ماكرون 🇫🇷 بين كبّة 🤚 عرفات 🇵🇸 وكبّة 🤚 بريجيت …

مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 8355 - 2025 / 5 / 27 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

/ بعض المواقف في الحياة لا تضحكنا فحسب 😂🙆‍♂ ، بل تهزّ 🌋 وعينا من الداخل ، لأنها تحمل في جوهرها مزجاً مربكاً بين ما يُضحك 😉وما يُبكي 😎 ، بين العبث والجد ، بين المهزلة والمأساة ، إنها تلك اللحظات 👌 التىّ تفرض علينا التأمل 🧘 لا كترف ذهني ، بل كضرورة لفهم كيف 🤷‍♂ تسير الأمور في هذا العالم 🌍 المقلوب .

فياسر عرفات ، " أبو عمار”، لم يكن مجرد زعيم سياسي فلسطيني 🇵🇸 بملامح شرقية ولهجة مشبعة بروح حواري القاهرة 🇪🇬 ، بل كان تجسيداً حياً للثقافة الشعبية المصرية 🇪🇬 ، بكل تناقضاتها ، خفة ظلها ، حكمتها الساخرة ، وجلدها الطويل على المعاناة ، ومن يعرفه عن قرب ، يدرك أنه لم يكن يتقمص “المصرية” بل كان يعيشها ، كهوية أولى وليست إضافية لا تَسقُط بالتقادم أو السياسة .

وتجلّى هذا العمق في إحدى مناسبات الثورة الفلسطينية 🇵🇸 في العاصمة صنعاء 🇾🇪 ، عندما أطلق الفنان عبد الله حداد 🎸 أغنيته 🎵 ذات الإيقاع الشعبي اللاهث : “يا خلتي ، لازم تكون تكتكجي ، ابن تكتكجي ، ابن تكتيك ، يا متكتك ، تكتكتك بتكتك كل المسائل!”

أغنية تختصر الفلسفة السياسية اليومية في منطقتنا : كل شيء يُدار بالتكتكة ، أي بالمراوغة ، بالخطط الصغيرة التي تسابق المصير الكبير .

وهنا 👈 أطلّ أبو عمار من بين الحشد الكبير بيده 🤚 ، عاجزاً عن الوصول إلى الفنان على المسرح ، فاكتفى بالضحك الصافي 🤣 ، ثم ضرب بكفّه الخمسة 🤚 في الهواء صارخاً : “إنت كِبّة ! " ، وكأن هذه الكلمة ، المستقاة من المعجم الشعبي المصري ، ليست مجرد نكتة 🙇‍♂ ، بل لسان حال العاجز عن الفعل ، الساخر من عبث اللحظة ، المتمرّد على عجزه بسلاح اللغة .

بالفعل ردد كلمة “كِبّة” مرات كوعي من الثقافة الشعبية وهي ليست شتيمة ، بل دعاء رمزي بالإنتقام الصامت 🤫 ، كأنها تقول : “لا أملك سلاحاً ضدك ، فليتولَّك القدر بما تستحق .”

وهنا نستحضر مشهداً 🎬 موازياً ، حين نظرت 👀 بريجيت ماكرون إلى زوجها الرئيس نظرةَ مَن لا يصرخ 🙀 ، بل “يُكَبِّب” بحركة اليد 🤚 ، كأنها تستعير من التراث المصري 🇪🇬 أداة لمحاسبته على خطيئة لا نعرفها بعد ، فهي لم تصفعه 🤛 ، بل دعت عليه – بالأسلوب المصري – أن يتورم من الداخل ، لا من أثر ضربة ، بل من أثر الندم .

وقد يكون في ذلك ما يستحق التنقيب ؛ لعل جذور بريجيت تمتد إلى وادي النيل 💧 ، إلى حيث تتشابك الحكمة بالسخرية ، والمأساة بالضحكة ، والوجع بالمثل الشعبي .

أما عبد الله حداد ، فرغم دعوته لأبي عمار بأن يكف عن “التكتكة” ويعود إلى بساطة 🥴 الرعي وبث صوت الراديو 📻 بدل الترانزستور في أرجاء الذاكرة ، إلا أن “الختيار” – كما يصفه الفلسطينيون 🇵🇸 – ظل مصرّاً على أن التكتيك هو قدره .

ظلّ يزرع التكتكة في تربة السياسة ، حتى غطّت أغصانها على شجرة الإستراتيجية نفسها .

ربما في ذلك رسالة غير مباشرة : أن هذه الأمة تعيش في حلقة مفرغة من “الكِبّة” و”التكتكة”، ومن لا يستطيع أن يصفع ، يلوّح بالكف ، ومن لا يملك خطة طويلة الأمد ، يُتقن الرقص فوق الألغام ، وهو بضبط 💯 🤝 يفسر ما حصل مع برجيت . والسلام 🙋‍♂ ✍

#مروان_صباح (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل