أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - لاهاي تتنحى وكريم خان يأخذ إجازة... وغزّة تغرق في أنقاض الصمت!














المزيد.....

لاهاي تتنحى وكريم خان يأخذ إجازة... وغزّة تغرق في أنقاض الصمت!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8348 - 2025 / 5 / 20 - 22:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


في هذا الزمن القاسي، حتى العدالة تُصاب بالإرهاق. كريم خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، قرر أن "يأخذ قسطاً من الراحة" في لحظةٍ لا تعرف فيها غزّة حتى معنى كلمة "راحة".

فلنتحدث بجدية لحظة: التحقيق الداخلي في المحكمة، الضغوط الأمريكية، العقوبات التي سبق أن فرضها ترامب، والتلويح بتشريعات من الكونغرس لمعاقبة أي قاضٍ يقترب من "الحليف"، كلها ترسم صورة واضحة: المحكمة ليست مستقلة، بل محاصرة... تشبه سجيناً يُحاكم مجرماً حراً.

لم يكن تنحّي خان صدفةً زمنية. الرجل الذي أصدر مذكرة توقيف بحق نتنياهو ويوآف غالانت بتُهم جرائم حرب، يتراجع – ولو مؤقتاً – بعد أشهر فقط من تحركه التاريخي. وكأن الرسالة قد وصلته: "توقّف هنا، لقد اقتربت من المنطقة المحرّمة".
منذ متى أصبحت المحاكم تخاف من المتّهمين؟ منذ أصبح المتّهم يحكم دولةً نووية، ويملك مظلّة أمريكية.

غزّة، تلك الرقعة الصغيرة من العالم، باتت غرفة اختبار أخلاقيّة لهذا الكوكب. وكل مرة يرسب فيها هذا العالم.
فيها تُسفك الدماء بغطاء شرعي، يُمنع الطعام، والماء، والدواء، ويُقال: "إنها حرب على الإرهاب".
فيها سقط أكثر من 60 ألف شهيد، ويُطلب من الضحية أن تُثبت "نواياها السلمية".
بينما نتنياهو يتنقّل بين منصّات الإعلام واللوبيات في واشنطن، يطالب المحكمة بالتحقيق في "جرائم حماس"!
هل شاهدتم نكتةً أبشع من هذه؟

أسوأ ما في المأساة ليس سقوط العدالة، بل أن تضحك وهي تسقط.
المحكمة الجنائية الدولية، التي وُلدت بعد حروب أوروبا لتكون ضميراً للعالم، صارت جهازاً بيروقراطياً لا يختلف كثيراً عن أي وزارة في دولة نامية: يخضع للتمويل، ويخاف من العقوبات، ويُراعي "مشاعر الدول المؤثرة".

حتى حين تُصدر مذكرات توقيف، تتردّد:
– ترفض التحقيق في جرائم الاحتلال عام 2008.
– تتباطأ في ملف الاستيطان.
– وتحتاج سنوات لتقول: "هناك احتمال لوقوع جرائم حرب".

ما هذا التهذيب الدموي؟ هل تنتظر المحكمة موافقةً من نتنياهو لاعتقاله؟

طفل غزّة لا يحتاج إلى لجنة تحقيق ليثبت أنه فقد عائلته،
ولا يحتاج إلى قاضٍ يشرح له معنى "القصف العشوائي".
"طفل غزّة لا يعرف من هو كريم خان... لكنه يعرف جيداً ما تعنيه كلمة "صاروخ".
هو فقط يتمنى أن يسمع صوت العدالة، ولو مرة، يصرخ باسمه.
لكن المحكمة مشغولة بملفات "أقل توتراً"... كأوغندا، والكونغو، وكل تلك الأماكن التي لا تملك "فيتو أمريكياً".

نحن لا نعيش زمن العدالة، بل زمن التمثيل القضائي.
المحكمة صارت مسرحاً، والقضاة ممثلين، والمتّهمون يكتبون النصوص.
"أما الجمهور، فنحن: شعوب تُصفّق وهماً كلما صدر قرار، ثم نبكي في الظلام بعد أن تُطفأ الأنوار، ويُقصف الأطفال مجدداً."

لكن تذكّروا: الضحية حين تسقط، لا تسقط وحدها، بل تسقط معها شرعية هذا العالم.

[محمود كلّم] كاتب فلسطيني يكتُبُ في الشَّأنين السِّياسيِّ والوجدانيِّ، وَيُعنَى بقضايا الانتماء والهُويَّة الفلسطينيَّة. يرى في الكلمة امتداداً للصَّوت الحُرِّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النِّضال.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معين بسيسو... الشاعر الذي مات في المنفى وظلّ صوته في فلسطين
- خالد الحسين... أبو الشهداء حين مات الصَّبرُ ونام مسدسُ المَا ...
- فلسطين... خذلانٌ لا ينتهي ومفاتيحٌ لا تصدأ!
- من عُمق الغياب... الشهيد نزار بنات يخاطب محمود عباس (أبو ماز ...
- الجُوعُ... جنازةٌ يوميّةٌ في غزّة!
- غزة تتسلّم الطحين... إن بقي أحدٌ ليستلمه!
- إِهانةُ وطنٍ: عندما يُسلِّمُ النِّظامُ السوري رُفاتَ العدو و ...
- شيرين أبو عاقلة… سقوط الحقيقة في غابة الوحوش
- غزّة ومغولُ العصر... وقلوبُنا المُحصّنةُ بالصّمت
- غزّة وحدها في مُواجهة العالم
- كَشكَش يحرُسُ العدالة... وخليل نزار بنات ينتظرُ الغائبين
- وداعاً سكايب: رثاء لصوتٍ كان يعبر المسافات
- مخيّم شاتيلا يسقي غزّة: رسالةُ حُبٍّ من تحتِ الرُّكامِ
- الخُذلانُ يتكرّر... من جبل أُحد إلى رُكام غزّة!
- حين تُصبحُ النّكبةُ في غزّة خبراً بلا ذاكرة
- غزّة تنزفُ... واليمن آخرُ الأَوفياءِ
- هل يمُوتُ نوح في طُوفانه؟! فلسطين وثباتُ الأَنبياء
- غزّة… الشّجرةُ التي لا تنكسرُ
- من أَعماق القبر... الشهيد نزار بنات يُحاكمُ -رئيس الوزراء ال ...
- من تحت التراب... الشهيد نزار بنات يكتب لمحمد اشتية


المزيد.....




- دوروف يعلن استعداده للإدلاء بشهادته بشأن التدخل الأجنبي في ا ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يهدد بتوسيع العملية البرية في غزة وي ...
- نائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط: نزع سلاح حزب الله يجب أ ...
- ليبيا.. مجلس النواب يحدد الاثنين المقبل جلسة استدعاء لمرشحي ...
- اجتماع بلديات غرب ليبيا يدعو لتغيير الحكومة ويطالب المجلس ال ...
- الدفاع الروسية: إسقاط 15 طائرة مسيرة أوكرانية
- ترامب ردا على زيلينسكي: الرئيس الأمريكي وحده المخول باتخاذ ق ...
- شاهد.. فلسطيني يبصق في وجه ضابطة في الجيش الإسرائيلي.. والشر ...
- 8 أسئلة تشرح تفاصيل ما دار في اتصال ترامب وبوتين
- كوت ديفوار تستعد لاحتضان منشأة أميركية لتشغيل المسيّرات


المزيد.....

- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - لاهاي تتنحى وكريم خان يأخذ إجازة... وغزّة تغرق في أنقاض الصمت!