اللغات، يتألف من جملٍ تشكّل مقطعاً نصّياً، تكون المقاطع مرتبة، تبدأ وتنتهي وفق المعاني التي توحّدها .في هذا النّصّ يبدأ المقطع وينتهي من دون معرفة السّبب.
4- الخطاب الرّوائي غائبٌ فنياً، يسيطير عليه طغيان الخطاب السّياسي، مايجعله خطاباً مباشراً، فالحديث عن أحداثٍ جثام لا يبرّر بإقحام اللغة السياسية، وكأنّ المرأة من الكوادر السياسية تحلّل وتبدي مواقف سياسية، وأحياناً تتحدّث عن أحوالها وأحوال النّاس وكأنّها في اجتمع عائلي، أو اجتماع لأهل الحارة، وتروي لهم الأحداث بلغة بعيدة عن لغة الرواية وخطابها.
Ev Roman, tenê çîrokek wek çîrokên ku Pîrika min ji me re digot. lê belê bi zimankî pir nimz e. bingiha Romanê di vê nivîsêde peyda nabê. Mirov nikarê bejê ev roman e.
Roman bilind dibê bi zimanê xwe yê kûr û rêstineke xurt, û girêdana bûyerên têde. Roman Cûreyeke Kultûrê ye, Bûyerên dîrokî, biranînên jîyanê diparêzê û zimanê nivîsê pêş dixê, û cihekî kûr dihêlê di dilê xwendevan de.
هذه الرّواية هي مجرّد حكاية سياسية لامرأة عانت ويلات التّشرد والحصار والوحدة، مثل تلك التي كانت جدتي ترويها لنا، لكن بلغة ضعيفة.
الرواية وعاء ثقافي، يحافظ على الأحداث التاريخية، وعلى ذاكرة الحياة وتطور اللغة، وترك أثراً عميقاً في وجدان القارئ. فتناول القضايا السّياسية حساس جداً، ويجب أن يكون الكاتب بارعاً في طرح موضوعه بأسلوب أدبي، وأن يكون خطابه الرّوائي مختلفاً عن الأسلوب الصّحفي والمقالة، وينبغي أن تتجلى مساعيه «في إعتماد طريقة ما لجعل الصوت الروائي الوثائقي مسروداً بطريقة فنية - طريقة ما لجعل الواقعية أسلوباً تحولياً ينطوي على رؤية مغايرة، وعندها فحسب لن يمكن للسياسة إختزال الرواية إلى فعالية وعظية، كما يمكن للفن حينها أن يرتقي بذات الوقت الذي تطور فيه الرواية أفكارها ».
نقل الإحساس إلى الآخرين يكون لدى الرّوائي الحداثي بالكلمات، باللّغة، بالخطاب الفني، أي إعمال المجاز اللّغوي بعيداً اللّغة المحكية، كما ورد في نصّ أنس قاسم، ليكون القارئ مطلعاً على الموضوع الحقيقي، أراد الكتّاب ما بعد الحداثة، «استخدام الكلمات لتفكيك الحس البدهي بالكلمات ذاتها بغية جعلنا أكثر وعياً بالموضوعة الحقيقية للمعنى .» فالخطاب الرّوائي بوصفه «الطريقة التي تحكى بها القصة»، ينبغي أن يكون مناسباً لنقل الأحداث، التي يريد الكاتب إيصالها إلى القارئ، و«ما يهم في الخطاب ليست الأحداث، إنما الطريقة التي يروي بها السارد القصة» . في النّصّ الذي بين أيدينا نرى أن الكاتب الذي يروي الحكاية على لسان المرأة الرّاوية يركّز على الأحداث وليس على طريقة نقلها.
انتهت الرواية بخاتمة سياسية شبيهة بالمقدمة، والمحاضرة عن المرأة، في الصفحات الأخيرة وجهت الرّاوية، المرأة العفرينية خطابها إلى الشعب، مطالبة بتوحيد الصف الكردي، ومثل هذا الخطاب يتكرّر كثيراً في ثنايا النّصّ.
«Gelê min: Efrîn, girê sipî, Serê kaniyê tev de dagirkeran ew dagir kirine eger em nebin yek wê bajar û bajarokên me yên din jî bidine dû wan ,xwezî di pêşerojê de miletên yekbûyî bi rastî mafên mirovan biparêzin û wekhevî têkeve nav miletên cîhanê tevî de».Rû6
يا شعبي: عفرين، كري سبي، سري كانيه، جميعها احتلها الغزاة. إذا لم نكن متحدين، فأننا سوف نخسر مدننا وبلداتنا الأخرى بنفس الطّريقة، نتمنى أن تعمل الأمم المتحدة في المستقبل على حماية حقوق الإنسان بشكل حقيقي وأن تسود المساواة بين شعوب العالم. ص6. قدم الكاتب روايته بمقدمة، وأنهى بخاتمة سياسية، فبانت المقدمة والخاتمة أداتين قاتلتين للنّصّ.
5- علامات الترقيم في النص تنظّم العلاقة بين الجمل والفقرات والمقاطع، لأنها بمثابة أنفاس النص، تساعد القارئ على التّعامل السّلس من القراءة. في هذا النّص يرمي الكاتب كمشة من العلامات عليه، وكل جملة وحظّها من التّرقيم. وهناك مقاطع كاملة بلا علامات. غالبية الكتاب يخطئون فيها، أو يستخدمونها في غير مواضعها. في المقطع التالي يتبيّن لنا خلوّ مقطعٍ طويل من دون علامات.
هنا أعرضُ مقطعاً يخلو من علامات الترقيم، وفيه أخطاء كتابية ونحوية، ثم قمتُ بوضع العلامات مع تصحيح النّص كتابياً، ليعرف القارئ كم هو الفرق بين المقطعين.
المقطع قبل التّصحيح:
Bi bawerî her malbateke Efrînî bi dehan yan jî bi sedan çîrok têde peyda dibin, her çîrokek dibe romanek yan dastaneke bi rêk û pêk, lê mixabin tev de xegînîne kul û derdin jankêşîne ne normalin dema me çend bûyerên rast anîn ziman tenê ji bo bibine nimûne nayê wê wateyê ku bûyerên Efrînê tenê ewin eger em teva belge bikin bi sedan pirtûk û dastane ji mere gerekin lê hêvî ewe ku ev kuldarî bi dawî bibin û em tev de vegerin Efrîna xwe ya hêja û delal û hêviyên me mezin tirin ku em Kurdistanê serbixwe û azad bibînin nêzîk ne dûr ma ez çi bêjim tev de omîd û hêvîne lewra zû dibuhirin , ji ber xweşî li me Kurdan nayê tenê qirrik talî û xemgînî divê jiyanê de para me e. Rü97
المقطع بعد التّصحيح:
Bi bawerî her malbateke Efrînî bi dehan yan jî bi sedan çîrok têde peyda dibin, her çîrokek dibe romanek yan dastaneke bi rêkûpêk, lê mixabin Tevde xemgînî ne kul û derdin jankêşî ne ne normal in. dema me çend bûyerên rast anîn ziman tenê ji bo bibin nimûne nayê wê wateyê ku bûyerên Efrînê tenê ew in, eger em teva belge bikin bi sedan pirtûk û dastane ji mere gerekin. lê hêvî ew e ku ev kuldarî bi dawî bibin, û em tev de vegerin Efrîna xwe ya hêja û delal, û hêviyên me Mezintir in ku em Kurdistanê serbixwe û azad bibînin nêzîk ne dûr. ma ez çi bêjim tev de omîd û Hêvî ne lewra zû dibuhirin, ji ber xweşî li me Kurdan nayê, tenê qirkirin, talî û xemgînî di vê jiyanê de para me ne.
ترجمة المقطع السّابق: «بكلّ صدق أنّ كل عائلة عفرينية لديها عشرات أو مئات القصص، كل قصة يمكن أن تكون رواية أو ملحمة كاملة، ولكن للأسف، كلها مليئة بالحزن والألم، وهي ليست طبيعية.
عندما نذكر بعض الأحداث الحقيقية فهي على سبيل المثال فقط، ولا يعني أن أحداث عفرين هي الأحداث الوحيدة. لو قمنا بتوثيقها كلها، فسوف نحتاج إلى مئات الكتب والملاحم. لكن الأمل هو أن تنتهي هذه المأساة، وأن نعود جميعاً إلى عفرين الغالية والحبيبة، وأمالنا أكبر بأن نرى كردستان المستقلة والحرة في المستقبل القريب. ماذا أستطيع أن أقول، لدينا جميعاً آمال وأمنيات، لذلك تنقضي سريعاً، وكأنّ الأفراح لاتليق بالكُرد، فقط حصتنا من الحياة هي الإبادة والنّهب والأحزان». ص97
مقاطع في الرواية تتناول الآثار في المنطقة، كأنها تقارير ميدانية وبلغة إعلامية سطحية وهي مليئة بالشعارات السياسية التي تملأ الصفحات، كالوجود الكردي، وفشل الاحتلال.
إنّ تناولَ القضايا الكبيرة، كالاحتلال، التّشرد، الحصار، الجوع، القتل والاغتصاب، لا يبرّر للكاتب، هفواته الفنية، فالذي يرفع من شأن النّصّ ليس الموضوع أو الفكرة بل المستوى اللّغوي والأسلوب السّردي بالإضافة إلى العناصر الأخرى.
السّرد الكُردي:
قبل سنتين أو ثلاث ترجمتُ ٢٦ قصة قصيرة لـ ٢٤ كاتباً يكتبون باللّغة الكُردية، كانوا من كلّ المناطق الكُردية، فتشكّل لدي انطباع بأنّ السّرد الفنيّ باللّغة الكردية ينافس السّرد الفني باللّغة العربية، وقد يتفوق عليه في حالات كثيرة، خاصّة في القصّة القصيرة. لكن هذه الرواية أو هذه «نوفيلا» هي قصة عادية وأقرب إليها من اقترابها إلى عوالم روائية. فالواقع في النّصّ الرّوائي الكُرديّ شيء والطموح بالوصول إلى نصٍّ قويّ شيء آخر.
رغم كل الملاحظات السّابقة يكفي أنّ النّصّ دُوِّنَ باللغة الكردية، وهذا تشجيع لمن يكتب بها تعبيراً عن مشاعرهم.
-------------------------------
المراجع:
1- في نظرية العنوان، خالد حسين، دمشق، دار التكوين، ص72
2- في نظرية العنوان، خالد حسين، دمشق، دار التكوين، ص87
3 - النقد الثقافي، النظرية الأدبية وما بعد البنيوية، فنسنت ب ليتش، المركز القومي للترجمة، القاهرة، ط1 2022، ص177
4- النقد الثقافي، النظرية الأدبية وما بعد البنيوية، فنسنت ب ليتش، المركز القومي للترجمة، القاهرة، ط1 2022، ص39
5- تطور الرواية الحديثة، جيزي ماتز، بيروت، دار المدى،ط1 2016، ص216
6 - تطور الرواية الحديثة، جيزي ماتز، بيروت، دار المدى،ط1 2016 ص294
7- تحليل النص السردي، محمد بو عزة، منشورات الاختلاف، الجزائر، ط ض 2010، ص71
#صبري_رسول (هاشتاغ)
Sabri_Rasoul#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟