أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - غزة تتسلّم الطحين... إن بقي أحدٌ ليستلمه!














المزيد.....

غزة تتسلّم الطحين... إن بقي أحدٌ ليستلمه!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8340 - 2025 / 5 / 12 - 16:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


توزيع مساعداتٍ على وقع القصف: خطة "أمان وكفاءة" بنكهة دخان الفسفور!



في تطوّر دراماتيكي بطابعٍ من الكوميديا السوداء، أعلن السفير الأمريكي لدى الاحتلال عن آلية جديدة لتوزيع المساعدات في غزة، تمتدّ إلى 400 نقطة توزيع، وكأن سكان غزة بحاجة إلى مزيد من "النقاط" في لعبة البقاء على قيد الحياة.



ووفقاً للتصريحات، فإن الاحتلال لن يشارك في التوزيع المباشر، بل سيكتفي بدور "المتفرّج المسلّح" على حدود مناطق التوزيع. أما من سيتولّى تأمين المساعدات، فهم شركات أمن خاصة، ما يضفي طابعاً هوليوودياً على المشهد: مساعدات إنسانية بنكهة مرتزقة، وربما مشهد مطاردة بين علبة تونة وطائرة درون.



يُذكر أن الخطة مدنية بالكامل، وقد وافق عليها عدد من الشركاء الدوليين، بينما رفض آخرون مشاركة الاحتلال، ربما لأن من الصعب توزيع الحليب على طفل يختبئ من قذيفة.



اللافت أن الحديث عن "أمان وكفاءة" يأتي فيما لا تزال أصوات الانفجارات تشكّل الخلفية الموسيقية لعمليات التوزيع، وكأننا أمام تجربة واقعية لبرنامج "توب شيف"، ولكن مع تحدّي القصف والنجاة من المجاعة.



المجتمع الدولي – مشكوراً – يبدو أنه قرّر أخيراً التحرّك، ولكن بخطى محسوبة، ومؤتمراتٍ صحفية أكثر من أكياس الطحين.



أما سكان غزة، فهم مدعوّون لحضور عرض المساعدات الكبير، بشرط ألّا يكونوا قد دُفنوا تحت الأنقاض بعد.



وفي الركن الصامت من الخريطة، تتلو الحكومات العربية بياناً جديداً مليئاً بالحزن العميق، والقلق البالغ، مرفقاً بصورةٍ من قمة عربية في فندق خمس نجوم.

أما الشعوب، فقد اكتفت بإعادة تدوير المنشورات، ونشر دعاءٍ مصحوبٍ بمقطع مؤثر، قبل العودة إلى مسلسل تركي أو مباراة دوري.



العالم الإسلامي؟ لا يزال في طور التنسيق والاجتماع والتشاور، بانتظار فتوى تحدّد ما إذا كان إرسال بطانية يُعدّ تدخّلاً سياسياً.



وهنا، يدخل القانون الدولي متأخراً كعادته، يرتدي بدلته الرسمية، ويحمل في يده نسخة مهترئة من اتفاقيات جنيف، يتلوها بصوت جهوري لا يسمعه أحد تحت الأنقاض.



أما حقوق الإنسان، فقد تقاعدت مبكراً، وتحوّلت إلى ملصق تزييني في قاعة اجتماعات، يُشير إليه الدبلوماسيون وهم يمرّون نحو البوفيه المفتوح.



الغارات لا تُزعج القانون، بل تُرجئ فقط تنفيذ العدالة... إلى ما بعد الموت.



المساعدات قادمة، ولكن عليك أن تكون حيّاً لتستلمها، وأن تكون محظوظاً كي لا تُقتل أثناء انتظارها.

وكما يقول المثل الجديد في غزة:

"من عاش من القصف... مات من الطابور."



وهكذا، بينما يجتمع العالم في لجانٍ فخمة، ويختلف على لون الشاحنات التي ستحمل الطحين،

يبقى طفل في غزة يعدّ ما تبقّى من أقراص الخبز، كأنها أيامه الأخيرة.



قد تصل المساعدات، وقد تصل الكاميرات، وقد تصل التعازي،

لكن الأمل... غالباً ما يُحتجز على أحد الحواجز، بلا تصريح دخول،

ولا شفاعة من زعيمٍ عربي، أو مؤتمرٍ إسلامي، أو حتى جدارٍ يرحم.



[محمود كلّم] كاتب فلسطيني يكتُبُ في الشَّأنين السِّياسيِّ والوجدانيِّ، وَيُعنَى بقضايا الانتماء والهُويَّة الفلسطينيَّة. يرى في الكلمة امتداداً للصَّوت الحُرِّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النِّضال.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إِهانةُ وطنٍ: عندما يُسلِّمُ النِّظامُ السوري رُفاتَ العدو و ...
- شيرين أبو عاقلة… سقوط الحقيقة في غابة الوحوش
- غزّة ومغولُ العصر... وقلوبُنا المُحصّنةُ بالصّمت
- غزّة وحدها في مُواجهة العالم
- كَشكَش يحرُسُ العدالة... وخليل نزار بنات ينتظرُ الغائبين
- وداعاً سكايب: رثاء لصوتٍ كان يعبر المسافات
- مخيّم شاتيلا يسقي غزّة: رسالةُ حُبٍّ من تحتِ الرُّكامِ
- الخُذلانُ يتكرّر... من جبل أُحد إلى رُكام غزّة!
- حين تُصبحُ النّكبةُ في غزّة خبراً بلا ذاكرة
- غزّة تنزفُ... واليمن آخرُ الأَوفياءِ
- هل يمُوتُ نوح في طُوفانه؟! فلسطين وثباتُ الأَنبياء
- غزّة… الشّجرةُ التي لا تنكسرُ
- من أَعماق القبر... الشهيد نزار بنات يُحاكمُ -رئيس الوزراء ال ...
- من تحت التراب... الشهيد نزار بنات يكتب لمحمد اشتية
- غزَّة... حين يُكتَبُ التَّاريخُ بدم الشُّهداءِ
- من تحت التراب... رسالة الشهيد نزار بنات إلى حسين الشيخ!
- غزَّة وحدها... والأُمَّةُ في صمتِ الغِيابِ
- رئيس -زعَلَطي-… في حضرةِ الدمِ والخذلانِ
- ياسر عرفات(أَبو عمَّار)… آخرُ الرِّجالِ في زمنِ الانكسارِ
- طارق الدوخي… الذي نجا من المجزرة ولم يَنجُ من الغيابِ


المزيد.....




- نوايا.. مبادرة مصرية تحيي تراث الطهي من خلال جولات ريفية
- بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية.. المحاك ...
- بيان للحكومة السعودية عن زيارة ترامب للمملكة الثلاثاء
- الصليب الأحمر: الأسير عيدان ألكسندر في طريقه إلى نقطة التسلي ...
- مكتب نتنياهو: رئيس الوزراء اجتمع مع ويتكوف ووجه بإرسال وفد إ ...
- بن غفير: تلقينا دعما أمريكيا لفتح أبواب الجحيم على غزة
- الفصل الثامن والثمانون - غودفريد
- ترامب: نفكر بشكل جدي في تخفيف العقوبات عن سوريا
- ترامب يقول انه يفكر بالتوجه إلى إسطنبول حيث يعقد الاجتماع بي ...
- بعد مفاوضات مباشرة مع واشنطن.. حماس تقرر الإفراج عن الرهينة ...


المزيد.....

- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - غزة تتسلّم الطحين... إن بقي أحدٌ ليستلمه!