أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - النظام السوري الانتقالي بين الوصاية التركية وسقوط الأقنعة














المزيد.....

النظام السوري الانتقالي بين الوصاية التركية وسقوط الأقنعة


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8354 - 2025 / 5 / 26 - 00:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهاية مؤجلة أم بداية للانهيار؟
لا يُتوقع أن تنتهج إدارة دونالد ترامب، في هذه المرحلة، ذات المسار الذي سلكته إدارة براك أوباما في مقاربتها للملف السوري. فبينما كانت إدارة أوباما قد أعلنت رسميًا، في عام 2011، أن على بشار الأسد التنحي عن السلطة، فإنها سرعان ما انزلقت نحو سياسة أكثر حذرًا، تبنّت فيها لاحقًا استراتيجية "تحسين سلوك النظام" بدلًا من تغييره، خصوصًا بعد تصاعد التوجهات الإسلامية الراديكالية داخل أوساط المعارضة المسلحة، وهو ما خلق مخاوف أمريكية وغربية من انهيار الدولة السورية بيد قوى متطرفة، لا تقل خطورة عن النظام ذاته. هذا التغير في المقاربة ترافق مع صمت مريب حيال جرائم الأسد، وغضّ الطرف عن التمدد الإيراني والروسي في سوريا، في وقتٍ حوّلت فيه واشنطن تركيزها الاستراتيجي نحو مواجهة الصين كأولوية قصوى.
لكن السياق اليوم مختلف جذريًا، في ظل تعقيدات جديدة ومراكز قوى غير تقليدية. فالواقع السوري الراهن لا تحكمه منظومة استبدادية تقليدية فحسب، بل تهيمن عليه قوى تكفيرية أصولية تشكّل تهديدًا مستمرًا لمصالح وأمن الولايات المتحدة، وأوروبا، وإسرائيل. ولذلك، فإن أي مقاربة براغماتية تُظهر شيئًا من "قبول الأمر الواقع" تجاه هذا النظام، لن تعني أبدًا وجود ثقة سياسية أو استراتيجية به. فنهج هيئة تحرير الشام، القائم على الانتهازية والمراوغة الأيديولوجية، يحمل في جوهره بذور نهايته، كما حمل نظام البعث في خطابه القومي الزائف أسباب سقوطه الأخلاقي والسياسي. وإذا كان مؤتمر القمة العربية في بغداد قد شكّل لحظة اغتيالٍ للروح الوطنية، فإن ساعة الحقيقة بالنسبة للنظام "الانتقالي" الجديد آتية لا محالة. ستأتي اللحظة التي يُعرّى فيها هذا النظام أمام استحقاق واضح: إما الانزلاق نحو التطرف المعادي للقيم الإنسانية، أو الانتقال القسري نحو ليبرالية سطحية لا تملك الجذور، مجرد قشرة تُسقطها أول عاصفة صدق.
وفي تلك اللحظة، سيظهر عجزه البنيوي عن تمثيل مشروع دولة، وسينكشف وجهه التكفيري الإرهابي، حتى أمام أكثر الداعمين صمتًا أو تغاضيًا. ومن أبرز مظاهر هذا العجز، افتقاره التام للاستقلالية السياسية، إذ لا يزال أسيرًا لإملاءات تركيا وأدواتها، عاجزًا عن تجاوز وصايتها. كما يظل متمسكًا بوهم "المطلق المركزي"، متخيلًا الدولة المركزية كقيمة مطلقة لا تقبل الجدل، وكأنها تجلٍّ دنيوي لمطلقٍ إلهيّ، لا يُمس. هذا في الوقت الذي يُظهر فيه براغماتية انتقائية تجاه شروط أمريكا وإسرائيل، متخفيًا خلف مطالب مبهمة لدول عربية، لا تمتلك حتى رؤية موحدة لمستقبل سوريا.
ومع ذلك، لا تزال أمام النظام الجديد فرصةٌ متأخرة لإنقاذ ذاته، إن امتلك الجرأة وتحرر من الهيمنة التركية، وتجاوز وهم المركزية المطلقة، واعترف بحقوق كافة مكوّنات سوريا، وفي مقدمتها الشعب الكوردي، في إطار نظامٍ فيدرالي لا مركزي، يُكرَّس في الدستور الدائم، لا كمساومة ظرفية، بل كقاعدة وطنية للعدالة السياسية والشراكة الحقيقية. فذلك وحده ما قد يمنحه بعض الشرعية، ويحول دون أن يكون مجرد نسخة مشوّهة عن أنظمة الانهيار السابقة.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
18/5/2025



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيدرالية أو إعادة إنتاج الظلم
- حين تصبح الحقيقة جريمة
- تحوّل عالمي في التعامل مع القضية الكوردية
- قراءة في العداء للكورد في زمن الانهيار الأخلاقي
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- أسعد الشيباني من فقه الإرهاب إلى فقه العنصرية باسم سوريا
- الذكاء الاصطناعي جناح الأدب ومطرقة المتخلفين عن الحضارة
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- دماء هفرين خلف تُهان من جديد عندما يُكافأ الجلاد باسم التغيي ...
- استقلال غربي كوردستان خيار استراتيجي في مواجهة الاستبداد الت ...
- من أنياب الأسد إلى مخالب داعش سوريا تُسْلَب من جديد
- أنا الكوردي وهذا وسامي
- ترامب يحرق العالم في مئة يوم الدولة العميقة العصرية تبتلع ال ...
- المؤتمر الوطني الكوردي أسقط القناع عن الحكومة السورية الانتق ...
- سوريا بين صراخ العنصرية ومسيرة الحرية
- الكورد والوطنية الحقيقية والفرصة التي توشك أن تضيع
- كلمة شكر وتهنئة بمناسبة انعقاد والإنجاز التاريخي الناجح للكو ...
- حين يصبح الإرهاب شريكًا سياسيًا نداء إلى الحراك الكوردي
- حين يصبح الكوردي سلاحًا ضد الكورد
- نداء إلى المؤتمر الوطني الكوردي


المزيد.....




- مع سعي ترامب لضمّها.. الملك تشارلز: كندا تواجه لحظة حرجة
- المحكمة العليا في السعودية تعلن موعد الوقوف بجبل عرفة وعيد ا ...
- قديروف: مقاتلو قوات أحمد قاموا بتدمير -الجهاز العصبي- للقوات ...
- بعد 40 يوماً من العتمة.. اتفاق مصري سوداني ينهي أزمة الكهربا ...
- مصر تُعلن عن اكتشاف ثلاث مقابر أثرية في الأقصر
- الآلاف يقتحمون مركز توزيع المساعدات في غزة، والجيش الإسرائيل ...
- رئيس الحكومة اللبنانية من دبي: نريد بلدًا يمتلك قراره في الس ...
- الكوليرا تعصف بالسودان: 172 حالة وفاة خلال أسبوع وسط انهيار ...
- سباق تسلح جديد بين الهند وباكستان: الطائرات المُسيّرة تدخل س ...
- وقت إضافي لشركات صناعة السيارات.. فهل تتحقق أهداف المناخ الأ ...


المزيد.....

- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - النظام السوري الانتقالي بين الوصاية التركية وسقوط الأقنعة