أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد عادل زكى - النيوليبرالية العربية: عن عبودية السوق واستقالة الدولة














المزيد.....

النيوليبرالية العربية: عن عبودية السوق واستقالة الدولة


محمد عادل زكى

الحوار المتمدن-العدد: 8348 - 2025 / 5 / 20 - 09:30
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في زمنٍ عَربيّ فريد، حيث تحوَّلت الدَّولة من "كيانٍ سياديّ" إلى مكتب خدمات استثماريَّة، وقد صار الْمواطن أصلًا من أصول الدَّولة، تندفع أنظمتنا العَربيَّة، بهمة مدير فرع بنك استثماريّ، إلى تبني سياسات الاقٍتصَاد النيوليبرالي، لا عن اقتناعٍ نظريّ أو فهم تاريخي، بل عن طاعة عَمياء لأوامر "السيد" في واشنطن أو لندن. لقد هجرت الدَّولة العربيَّة مهامها التَّاريخيَّة، وتخلّت عن أدوارها السياديّة، لتتحول إلى وسيطٍ عقاريّ يعرض خدمات الصّحة والتَّعليم والطَّاقة والمياه والبشر في بورصة الْأسواق الدوليَّة. كل شيء صار مباحًا: من خصخصة المستشفيات، ورفع الدعم عن الخبز، إلى خنق العامل بـ"كود الضمان الاجتماعيّ"... والمواطن؟ لا يزال يُطلب منه أن يصبر، أن يشد الحزام، أن "يفهم" تعقيدات السُّوق الحرة! ألم يكن من الأجدر أن نعلن الوظائف الحقيقية لوزاراتنا؛ وزارة التربية: يمكننا تسميتها "مركز تنمية الرَّأسمال البشريّ". وزارة الصَّحة: "وحدة استدامة جسد العامل". وزارة الداخليَّة: "شركة تأمين ضد الاضطرابات الاجتمَاعيَّة". أما وزارات الثقافة، فأصبحت مكاتب علاقات عامة للنظام، وظيفتها تنظيم مهرجانات "للإبداع الرَّأسمالي" وتنظيف وجه الاستغلال باسم "الفن"، أو باسم "ريادة الأعمال" الَّتي أمست بديلًا محترمًا لكلمة "البطالة". لقد استباحت الأنظمة العربيَّة مفردات النيوليبرالية حتى الثمالة، فصرنا نسمع عن "إعادة الهيكلة"، "تحفيز السُّوق"، "توسيع قاعدة المستثمرين"، دون أن نسمع ولو لمرة واحدة عن "إعادة توزيع الثروة"، أو "العدالة الاجتماعيَّة"، أو حتى عن "كرامة الإنسان"! يبدو أن الكرامة في زمن السُّوق لا تُسوَّق جيدًا، ولا تُدرّ عائدًا يُذكر. والمفارقة أن مَن يقود هذه السّياسات هم نُخب ارتدوا بدلات مُقاسة على مقاس صندوق النَّقد، يتحدثون بلغةٍ لا يفهمها أحد سوى مدير البنك المركزيّ أو المستشار الماليّ الْجديد، ويخطبون في الشعب عن "العبور إلى المستقبل" بينما الشعب نفسه يعبر يوميًا إلى القبور. في هذا المشهد المأساوي الهزليّ، لا نملك إلا أن نسأل: متى ترفع هذه المجتمعات راية العصيان على عبودية السُّوق؟ متى تخرج من سُباتها التَّاريخيّ وتكفّ عن استهلاك أوهام التنمية؟ متى تفهم أن الرَّأسماليَّة، لا سيما في نسختها النيوليبرالية، ليست وصفة للنهضة، بل مرض مزمن يُصيب الدول الَّتي لم تصنع تاريخها بنفسها، فتبتلعها المؤسَّسات الدوليَّة، للإبادة الإنسانية، كما يبتلع الثقب الأسود كل ضوء؟ لكننا، للأسف، نعيش في بلاد لا تريد أن تعيد إنتاج تاريخها، بل تستورده جاهزًا، ملفوفًا في ورق نقدي أخضر، مختومًا بختم: "معتمد من السُّوق الحرة".



#محمد_عادل_زكى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النخَّاس الجديد: كيف تعيد الإمبريالية صياغة هويتنا وتراثنا؟
- من الكنيسة إلى الجامعة: استمرار أدوار الهيمنة بصيغ جديدة
- في الطبيعة الاقتصادية للأسهم
- نقد وظائف النقود
- في الربا والفائدة
- الطبيعة القانونية للودائع المصرفية
- الطبيعة القانونية للودائع النقدية
- التَّخلُّف الاجْتماعيّ والاقْتِصَاديّ للبَاحث المغربيّ مُحمّ ...
- نقد الاقتصَاد السّياسي، مُقدمة الطبعة الألمانيَّة
- في ضلالات الذهن الاقتصادي العربي
- ما هو الرأسمال؟
- نهاية الاقتصاد السياسي
- نقد الاقتصاد السياسي، مقدمة الطبعة السودانية
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج
- (قِيمَة/ زَمَن)
- المزيدٌ من الشَّرح لدور الزَّمن في تكوين القيمة
- نقد الريكاردية في تفسير التبادل الدولي
- طريقين إلى روما...النهاية الواحدة دائمًا، بقلم لوجينا صادق
- نقد نظرية التبادل غير المتكافىء
- تصحيح مقياس القيمة


المزيد.....




- مداخلة النائبة البرلمانية الرفيقة لبنى الصغيري، باسم فريق ال ...
- -العمال الكردستاني- يقدم أوجلان كبيرا لمفاوضيه مع أنقرة ويطا ...
- حزب التقدم والاشتراكية ينعي وفاة الرفيق جلال عبد الكبير، رئي ...
- -أيقونات الأفيون-.. أول معرض فني يوثّق كيف حاربت الشيوعية ال ...
- بعد حل -العمال الكردستاني- ودعوة أوجلان.. الحزب الكردي في تر ...
- حول القمة العربية في بغداد!
- رسالة المجلس المستقل لعمال الكهرباء بمناسبة الأول من آيار ، ...
- بمناسبة يوم العمال العالمي – صفحات من تاريخ الحركة العمالية ...
- الإسلاميون والمشروبات الكحولية
- تصاعد المانوسفير (الفضاء الذكوري) و اليمين المتطرف


المزيد.....

- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد عادل زكى - النيوليبرالية العربية: عن عبودية السوق واستقالة الدولة