أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عبد اللطيف سالم - بُكاءٌ قصيرُ الأجل في حَضرةِ العائلة














المزيد.....

بُكاءٌ قصيرُ الأجل في حَضرةِ العائلة


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 8349 - 2025 / 5 / 21 - 08:09
المحور: الادب والفن
    


أُريدُ أن أبكي..
هكذا ببساطةٍ..
تِلقائيّاً..
بكاءً قصيرَ الأجل
دونَ حُزنٍ مُلفَّقٍ
بل وحتّى
دونَ سبَبٍ
مُقنِعٍ للبكاء.
أُريدُ أن أبكي..
كما يحدثُ في مآتمنا
القابلةُ للنَقضِ
أو كما يحدثُ
في مَقبَرةٍ عامِرَةٍ بالسلام.
أُريدُ أن أبكي فقط..
وأسمعُني وأنا أفعلُ ذلكَ
دونَ عويلٍ إضافيٍّ
وأذرِفُ شيئاً اسمهُ الدَمع
بينما عينايَ
هيَ أوّلُ المُصابينَ بالدهشةِ
ممّا يحدثُ لي..
و لَها طبعاً.
أُريدُ أن أبكي بسلاسَةٍ
مُشتَرِطاً على هذا البكاءِ
أن يكونَ بديهيّاً
مثلُ أيِّ شيءٍ بديهيّ
وأن لا يكونَ لهذا الأسى
وجهُ مُختَلِفٌ
يضحكُ في وجهي.
أريدُ أن أبكي
بأقصى طاقةٍ على الفرح
ما تزالُ لديّ
هكذا..
مثلُ نملةٍ شاردةِ الذِهنِ
تتمَشّى بهدوء
بينَ أرجُلِ العائلة.
أُريدُ أن أبكي
مثلُ خُذلانٍ كبير
لسمكةٍ صغيرةٍ
تلبُطُ على الشاطيء
في انتظارِ آخرِ حبّةِ رملٍ
تعودُ ضاحِكةً إلى البحرِ
بينما النوارِسُ السود
تُزاحِمُ النملَ على الحَفر
فوق جِلدي.
أُريدُ أن أبكي
مع القليلِ منَ النساءِ
القديماتِ مِثلي
تلكَ الشَراكاتِ المستحيلةِ
في الدمعِ المالِحِ
والماءِ الحارّ.
تعالي الآنَ..
لنبكي.
ما هي المشكلة؟
لا تخافي من فائضٍ في المشاعِر.
سنبكي وحدنا.
ليسَ أمامَ الآخرين
بل وَحدَنا.. وَحدَنا..
في غرفتنا اليابِسة
في سريرنا الساكِت.
وعندما تغلقينَ بابَ الحضورِ علينا
ويُداهِمُ الليلَ غُصنَ الحديثِ
ستمنحينَ الغيابَ صوتاً
يشبهُ قُبلةً في فَمِ الأبد
نَعلِكُها معاً
و ننامُ معاً
إلى أن توقِظُنا الآلهةُ
التي لا تنام.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بداياتُ النهايات غيرُ السعيدةِ في بقيّةِ أيّامي
- تفاصيلُ موتٍ سعيد.. مُحزِنٍ جدّاً
- القيامةُ قامت وانتهى الأمر
- القيامةُ قامت.. وانتهى الأمر
- جيفارا في كُلِّ بيت.. وجيفارا في كُلِّ شارع
- العراقُ والعراقيّونَ والنصيبُ واليانصيب
- توقعات النمو الاقتصادي في العراق والبلدان العربية 2025-2026
- عن 1 آيار و2 آيار
- لا قلبٌ يَضحَكُ ولا عينٌ تمشي
- كُلَّهُ كَذِبٌ في كَذِبٍ في كَذِب
- عندما كنتُ في الابتدائيّة
- لا تكتُب عن الحرب
- عن أولئكَ الصِغارِ الذينَ راحوا.. ولن يعودوا
- بداياتُ النهايات غير السعيدة
- تفاصيل الخلاف بين الرئيس دونالد ترامب، وبين رئيس مجلس الاحتي ...
- هذا هو العالَم.. هذا هو أنت
- ليسَ في الأُفقِ ولا نخلةٌ واحدة
- رجلٌ أليف كالزجاجِ الشفيف
- فردةُ حذاءٍ واحدةٍ لا غير
- حروبُ العراق والعراقيّين وسلامُ الآخرين


المزيد.....




- مهرجان أفلام المقاومة.. منصة لتكريم أبطال محور المقاومة
- بعد أشهر من قضية -سرقة المجوهرات-.. الإفراج عن المخرج عمر زه ...
- الإمارات.. إطلاق أول نموذج ذكاء اصطناعي باللغة العربية
- 6 من أبرز خطاطي العراق يشاركون في معرض -رحلة الحرف العربي من ...
- هنا أم درمان.. عامان من الإتلاف المتعمد لصوت السودان
- من هنّ النجمات العربيّات الأكثر أناقة في مهرجان كان السينمائ ...
- كان يا ما كان في غزة- ـ فيلم يرصد الحياة وسط الدمار
- لافروف: لا يوجد ما يشير إلى أن أرمينيا تعتمد النموذج الأوكرا ...
- راندا معروفي أمام جمهور -كان-: فلسطين ستنتصر رغم كل الظلم وا ...
- جبريل سيسيه.. من نجومية الملاعب إلى عالم الموسيقى


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عبد اللطيف سالم - بُكاءٌ قصيرُ الأجل في حَضرةِ العائلة