أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - الشحيح والشيطان














المزيد.....

الشحيح والشيطان


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 7749 - 2023 / 9 / 29 - 00:56
المحور: الادب والفن
    


" أسماء "، تقيم تحت سقف أسرة زوجها، المفتوح بابه الخشبيّ على أحد دروب حي سيدي يوسف. هذه المرأة الصغيرة السن والضئيلة البنية، كانت مبتلاة بشخصٍ شحيح، وفوق ذلك، يكبرها كثيراً بالعُمر. إلا أنها دأبت على الرفرفة بسعادة، منذ أن رزقت بغلام جميل قبل زهاء ثلاثة أعوام. في حقيقة الأمر، أنها لتكون طائراً مقصوص الجناح لولا أنها مسندودة من حماتها. في المقابل، فإنّ زوجها، المدعو " سي عمر "، كانَ كالخلد، طالما أنه يختزن المالَ تحت الأرض. على أية حال، فالمرأة الحكيمة هيَ من تتلاءم مع طبيعة رَجُلها حتى لو لم تحتسبه رَجُلاً.
ثمة مشكلة، كادت أن تتفاقم إلى ما لا يُحمد عقباه. أسماء، كبقية النساء، يجب أن تذهب مرةً إلى حمّام السوق في كل أسبوع. شقيقتها الكبيرة، حلّت لديهم ضيفة لنحو شهر، هيَ من تقيم في إسبانيا فيما بيت الأسرة في ناحية نائية من ريف المدينة، المفتقد للمباهج لو فكّرَ المرءُ بالأطفال. سي عمر، إمتنعَ في أثناء وجود الضيفة عن دفع المال المعلوم لوالدته كي تتدبّر شئون المنزل: " لو أنها نزلت في رياض، أو فندق، لكلّفها ذلك مالاً جماً "، قالها بصوتٍ مرتفع علّ المعنيّة تسمعه. عقبَ سفر الضيفة، رفضَ ذات يوم إعطاء إمرأته العشرين درهماً، المتوجّب دفعها لدخول الحمّام: " أساساً، فشيخ المسجد أكّدَ أنّ خروج المرأة من بيتها، كائناً ما يكون السبب، هوَ فتنة من أعمال الشيطان ". إلى أن خرجَ عن طوره، لما نامت إمرأته بجانبه ورائحة لاذعة تفوح من مسام جلدها. فأجبره ذلك على تكفّل أجرة الحمّام، كذي قبل.
حين رجعت إمرأته من الحمّام، أعادت العشرين درهماً لرَجُلها: " لقد عثرتُ على هذه الورقة في الدرب "، قالت له. إنها إمرأة معروفة بالخلق السويّ، فكّرَ سي عمر، ومن الصعب أن يغويها الشيطان. في الأسبوع التالي، وقع لأسماء نفس الحادثة السعيدة. في الأسبوع الذي تلاه، منحَ سي عمر إمرأته مائة درهم: " الباقي، إشتري به لنفسك جلابة جديدة ". سرّت المرأة الصغيرة بهذا الجود المفاجئ، دونَ أن تدير في ذهنها دافعه. في خلال طريقها إلى الحمّام، رن جرسُ الموبايل. وهذا الجهاز، إشترته لها شقيقتها المغتربة، أما الكرت فكانَ هبة من الحماة الكريمة. فيما هيَ تسحب الموبايل من جيب قفطانها، إنزلقت ورقة المائة درهم وإستقرت على الأرض. لم تتنبّه سوى أمام مدخّل الحمّام، فعادت أدراجها وهيَ تمعنُ النظرَ في الأرض والظلام قد أطبق على الدنيا. حانقة ومحبطة ومرتعشة تأثراً، إتجهت إلى الحماة أولاً لتخبرها بما جرى. هذه الأخيرة، هيَ من تعهّدت نقل الخبر للرَجُل. بقيَ سي عمر مطرقاً لبرهة، قبل أن يستفهم من الأم: " ما رأيكِ أن نجعلها تقسم على كتاب الله؟ "
" ولِمَ ستكذب هيَ، طالما أنها الخاسرة الوحيدة؟ "
" كيف الخاسرة الوحيدة، وأنا مَن فقدتُ بركة المائة كرون؟ "، هتفَ بنزق وغيظ.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنهارٌ من زنبق: النهر الرابع
- أنهارٌ من زنبق: النهر الثالث
- أنهارٌ من زنبق: النهر الثاني
- أنهارٌ من الزنبق: النهر الأول
- أنهارٌ من زنبق: ملاحظة
- أملُ إبليس: خاتمة
- أملُ إبليس: عن السهرة الأخيرة
- أملُ إبليس: عن الفروة الثعلبية
- أملُ إبليس: عن الفردوس الموعود
- أملُ إبليس: عن المازة المرّة
- أملُ إبليس: عن القلب النبيل
- أملُ إبليس: عن الحاجز الحديديّ
- أملُ إبليس: عن الصيف المُختلف
- أملُ إبليس: عن السجادة الأعجمية
- غرامُ آينور هانم: خروجٌ آخر
- غرامُ آينور هانم: تأريخُ الخيانة
- متاهةُ إمرأة
- غرامُ آينور هانم: مُريدا الغلمة والكلمة
- غرامُ آينور هانم: ملامحٌ حزينة للحكاية
- غرامُ آينور هانم: مُلغزة كقصر قديم


المزيد.....




- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...
- كتاب -رخصة بالقتل-.. الإبادة الجماعية والإنكار الغربي تحت مج ...
- ضربة معلم من هواوي Huawei Pura 80 Pro.. موبايل أنيق بكاميرات ...
- السينما لا تموت.. توم كروز يُنقذ الشاشة الكبيرة في ثامن أجزا ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - الشحيح والشيطان