أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - دور الكرد في تأسيس السينما السورية














المزيد.....

دور الكرد في تأسيس السينما السورية


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 8356 - 2025 / 5 / 28 - 04:48
المحور: الادب والفن
    


لكي ندرك أهمية السينما السورية، من الناحية التاريخية على الأقل، يكفي ذكر هذه الحقيقة، وهيَ أنها سبقت السينما المصرية في إنتاج فيلمها الأول: " المتهم البريء "، إنتهى العمل به عام 1927، بينما " زينب "، وهوَ باكورة الأفلام المصرية، تم إنتاجه بعد ذلك التاريخ بثلاث سنوات.
المعروف، أن المسرح بقيَ هوَ فن التمثيل الوحيد في الغرب لمدة تقارب الألفي عام، وذلك قبل إختراع آلات التصوير، الخاصة بصناعة السينما. من ناحية أخرى، يلحظ المرءُ هوّةً زمنية شاسعة فصلت بين الغرب والمشرق فيما يتعلق بالفن المسرحيّ. فإنه عُرف ببلاد الإغريق قبل ميلاد المسيح بمئات الأعوام، بينما في المشرق تأسس في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر على يد أبي خليل القباني. هذا الأخير، كان قد تأثرَ أولاً بمسرح خيال الظل، المألوف في أنحاء الدولة العثمانية، وكذلك بترجمات معاصرة لمسرحيات كلاسيكية فرنسية، نشرت في بيروت. مما له مغزاه، أن القباني حينما دُعي للإشتراك في معرض شيكاغو الدولي بأمريكا، عام 1898، قدّمَ هناك مسرحية " الراعي الكرديّ "، وأحداثها تدور في حي الأكراد بدمشق.
لكن الهوّة الزمنية ضاقت بين الغرب والمشرق، حينما تعلقَ الأمرُ بفن السينما. لقد حرمت الدولة العثمانية رعيتها السوريين من فن المسرح، بسبب التزمت والجهل، بحيث أضطر القباني للهجرة إلى مصر. لحين هزيمة الدولة العثمانية بالحرب العظمى، وإنسحاب قواتها من بلاد الشام، والتي فتحت آفاقاً جديدة لشعوبها المستعبَدة. مع بدء الإنتداب الفرنسيّ في سورية، وبالرغم من الجوّ المحافظ للمجتمع المسلم، نجد أن صالات عديدة تأسست في دمشق لعرض الفنون المختلفة من مسرح وغناء ورقص. فلم تمض سنوات قليلة على بدء الوصاية الفرنسية، إلا وقد عزمت مجموعة من الشبان الدمشقيين على تأسيس صناعة سينمائية سورية. أحمد تللو، وهوَ من كرد الشام، كان أحد أفراد تلك المجموعة؛ أسهمَ في ظهور باكورة الأعمال السينمائية، " المتهم البريء "، إنتاجاً وتمثيلاً، في عام 1927. بيد أنّ عرضَ الفيلم، سيتأخر إلى العام التالي، بسبب إحتجاج رجال الدين في المدينة على كون فتاة مسلمة قد عُهد إليها بالبطولة.
" تحت سماء دمشق "، المنتج عام 1930، هوَ الفيلم السوريّ الثاني؛ عملت به نفس المجموعة، وعهدت بالسيناريو والإخراج لإسماعيل أنزور. هذا الأخير ( والد المخرج المعروف نجدة أنزور )، هوَ من الجالية الشركسية، المتوطنة في سورية عقبَ إحتلال روسيا للقوقاز في أواخر القرن التاسع عشر. كذلك نجد بين أبطال الفيلم، كردياً من دمشق؛ هوَ مدحت العقاد. وعلاوة على هذا الفيلم الروائيّ الطويل، أنتج في عقد الثلاثينات أفلاماً وثائقية، كانَ أحدها تكريماً لذكرى يوسف العظمة. أما في عقد الأربعينات، فشهدت صناعة السينما السورية إنجازاً رائداً، تمثل بتأسيس أول استديو على يد المهندس نزيه الشهبندر، وكان مقره في باب توما، حيث تم تجهيزه بمعدات التصوير والصوت والإضاءة. وكانت أولى ثمار هذا الاستديو، إنتاج فيلم " نور وظلام "، الذي شارك ببطولته الفنان أنور البابا. الفنان البابا ( 1915 ـ 1992 ) ، ينتمي لعائلة دمشقية كردية الأصل، سيشتهر فيما بعد بتقديم شخصية نسائية شعبية ( أم كامل )؛ وكان ذلك بالنظر لعدم وجود إمرأة مسنّة، آنذاك، في الوسط الفنيّ السوريّ. والمعروف أيضاً، أنّ عمه هوَ الخطاط الشهير محمد حسني البابا، الذي هاجر إلى القاهرة للعمل في الديوان الملكيّ؛ وقد اشتهرت إبنتاه، المطربة نجاة الصغيرة، والفنانة سعاد حسني. خلال مسيرته السينمائية، شارك أنور البابا بحوالي 15 فيلماً، وكان بعضها من إنتاج مصريّ. كما وألّفَ البابا عدداً كبيراً من التمثيليات للإذاعة والتلفزيون، شارك أيضاً ببطولتها. زوجته، إعتدال رافع، كانت أديبة وصحفية معروفة.
أول فيلم سوريّ ناطق، " عابر سبيل "، تم إنتاجه عام 1950، من إخراج أحمد عرفان؛ وكان فيلماً غنائياً. هذا المخرج، أنشأ استديو جديداً في منطقة حرستا، كذلك سيسهم فيما بعد بتدشين المؤسسة العامة للسينما. بطل ذلك الفيلم، كان المطرب نجيب السرّاج ( 1923 ـ 2003 )، وهوَ أيضاً من تعهّدَ إنتاجه. والسرّاج، من مواليد مدينة حماة، من عائلة كردية الأصل قدّمت لسورية أعلاماً في الفن والأدب والسياسة. لعل شغفه بالموسيقى منذ صغره، يعود الفضل لوالدته، الأرمنية الأصل. أما مهارته بالعزف على العود، فقد استمدها من أستاذه، عمر النقشبندي؛ وهوَ من كرد دمشق، حازَ على لقب " أمير العود ". السرّاج، قدّم العديدَ من الألحان لأغانٍ أداها عددٌ من المطربين وحازت على شعبية ملفتة. صوتُ السرّاج، الأصيل والشجيّ، جعل صاحبه يُعرف من قبل النقاد ب " عبد الوهاب سورية ". طوّرَ السرّاج فن الموشحات، وعندما سافرَ إلى القاهرة تلقن أصول الموسيقى التصويرية للأفلام على يد اليوناني أندريا رايدر، وكذلك توزيع الألحان. هناك في القاهرة، أبهرَ السرّاج محمد عبد الوهاب بتأدية أغانٍ لحنها من كلمات الشاعر نزار قباني. ولعله هوَ من ألهمَ عبد الوهاب، والملحنين المصريين الآخرين، بفكرة العمل مع نزار قباني. كما أن السرّاج، قام أثناء مكوثه في القاهرة بالتلحين لنجاة الصغيرة وفايدة كامل ومحمد عبد المطلب



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من معالم السينما السورية: الكومبارس
- إغراء؛ ماذا بقيَ من إرثها الفني
- تشريح الذات: كانَ خريفَ الخبل
- تشريح الذات: كانَ صيفَ الخفّة
- تشريح الذات: كانَ ربيعَ العشق
- تشريح الذات: كانَ شتاءً كئيباً
- تشريح الذات: كانَ صيفاً فاتراً
- تشريح الذات: كانَ ربيعاً عارياً
- تشريح الذات: كانَ خريفاً دافئاً
- أنهارٌ من زنبق: الخاتمة
- النملة الممسوسة
- أنهارٌ من زنبق: النهر السابع
- المطاردة
- أنهارٌ من زنبق: النهر السادس
- الهوّة
- أنهارٌ من زنبق: الفصل الخامس
- الشحيح والشيطان
- أنهارٌ من زنبق: النهر الرابع
- أنهارٌ من زنبق: النهر الثالث
- أنهارٌ من زنبق: النهر الثاني


المزيد.....




- بعد تكرميه بجائزة الثقافة في مالمو 2025 - محمد قبلاوي ”صناعة ...
- هوليوود.. نهاية حلم صناعة السينما؟
- اكتشاف أثري تحت الركام.. ما مصير القرى الأثرية بعد سقوط نظام ...
- أعلام في الذاكرة.. حكايات شخصية مع رموز ثقافية عراقية وعربية
- -القسطنطينية- يفتتح الدورة السابعة لمهرجان -بايلوت- الروسي ( ...
- بيان رسمي بعد نزاع بين ملحن مصري وحسين الجسمي
- من غرناطة إلى تستور.. كيف أعاد الموريسكيون بناء حياتهم في شم ...
- مايك تايسون يتلقى عرضا مغريا للعودة إلى الحلبة ومواجهة أحد أ ...
- من غرناطة إلى تستور.. كيف أعاد الموريسكيون بناء حياتهم في شم ...
- فنانة وإعلامية مصرية شهيرة تعلن الصلح مع طبيب تجميل شوه وجهه ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - دور الكرد في تأسيس السينما السورية