أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام جواد - أحلام القزم باستعادة القرم














المزيد.....

أحلام القزم باستعادة القرم


وسام جواد

الحوار المتمدن-العدد: 8353 - 2025 / 5 / 25 - 20:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوقت الذي تجري فيه محاولات إطفاء سعير نيران الحرب الروسية – الاوكرانية، واستعداد روسيا للتفاوض من أجل حل الأزمة القائمة بين البلدين، تنطلق بعض الأصوات النشاز، كصوت النائبة المتطرفة في مكتب زيلينسكي، إيرينا فيريشوك، الداعية الى"إعداد أطفال اوكرانيا لحرب طويلة مع روسيا تستمر لا لسنوات، وإنما لقرون" بدلا من العمل المطلوب لتجنب ويلات الحروب.
ولا شك بأن لهذه الدعوة المفعمة بالحقد والكراهية، جذورها العميقة الممتدة لسنوات سحيقة، رغم السنوات والعقود في ذل أقصى الجهود لتلطيف أجواء العلاقات بين روسيا واكرانيا، التي اتجهت نحو التوتر بعد قرار نيكيتا خروتشوف ضم القرم الى اوكرانيا في شباط 1954، وقراره اطلاق سراح الآف القوميين البنديريين عام 1955 (نسبة الى الخائن والمتعاون مع النازية اسطيفان بنديرا)، المعروفين بتعصبهم القومي وكراهيتهم للروس، وتعاونهم الوثيق مع النازيين .
لم يكن القرم روسيا ولا أوكرانيا. وقد عُرِف قديما بـ "توريكا" نسبة الى قبائل التورينا التي استوطنت فيه قبل الميلاد. وقد استخدم اليونانيون والرومان نفس التسمية، بعد ان استقروا هناك في القرن الرابع والخامس والسادس قبل الميلاد. أما التتار فقد اطلقوا على شبه الجزيرة تسمية القرم التي تعني "القلعة" باللغة التركية، وبقي هذا الإسم الى وقتنا الحاضر.
خاضت الامبراطورية الروسية عدة حروب مع الدولة العثمانية، خرجت منها منتصرة. وتم خلالها ضم شبه جزيرة القرم، الى روسيا القيصرية بقرار من الإمبراطورة الروسية، يكاترينا الثانية عام 1783، منهية بذلك، حكم خانية القرم، الذي اتخذ من قصر بخشي السراي ( ليس بعيدا عن مدينة العاصمة سيمفيروبل ) مقرا لحكم دولة مستقلة شكليا، وخاضعة عمليا لسيطرة العثمانيين .
لم تتمكن الامبراطورية الروسية بعد ضمها القرم، من توطيد علاقات جيدة مع السكان الاصليين، وتعاملت معهم بشيئ من الفوقية، جعلت الحذر يشوب العلاقة بين الروس والتتار، الذين شكلوا النسبة الأعلى من السكان في بداية القرن العشرين. لكن هذه النسبة أخذت بالتضاؤل بعد توجه أعداد كبيرة من الروس للعيش هناك، وتعرض التتار الى مضايقات وتهجير قسري خاصة في فترة الارهاب الستاليني، تحت اشراف الجلاد لا فرينتي بيريا، الذي قاد حملة العار ضد التتار بوضح النهار بحجة التعاون مع الاحتلال النازي، رغم خدمة 35 الف من تتار القرم في الجيش الأحمر، وما مجموعه 60 ألف مقاتل في مختلف الجبهات، وحرق 127 قرية للتتار أثناء إحتلال القرم ( لو أنهم كانوا متعاونين مع المحتل كما ادعى بيريا، لما أحرقها النازيوين). ورغم ترشح 18 مقاتل تتاري للحصول على لقب بطل الاتحاد السوفيتي، ناله 6 مقاتلين فقط ، كان من بينهم الطيار الاسطوري، أحمد خان سلطان، بطل الاتحاد السوفيتي مرتين، وعبد الرحيم رشيد. لكن ذلك كله، لم يشفع في تجنب جريمة العقاب الجماعي بالترحيل الفوري لأكثر من 200 ألف مواطن من تتار القرم في 18 آيار 1944 بأمر من ستالين، وتنفيذ بيريا.
واذا كان لا بد من ذكر تعاون بعض التتار مع الاحتلال، فليس من الانصاف حجب حقيقة تعاون حوالي 300 ألف من الروس و 250 الف من الاوكرانيين مع القوات النازية، حيث عملوا في مجال الاستطلاع والتخريب، وقتل وترويع المدنيينن، وهو ما ما يدل على ان الخيانة، لا ترتبط قطعا، بشعب دون غيره. فالخيانة (السياسية،الاجتماعية، والدينية ) كانت ولا تزال، كالخنجر في خاصرة المجتمعات، يلجأ اليه فرد، أو عدد من الأفراد في الأوقات الحرجة. وكان اتهام لافرينتي بيريا لشعوب القفقاز وتتار القرم بالتعاون مع المحتل النازي، إتهاما سخيفا، سُخف موجههِ.
يشكل الروس حاليا حوالي 58.32%. والاوكرانيون حوالي 24 % والتتار حوالي 12-13 % من مجموع سكان القرم، وما عدا ذلك يخص المجاميع الإثنية الأخرى (اليونانيين، الأرمن، اليهود، الألمان وغيرهم ). وقد أعاد استفتاء عام 2014 تبعية القرم لروسيا الفيدرالية، كأمر واقع لا يمكن تجاهله، خاصة من الجانب الاوكراني، الذي لم يكن له أي دور في الحروب الروسية التركية للسيطرة على القرم، والتي انتهت باعتراف الخانية (وإن كان على مضض) بسيطرة روسيا القيصرية على القرم وتبعيته لها.
لقد كان قرار ضم القرم الى اوكرانيا، من الأخطاء الفادحة، التي ارتكبها خروتشوف في فترة قيادته الغبية للإتحاد السوفيتي. وما أعداد القتلى والجرحى الكبيرة في مختلف جبهات القتال بين روسيا واوكرانيا،التي رافقها اصرار الولايات المتحدة والناتو واللوبي (الخفي والمُعلن) على دعم عصابة كييف، سوى محاولات يائسة وبائسة لإطالة أمد الحرب، بهدف إضعاف روسيا عسكريا واقتصاديا وسياسيا، الأمر الذي لم، ولا، ولن يتحقق

موسكو
25.05.2025



#وسام_جواد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوبى لأهلِ العزم والبأس ومَن لم يَستسلمَ يوما لليأس
- الأسباب التاريخية لإنهيار الاتحاد السوفيتي (5)
- الاسباب التاريخية لانهيار الاتحاد السوفيتي (4)
- الأسباب التاريخية لإنهيار الإتحاد السوفيتي (6)
- الأسباب التاريخية لإنهيار الاتحاد السوفيتي (2)
- الأسباب التاريخية لإنهيار الاتحاد السوفيتي (1)
- الأسباب التاريخية لإنهيار اللاتحاد السوفيتي (3)
- العدالة والنذالة
- 7،4،2 وحقيقة نهاية الدكتاتور
- جرائم الإبادة الجماعية
- لِمَ كل هذا العداء لروسيا ؟
- طبولُ الحربِ لن تُقرَع
- قصة لها بداية مجهولة النهاية
- إحذروا العدوان يا قادة إيران
- لا يُصلِحُ الكذِبُ ما فسَد فكفى هذا اللغو يا رَغد
- يومنا المؤلم وغدنا المظلم
- واقع الأحزاب الشيوعية العربية بعد أنهيار الأتحاد السوفييتي
- واقع الأحزاب الشيوعية العربية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي
- دور الانتهازيين في السياسة والدين
- الى اين نحن ذاهبون ؟


المزيد.....




- مع سعي ترامب لضمّها.. الملك تشارلز: كندا تواجه لحظة حرجة
- المحكمة العليا في السعودية تعلن موعد الوقوف بجبل عرفة وعيد ا ...
- قديروف: مقاتلو قوات أحمد قاموا بتدمير -الجهاز العصبي- للقوات ...
- بعد 40 يوماً من العتمة.. اتفاق مصري سوداني ينهي أزمة الكهربا ...
- مصر تُعلن عن اكتشاف ثلاث مقابر أثرية في الأقصر
- الآلاف يقتحمون مركز توزيع المساعدات في غزة، والجيش الإسرائيل ...
- رئيس الحكومة اللبنانية من دبي: نريد بلدًا يمتلك قراره في الس ...
- الكوليرا تعصف بالسودان: 172 حالة وفاة خلال أسبوع وسط انهيار ...
- سباق تسلح جديد بين الهند وباكستان: الطائرات المُسيّرة تدخل س ...
- وقت إضافي لشركات صناعة السيارات.. فهل تتحقق أهداف المناخ الأ ...


المزيد.....

- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام جواد - أحلام القزم باستعادة القرم