طارق الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 8351 - 2025 / 5 / 23 - 02:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تسعى الدول التي تحترم مواطنيها جاهدة لتقديم افضل الخدمات لهم وتخفيف معاناتهم ، على عكس ما يحصل في عراق ما بعد 2003 وما اسس له الاحتلال من صيغ وممارسات محاصصاتيه اتاحت الفرص للاحزاب الاسلاموية استلام السلطات فاشاعت الفساد وحرمت المواطن من ابسط الخدمات .. لا نريد ان نطيل في المقدمة وندخل في صلب الموضوع فنقول ان المواطن في اغلب دول الجوار ومهما كان نوع النظام فيها وفرت خدمات كثيرة للمواطنين من دون تكليفه بمراجعة دوائر الدولة فتصله هويه التقاعد او هويه الاحوال المدنية الى المنزل من غير عناء .. في العراق كما يبدو كل شيء بثمن لايستطيع كثير من المواطنين دفعه ليحصلوا على خدمات من هذا النوع .. وقبل ايام حدثتني مواطنة قائلة انها استبشرت خيراً عندما علمت بوجود خدمة (vib ) للحصول على البطاقة الوطنية الموحدة من دون ان تكلف نفسها عناء مراجعة الدائرة التي تصدر مثل هذه البطاقات .. وتضيف حاولت ان اتصل هاتفياً من دون جدوى فاضطريت الى تكليف احد اقاربي لمراجعة دائرة الاحوال المدنية والاستفسار منهم عن سبل تقديم هذه الخدمة وكم عليها ان تدفع لقائها .. عاد قريبي وهو مصدوم ليخبرني بان ثمن هذه الخدمة ولكي يحضر الموظف المختص للبيت واصدار البطاقة الوطنية هي 250 الف دينار .. المبلغ ليس بالقليل خاصة وان راتبي التقاعدي هو 600 الف دينار !!
السؤال الذي يطرح نفسه من يستطيع ان يتمتع بهذه الخدمة وبهذا السعر يا رئيس الوزراء ؟
انها خدمة كما يبدو وضعت للمترفين اصحاب الاموال والنفوذ وان علينا نحن المساكين ان نعاني من الروتين وننتظر مزاج هذا الموظف او ذاك مع جل احترامي لكل موظف نزيه يحرص على اداء واجبه باخلاص لخدمة المراجعين .. ياسادة زعماء الاحزاب الاسلاموية ويا مسؤولين اتقوا الله في المواطنين وارحموهم فهل يعقل انه وبعد اكثر من عشرين سنة تعجز الحكومة عن توفير شيء من الخدمات فمن المخجل ان نبقى نعاني من تردي ايصال الكهرباء ومن ماء اسالة مشكوك في نقاوته وحرمان من الخدمات الصحية والتعليمية وازمات لها اول وليس لها اخر .. ايها السادة خدمة ( vib) للحصول على البطاقة الوطنية كما يبدو وضعتموها للمترفين وما على المساكين الا الانتظار واستمرار المعاناة .. فمتى تلتفتون الى وجع المواطن المضحي الفقير ؟ متى ؟!
#طارق_الجبوري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟