علي أحماد
الحوار المتمدن-العدد: 8345 - 2025 / 5 / 17 - 09:51
المحور:
كتابات ساخرة
كنت أسير مساء على الأسفلت قرب المسجد الكبير المحاذي لمحطة البنزين المشهورة باسم مالكها ( حميدو ) والشارع يزدحم بالمارة في مثل هذا اليوم من كل أحد ، وأمامي يترنح شاب في مقتبل العمر، أسمر اللون من فرط ما احتساه من الكحول وهو يكاد يصطدم بالمارة الذين يتحاشونه خصوصا النساء رفقة أطفالهن . نظر الي ورسم ابتسامة عريضة على ثغره وبدأ يدنو مني . لم أدعه يقترب كثيرا وحافظت على مسافة الأمان بيني وبينه وأنا أعلم أن هذه العينة إنما يبغون سؤال الناس الحاحا دراهم معدودات لزوم شراء الكحول الذي يمزج بالماء الزلال فيصير أبيض للحصول على نشوة لا يقدرون عواقبها . من فرط إدمانهم يصبحون على حالة رثة يرثى لها . وجوه عليها ندوب من خصام وتناطح بين رفاق مدمنين. روائح كريهة تزكم الأنوف . ولا دورية للشرطة تعترض سبيلهم لتقفهم فهم غير متهمين بالسكر العلني؟
لزمني الشاب كظلي والتصق بي يقبل كتفاي مرة وينحني على يداي وأنا أنزعها منه كرها واتقاء لشر قد يبدر منه عن سوء تقدير للموقف. لأطمئن اليه أكثر ويبرر سلوكه أكد لي متأثرا أنه تلميذ يحب أن يلقي التحية على أستاذه القديم. لا أنكر أبدا أني أجد صعوبة جمة في أحيان كثيرة في تذكر تلامذتي أو بعضهم على مسار أربعة عقود من الزمن ؟
الشاب الماثل أمامي يؤكد جازما أنه تلميذ لي وهو في عقد الثالث، وأنا قضيت هذا العمر في التدريس بالعالم القروي (33سنة ) . لينتشلني الشاب من ورطتي وحيرتي و النسيان ، قال : " درستني بالمستوى السادس بمدرسة عثمان أوموسى " وأضاف وهو ينزع القبعة الواقية للشمس "لقد كبرت يا أستاذ " . طلبت منه أن يذكر السنة بالضبط لأتأكد من مزاعمه وكان رده الواثق في محله ( 2004 ) . نفحته دراهم وتركته وأنا أستعيد ذكريات ذلك الزمن رفقة المدير الخلوق / الطيب بلوك الصديق وزمرة من الأساتذة الأفاضل عمر خبشي وقيدوم النقابيين أبو الغيث مولاي عبد الرحمان .....
ميدلت 11/ 05/ 2025
#علي_أحماد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟