أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - القمم العربية مابين قمة دمشق وقمة بغداد














المزيد.....

القمم العربية مابين قمة دمشق وقمة بغداد


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8346 - 2025 / 5 / 18 - 14:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مارس 2008، وقف الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في قاعة القمة العربية بدمشق، ليلقي خطابًا مختلفًا عن بقية القادة، خطابًا ارتجاليًا حادًا، خارجًا عن النصوص الرسمية والأعراف الدبلوماسية، موجّهًا رسالة مشفرة وصريحة إلى نظرائه من الزعماء العرب. لم تكن كلماته نابعة من عبث، بل حملت رؤية تحذيرية حادة لما ينتظر العالم العربي من مصير مظلم، على يد ذات القوى التي كانت تُعلن صداقتها لهم: أمريكا، والغرب.

أشار القذافي في حديثه إلى العراق، البلد الذي كان يُعدّ حليفًا قويًا للولايات المتحدة في حربه ضد إيران، قبل أن تنقلب عليه وتحتله وتُسقط نظامه وتُعدم قائده صدام حسين. هذا التناقض في السياسات الغربية، حسب القذافي، ليس استثناءً بل نموذجًا، وأن القادة العرب، وإن كانوا اليوم "أصدقاء" للغرب، فإن مصيرهم في النهاية سيكون مشابهًا، إذا ما اقتضت المصالح ذلك.

ما قاله القذافي لم يكن نبوءة بقدر ما كان قراءة سياسية ذكية للمشهد العالمي. وبعد سنوات قليلة، بدأت ما سُمي بـ"الربيع العربي"، الذي بدا وكأنه حركة شعبية تلقائية، لكنه من زاوية أعمق بدا مُدارًا بخطة محكمة، بدأت من تونس، ومرت عبر القاهرة وطرابلس وصنعاء، قبل أن تصل إلى دمشق. الغريب أن أغلب الزعماء الذين حضروا قمة دمشق إما تم إسقاطهم أو اغتيلوا أو أجبروا على التنحي، في مشهد يطابق تمامًا الرؤية التي طرحها القذافي.

استمرت القمم العربية تُعقد بروتوكوليًا، لكن من يحضر لم يعد من كانوا في الصف الأول، بل وجوه جديدة، بعضها غير مؤثر، وبعضها أتى نتيجة تدخلات خارجية. وجاءت قمة بغداد، التي عُقدت في 22 مايو 2025، لتُبرز هذا الانهيار العربي بشكل ساطع، بتمثيل باهت، وحضور شبه رمزي، ومغادرة مفاجئة لأمير قطر خلال انعقاد الجلسة الافتتاحية، وكأنها رسالة واضحة بأن العراق ما زال خاضعًا لعزلة عربية، وأنه ليس شريكًا في المشروع السياسي الإقليمي إلا إذا أعيد تشكيله وفق ما تريده قوى كبرى، على رأسها إسرائيل والولايات المتحدة.

السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: هل كان خطاب القذافي تحذيرًا مبكرًا لمشروع أمريكي إسرائيلي طويل الأمد لإعادة تشكيل النظام العربي؟ وهل كان الربيع العربي أداة للتفكيك بدلًا من البناء؟ وماذا عن تمثيل القمم العربية، أليس دلالة على تراجع الوزن العربي الجماعي، وانشغال كل دولة بأزماتها الخاصة أو بتحالفاتها الخارجية؟

ما بين قمة دمشق 2008 وقمة بغداد 2025، يظهر جليًا أن العرب، رغم المؤتمرات والقمم، لم يتمكنوا من بلورة موقف جماعي يحمي سيادتهم أو يحفظ دورهم التاريخي. وإذا استمرت هذه الديناميكية، فإن التغيير القادم لن يكون بقرار عربي، بل بإملاء خارجي، والقمم لن تكون أكثر من طقوس سياسية شكلية.



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفتر ابو الثلاثين
- بين قوسين من الصمت
- التقارب السعودي التركي الى أين؟
- أخر المحطات
- دمشق وبغداد والتوجه الأمريكي
- غياب العراق عن القمة الخليجية الأمريكية الأسباب والتداعيات
- نجاح الدبلوماسية السعودية
- التيارات القومية العربية من جديد
- حزب العمال الكردستاني يحل نفسه هل هو ارادة قومية ام ضغوط أقل ...
- تقنية ال-VAR-هل سرقت المتعة من كرة القدم؟
- التمييز العنصري
- التفكك الأسري في المجتمعات المعاصرة
- فن الحديث
- العلاقات الأيرانية السعودية بداية تحول إقليمي قبيل المفاوضات ...
- الحرب الهندية الباكستانيه هل هي أنتصار للصناعة الجوية الصيني ...
- فيما اذا تغير أسم الخليج
- الوعود الأنتخابية في العراق بين الديمقراطية الوليدة وخيبة ال ...
- السكن العشوائي ومسؤولية التنظيم مقارنة بين الواقع المصري وال ...
- الأخلاق بين زمن العالم الرقمي والأزمنة السابقة
- الفساد الأداري بين الفجور والتقوى


المزيد.....




- تامر حسني في مواعيد مرتقبة مع رضا البحرواي و-كزبرة- و-الشامي ...
- الأمن العام السوري يداهم وكر مجموعة خارجة عن القانون في ريف ...
- بن غفير: نتنياهو يرتكب خطأ فادحا
- الحوثيون يوجهون إنذارا لإسرائيل: سنقصف مطار بن غوريون وعلى ا ...
- سوريا: قتلى وجرحى في انفجار استهدف مخفر شرطة مدينة الميادين ...
- ميرتس: أربعة زعماء أوروبيين يسعون للتنسيق مع ترامب قبل محادث ...
- توتر بحري جديد في البلطيق: روسيا تحتجز ناقلة نفط يونانية ترف ...
- انتحار وهروب من الخدمة.. الجيش الإسرائيلي يستدعي -المصابين ن ...
- فيديو - مع بدء -العملية البرية الواسعة- للجيش الإسرائيلي.. ن ...
- واشنطن تعتبر تخصيب اليورانيوم -خط أحمر- وطهران تصر على التخص ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - القمم العربية مابين قمة دمشق وقمة بغداد