أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - دمشق وبغداد والتوجه الأمريكي














المزيد.....

دمشق وبغداد والتوجه الأمريكي


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8343 - 2025 / 5 / 15 - 11:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مشهد سياسي غير مسبوق، اجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره السوري أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض، في خطوة أثارت تساؤلات عميقة حول التحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط. اللقاء، الذي تم برعاية مباشرة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أسفر عن رفع العقوبات عن سوريا، وإعلان شراكة اقتصادية جديدة بين دمشق ودول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.

التحوّل الدراماتيكي في الموقف الأمريكي من دمشق، والذي جاء بعد سنوات من القطيعة، لم يُعد ترتيب الأولويات في المنطقة فحسب، بل دق ناقوس الخطر في بغداد. فالعراق، الذي لطالما كان ساحة رئيسية للنفوذ الأمريكي منذ 2003، يواجه اليوم علامات استفهام كبرى حول مستقبله، ومكانه في المعادلة الإقليمية الجديدة.

هل تخسر بغداد حلفاءها؟

القلق المشروع لدى النخب السياسية والمراقبين في العراق اليوم يتمحور حول سؤال رئيس: هل بدأت واشنطن فعليًا بالتخلي عن العراق لصالح سوريا؟
الإجابة ليست بسيطة، لكنها تميل إلى القلق: فواشنطن تبدو وكأنها تُعيد تموضعها في الشرق الأوسط، وتبحث عن شركاء أكثر "انضباطًا"، وأكثر قابلية لتطبيق الإصلاحات، والانخراط في منظومة دولية تحترم القانون وتحارب الإرهاب.

ولعل التعهدات التي أطلقها الرئيس السوري أحمد الشرع خلال لقائه مع الرئيس ترامب – حول نبذ العنف، وحلّ المليشيات، وتحقيق التعايش السلمي – لم تكن كلمات دبلوماسية فقط، بل مؤشرات على توجه أمريكي جديد لإعادة ضبط النفوذ الإقليمي من خلال أدوات بديلة.

أين يقف العراق من كل ذلك؟

للأسف، العراق ما يزال غارقًا في أزمات داخلية خانقة:

مشهد سياسي متأزم.

اقتصاد مترنح رغم الثروات.

تفشي الفساد.

انتشار المليشيات وتآكل سلطة الدولة.


هذه العوامل كلها تُضعف ثقة المجتمع الدولي، وتفتح الباب أمام تراجع الدعم الخارجي، ليس من واشنطن فقط، بل من العواصم الخليجية أيضًا التي بدأت ترى في سوريا – ما بعد العقوبات – بيئة أكثر جدوى للاستثمار وإعادة الإعمار.

هل يُترك العراق للفوضى؟ وهل يُقدَّم لإيران على طبق من ذهب؟

هذا السيناريو وارد، لكنه ليس حتميًا.
فالمعادلة ليست صفرية، والمصالح الأمريكية – الخليجية لا تزال ترى في العراق دولة محورية لا يمكن التفريط بها بالكامل لصالح طهران. لكن استمرار الانقسام السياسي، واستحواذ الجماعات المسلحة على القرار السيادي، سيُعجّل بتآكل النفوذ الأمريكي، وقد يُفضي إلى عزلة دولية كاملة.

ماذا يجب أن يفعل العراق؟

الفرصة لم تذهب بعد، لكن الوقت يضيق. العراق مطالب اليوم بخطوات جادة، لا شعارات، من أجل:

ضبط السلاح بيد الدولة فقط.

تحجيم التدخلات الإقليمية، خصوصًا الإيرانية.

إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس المواطنة والكفاءة.

تفعيل شراكة اقتصادية حقيقية مع دول الجوار والمجتمع الدولي.


الخلاصة:

العراق يقف اليوم على مفترق طرق. إما أن يسلك طريق التوازن والاستقرار، فيكون شريكًا في التغيرات الإقليمية الجديدة، أو يظل أسير الفوضى والارتهان الإقليمي، ويُترك على هامش التحولات الكبرى.

في زمن التكتلات والتحولات السريعة، لا مكان للدول المترددة. فإما أن تكون فاعلًا، أو يُعاد تشكيلك وفق إرادة الآخرين.



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب العراق عن القمة الخليجية الأمريكية الأسباب والتداعيات
- نجاح الدبلوماسية السعودية
- التيارات القومية العربية من جديد
- حزب العمال الكردستاني يحل نفسه هل هو ارادة قومية ام ضغوط أقل ...
- تقنية ال-VAR-هل سرقت المتعة من كرة القدم؟
- التمييز العنصري
- التفكك الأسري في المجتمعات المعاصرة
- فن الحديث
- العلاقات الأيرانية السعودية بداية تحول إقليمي قبيل المفاوضات ...
- الحرب الهندية الباكستانيه هل هي أنتصار للصناعة الجوية الصيني ...
- فيما اذا تغير أسم الخليج
- الوعود الأنتخابية في العراق بين الديمقراطية الوليدة وخيبة ال ...
- السكن العشوائي ومسؤولية التنظيم مقارنة بين الواقع المصري وال ...
- الأخلاق بين زمن العالم الرقمي والأزمنة السابقة
- الفساد الأداري بين الفجور والتقوى
- التسول بين الفرد والدولة ...
- عبق الماضي
- الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهوربة الصين ...
- الشارع التونسي والحركات الأسلامية المعتدلة بين الحقيقة والوه ...
- الصحافة .حارسة الحقيقة


المزيد.....




- ترامب من الدوحة: قبل 6 أشهر كان العالم يسخر من أمريكا لكنه ل ...
- ترامب يقدم -تصوراته- لغزة: دعوا الولايات المتحدة تتدخل لجعله ...
- ترامب عن رفع عقوبات سوريا: سنمنحهم فرصة.. وهذا ما قاله عن ما ...
- ترامب يؤكد مجددًا: إيران لن تحصل على سلاح نووي.. ولا أريد ات ...
- البرلمان اللبناني يصدر تشريعات جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلي ...
- رحمة ناطور: حياةٌ بين -نكبتين-
- النكبة: ماذا حدث في 1948؟ ولماذا يحمل الفلسطينيون -مفتاح الع ...
- مقتل أكثر من 90 فلسطينياً في غارات إسرائيلية، وحماس تقول إن ...
- خطة المساعدات الأمريكية لغزة: ماذا نعرف عنها؟ ومن يتولى تنفي ...
- محادثات سلام أوكرانيا ـ غياب بوتين وحضور ترامب لا يزال قائما ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - دمشق وبغداد والتوجه الأمريكي