أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - التقارب السعودي التركي الى أين؟














المزيد.....

التقارب السعودي التركي الى أين؟


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8344 - 2025 / 5 / 16 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أ
في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها الشرق الأوسط، تبرز السعودية وتركيا كلاعبين رئيسيين يعيدان صياغة ملامح النفوذ الإقليمي في مرحلة ما بعد الحرب السورية ومع استمرار تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية. ومن خلال الأداء الدبلوماسي النشط لكل منهما، بدأت ملامح جديدة تتشكل في المشهد الجيوسياسي، تطرح تساؤلاً مشروعاً: هل يمكن أن تتحول الرياض وأنقرة إلى جناح ثالث فاعل على الساحة الدولية؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه سباقاً من أجل احتواء الأنظمة السياسية الضعيفة وإعادة توزيع مراكز القوة التقليدية في المنطقة؟
أولا.: البعد السياسي - تقاطع مصالح وتحول استراتيجي


تقارب محسوب لا تحالف شامل: العلاقات بين السعودية وتركيا مرت بمراحل من التوتر (خصوصاً بعد الربيع العربي وقضية خاشقجي)، لكنها شهدت تحسناً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، مدفوعاً بمصالح متبادلة في التهدئة الإقليمية، وفتح مجالات اقتصادية واستثمارية جديدة. ومع ذلك، لا يزال التعاون أقرب إلى "التنسيق البراغماتي" منه إلى تحالف استراتيجي دائم.

التوازن في الملف السوري: في سوريا، كلا البلدين يسعيان للتأثير في مرحلة ما بعد الأسد. تركيا تتعامل مع المسألة من منظور أمني مرتبط بالكرد، بينما السعودية تنظر لها من باب التنافس مع إيران واحتواء النفوذ الشيعي. التعاون ممكن، لكن الأهداف ليست متطابقة.

الحرب الروسية الأوكرانية: كلا البلدين لعبا دور الوسيط – تركيا في اتفاق تصدير الحبوب، والسعودية في الوساطات الإنسانية – ما يعزز صورتهما كقوى دبلوماسية صاعدة. نجاح هذه الوساطات أعطاهما وزناً دولياً يتجاوز مجرد كونهما "تابعين" للمحاور العالمية التقليدية.



---

ثانياً: البعد الاقتصادي - تقاطع مصالح وتكامل ممكن

رؤية السعودية 2030 مقابل أزمات الاقتصاد التركي: السعودية تمتلك رؤى استثمارية ضخمة (نيوم، صندوق الاستثمارات العامة) وتبحث عن شركاء إقليميين، بينما تركيا تبحث عن رؤوس أموال واستثمارات لتخفيف أزمتها المالية. هذا يفتح الباب أمام "تحالف ناعم" قوامه المال والتكنولوجيا والموقع الجغرافي.

البنية التحتية والربط الإقليمي: مشاريع الربط التجاري والموانئ بين الخليج وتركيا مروراً بالعراق وسوريا قد تتحول إلى خطوط استراتيجية تضيف بعداً جيوسياسياً للتعاون.



---

ثالثاً: البعد الديني - صراع رمزي أكثر من عملي

السعودية كمرجعية سنية تقليدية مقابل الطموح التركي العثماني الجديد: كلا الطرفين يتنافسان (رمزياً) على "الزعامة السنية"، لكن بعد تراجع التيار الإسلاموي في تركيا وتوجه السعودية نحو خطاب أكثر انفتاحاً، تقلصت حدة هذا البعد. ومع ذلك، سيبقى حاضراً في سرديات النفوذ الناعم (مثل التعليم، الإعلام، المساجد في الخارج).



---

رابعاً: التأثير الإقليمي - إيران كمحور مهدد

إيران المتوجسة: تحالف سعودي-تركي محتمل أو حتى تنسيق متقدم، يُقلق إيران من زاويتين:

أولاً، تقويض نفوذها في سوريا والعراق ولبنان،

ثانياً، تطويقها جغرافياً من جهتين سُنيّتين مؤثرتين.


إسرائيل وموازنة القوى: إسرائيل تتابع أي تقارب سعودي-تركي، لأنه قد يعيد تشكيل ميزان القوى في المنطقة، خصوصاً إذا وُظف لموازنة طموحاتها أو لتنسيق مواقف بشأن القدس والقضية الفلسطينية.



---

خامساً: هل نحن أمام جناح ثالث عالمي؟

النظام العالمي يشهد تصدعاً واضحاً بين الغرب (الليبرالي) والشرق (الصيني-الروسي). في هذا السياق، تبرز السعودية وتركيا كقوى "وسطية" غير منحازة بالكامل، تلعب على الحبال الدولية ببراعة دبلوماسية.

لكن... الجناح الثالث يحتاج إلى أساس مؤسسي: ما لم يتحول التقارب إلى تحالفات واضحة، مؤسسات مشتركة، أو مواقف موحدة في القضايا الكبرى (مثل الطاقة، الأمن السيبراني، التدخلات الدولية)، سيظل مجرد تقارب ظرفي.



---

خلاصة تحليلية:

السعودية وتركيا تتحركان من "المنافسة إلى التنسيق"، وليس نحو تحالف دائم بعد.

العامل الاقتصادي هو الأقوى حالياً، يليه البعد الدبلوماسي.

إيران تراقب بقلق لكنها لا تزال قادرة على اللعب بورقة الميليشيات والتحالفات الموازية.

من الممكن أن نشهد "محوراً سنياً معتدلاً" غير معلن، يؤثر إقليمياً لكنه دون صبغة أيديولوجية.

إذا تطور هذا المحور ليصبح مؤسسة شبه متكاملة، فقد يشكل "جناحاً ثالثاً" يغير توازن القوى إقليمياً ودولياً.



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخر المحطات
- دمشق وبغداد والتوجه الأمريكي
- غياب العراق عن القمة الخليجية الأمريكية الأسباب والتداعيات
- نجاح الدبلوماسية السعودية
- التيارات القومية العربية من جديد
- حزب العمال الكردستاني يحل نفسه هل هو ارادة قومية ام ضغوط أقل ...
- تقنية ال-VAR-هل سرقت المتعة من كرة القدم؟
- التمييز العنصري
- التفكك الأسري في المجتمعات المعاصرة
- فن الحديث
- العلاقات الأيرانية السعودية بداية تحول إقليمي قبيل المفاوضات ...
- الحرب الهندية الباكستانيه هل هي أنتصار للصناعة الجوية الصيني ...
- فيما اذا تغير أسم الخليج
- الوعود الأنتخابية في العراق بين الديمقراطية الوليدة وخيبة ال ...
- السكن العشوائي ومسؤولية التنظيم مقارنة بين الواقع المصري وال ...
- الأخلاق بين زمن العالم الرقمي والأزمنة السابقة
- الفساد الأداري بين الفجور والتقوى
- التسول بين الفرد والدولة ...
- عبق الماضي
- الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهوربة الصين ...


المزيد.....




- خلفت عدة وفيات.. شاهد صواعق وأعاصير تضرب ولاية كنتاكي الأمري ...
- مقتل رجل أمن خلال مظاهرة في العاصمة الليبية، وأنباء عن استقا ...
- -غروك- يثير الجدل: هل تروّج أداة إيلون ماسك لرواية -الإبادة ...
- المحكمة العليا الأمريكية تجهض محاولة ترامب استئناف عمليات ال ...
- غزة سوريا.. ملفات على طاولة قمة بغداد وسط غياب معظم القادة
- الكرملين: لقاء بوتين وزيلينسكي ممكن فقط بعد التوصل إلى اتفاق ...
- مراسلنا: مقتل 15 شخصا في قصف إسرائيلي على غزة
- صورة تجمع رؤساء الوفود المشاركة بالقمة العربية في بغداد
- باستريكين يوعز بالتحقيق في وفاة طفل روسي بفندق في مصر
- روسيا.. ابتكار نموذج أولي لأول -حاملة طائرات- مسيرة تعمل بال ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - التقارب السعودي التركي الى أين؟