أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - سمو شباب تشرين… مهانة أعدائهم !














المزيد.....

سمو شباب تشرين… مهانة أعدائهم !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 8350 - 2025 / 5 / 22 - 04:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سقطة النائبة البرلمانية عالية نصيف جاسم مدوية، ليس فقط لأنها أساءت لتضحيات عراقيين، مثلوا أسطع ومضة مضيئة في التاريخ الوطني العراقي الحديث وبالخصوص فترة ما بعد سقوط نظام الدكتاتورية البائد، بل لأنها عكست الحقد المكنون لأحزاب سلطة قتلت بوحشية وبدم بارد شباب عزل، من أبناء جلدتهم، طالبوا بحقهم في وطن يحتويهم ودولة مواطنة مدنية، تطمّن مطامحهم وتحفظ حقوقهم.

بادعاءات السيدة النائبة الافترائية ضد الانتفاضة وشبابها، فضحت حقيقة وجه الطرف الثالث القبيح، وأنه من جنس أحزاب السلطة وأسلوب تفكيرها.

اعتذارها لاحقاً لا قيمة له، ولا يمكن تصديقه، فهي محامية قبل أن تكون نائبة برلمانية وذي تجربة سياسية في حزب الدعوة ( دولة القانون )، مهنتها تستوجب معرفة عالية باللغة وتعابيرها، تختار الكلمات وتوزن الكلام، لتوظيفها في الإقناع، كما أن تعاطيها السياسة يجعلها ضليعة في التحليل وصياغة الأفكار. أي أن تصريحها لم يكن مجرد هفوة أو سقطة أو زلة لسان، انما هي قناعة راسخة معشعشة في وعيها الباطن، خصوصاً وان هذا الخطاب الحاقد على الانتفاضة وشبابها هو موقف سياسي روتيني معتمد تلوكه أفواه قادة الإطار التنسيقي الشيعي والميليشيات التابعة له، ومن يطبل لهم من معممين و أفندية… لسان حالهم يقول : " عض قلبي ولا تعض سلطتي ". وسبق أن صرح أحد قادتهم : " لن نسلمها للزعاطيط " ! وكأن الشعب أراد القضاء على مدينتهم الفاضلة !

لذا لا غرابة بأن تجمع النائبة البرلمانية عالية نصيف جاسم، كما هي عادتهم، في سلة واحدة شباب انتفاضة تشرين الشعبية 2019 المجيدة بأفقها المدني التنويري مع نقيضها من مخرجات وإفرازات تقيأتها عصور الظلام وعقد الطوائف - داعش والقاعدة ثم تقوم بوضعهما معاً في خلّاطها المحاصصي البائس.

خلطة العطار هذه التي أرادتها، مسمومة وذات عطن يزكم الأنوف ! نحتاج غربلة ونخل لهذه الخلطة وفرز تباين قيم وأفكار وآفاق شباب الانتفاضة وأعدائهم من التكفيريين والطائفيين وذيول الأجانب.
وقبل كل شيْ من مع من ؟ والقواسم المشتركة بينهما.

الانتفاضة وشبابها أرادوا وطناً حراً بينما أعدائهم من الطرفين لا يعترفون بالأوطان.
شباب الانتفاضة وطنيون عراقيون قلباً وقالباً بينما أعدائهم، أما من شذاذ افاق أو ذيول للأجنبي.
رفع شباب الانتفاضة اسم العراق عالياً، وسطروا تاريخاً مجيداً للعراقيين جميعاً, بينما اعدائهم جاؤوا له بالهوان والخوّر والتفريط.
شباب الانتفاضة وحدوا المجتمع في ملحمة شعبية مجيدة، بينما أعدائهم قسموا المجتمعات ومزقوا الأوطان.
شباب الانتفاضة مدنيون يريدون دولة مواطنة تحتضن الجميع، بينما أعدائهم أسسوا لدولة بلون طائفي و قيمي وسلوكي إرهابي واحد مقيت.
شباب الانتفاضة تنويريون حداثيون، نهضوا بالوعي والثقافة والسلوك، بينما أعدائهم ماضويون متخلفون، همجيون، أعداء للفكر والتفكير.
أطلق شباب انتفاضة تشرين مهرجان احتجاج ورفض شعبي عارم مضاد لمناهجهم وسياساتهم في العزل والتهميش، وإرادات تركيع الشعب. لهذا قرروا اغتيالها جسديا ومعنويا.
شباب انتفاضة تشرين أطاحوا بكل مسلماتهم التكفيرية والطائفية والفئوية، بينما هم أرادوا تكريسها بالذبح والتنكيل والتشويه.
شباب الانتفاضة سلميون، ولطالما صدحت حناجرهم أمام القوى القمعية : سلمية… سلمية ! بينما يشحذ أعدائهم المدي وتكدس بنادق القنص و دخانيات فلق الرؤوس، والسيارات المفخخة والعصابات المسلحة والميليشيات.
شباب الانتفاضة لم يهتفوا لأجنبي دخيل بينما أعدائهم كانوا صنيعة الغرباء ورافعي راياتهم ومنفذي أجنداتهم.

خرجت عن هذه الغربلة، صورة واضحة للحقيقة :
الكل سيدرك أن فكر وقيم وسلوك شباب الانتفاضة في صراع تناحري مع فكر أعدائهم المأزوم.

تلتقي القاعدة وداعش وأحزاب الطائفية السياسية الشيعية وكل اسرى غوانتانامو الهوس الديني، في مواضع جمة، تجمعها قواسم مشتركة… فهي تتفق على ايديولوجية الكراهية ومفرداتها بتطابق تام.
وبمجرد حذف تفصيل طائفي او فقهي هنا أو هناك… أو رفع طراطيش عقائدية - روافض ونواصب - تتكشف لنا طبعة واحدة بنسختين…
الظروف السائدة في لحظة معينة وبيئة ما، قد تظهر التباين في التطبيق، ولكن قلوب الغل والحقد الأسود هي ذاتها مع توافق في تكفير من لا يستظل بظلالها القاتمة.

كما أن من أخطر اتهاماتها، المحملة بسميّة عربيد وحقد عقرب صفراء، لشباب الانتفاضة، العلاقة بمشروع صهيو - أمريكي مزعوم... وهو تخرص باطل وهذيان ادراكي، لأن مطالبهم وطنية داخلية بالتمام !

انها بهذا التصريح تحرض علناً على القتل والتنكيل…

وليس أمراً خافياً أن أحزاب السلطة وقادتها، هم من جاؤوا " كجلمودِ صخرٍ… هدّهُ السيلُ من علٍ " على ظهر الدبابات الأمريكية، وليس غيرهم، وسلمهم الامريكان السلطة بطبق من ذهب .. وانجزوا ما لم يحلم أعداء العراق به، بعد أن دمروا البلاد وقدراتها وقسموا كعكتها بينهم واهدوها بأنفسهم كلقمة سائغة للصهاينة، ونالوا مكافأتهم بعدم التعرض لقياداتها الميليشياوية.

لقد كان رد فعل شباب الانتفاضة وكل العراقيين على الافتراءات الأثيمة للنائبة إياها ومن يذهب مذهبها, في التوجه إلى ساحة القضاء، لردع واخراس كل متجاسر على أبناء الوطن وتضحياتهم من قبل ذيول الأجنبي، سارقي حاضر ومستقبل العراقيين وقاتليهم.

… مرسومة بجلدنا ذيج الأنياب،
الجرح لو طاب هم يترك نياشين !

للشاعر الكبير كاظم اسماعيل الگاطع



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصفحات المطوية من وقائع الحرب العالمية الثانية - انتفاضات ب ...
- عبد المحسن السعدون… محمد شياع السوداني - تناقض المواقف !
- انشقاقات لأغراض انتخابية !
- إيران بين خيارين - الحرب الطاحنة أو الإذعان المهين !
- حرب كريهة مدمرة, لا نتمناها لأحد !
- بالربيع التركي خسروا مرتين !!!
- عقوبات ترامب ولا حساب الشعب !!!
- التغيير القادم… شكوك ومخاوف !
- - تعديل قانون يراعي الشريعة ويجافي الإنسان - !
- زيارة مسعود البارزاني لبغداد - غموض… تعتيم… جحود !
- إيتمار بن غفير - فاشي من هذا الزمان !
- بقي بايدن… عاد ترامب - يك* حساب !
- العالم على كف عفريت !
- من يضع بيضه في سلّة أمريكا.. خسران !
- هل أمسك نتنياهو بخيط الضوء الذي في آخر النفق ؟
- العراق - بلد نفطي بنزينه غالٍ وغازه مُبدد !!!
- بولونيا - انتخابات ليست على مرام اليمين !
- ساميّة… لا ساميّة !!!
- إتيكيت انتخابي !
- هستيريا الصغار من أفعال الكبار !


المزيد.....




- -عيدين بعيد- نانسي عجرم في صورة مع ابنتها ميلا احتفالا بعيد ...
- تقرير يكشف -المفارقة الصادمة- في هجوم واشنطن ومقتل موظفَي سف ...
- مؤتمر صحفي لنتنياهو.. ماذا قال فيه عن غزة؟
- إطلاق نار يقتل موظفيْن في سفارة إسرائيل بواشنطن ونتنياهو يق ...
- ماذا نعرف عن مطلق النار على موظفي السفارة الإسرائيلية في واش ...
- تحت تهديد السلاح... احتجاز محافظ السويداء السورية مقابل الإف ...
- ماذا نعرف عن قصف إسرائيل لمدرسة موسى بن نصير في غزة؟ | بي بي ...
- ماذا نعرف عن محمد السنوار الذي -رجّح نتنياهو مقتله-؟
- فيرنانديز: لا أنوي الرحيل عن يونايتد ولكن النادي قد يضطر لبي ...
- بعد تعرض سفيرها لإطلاق النار.. مصر تطلب توضيحا من إسرائيل


المزيد.....

- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - سمو شباب تشرين… مهانة أعدائهم !