أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - شيرين أبو عاقلة… سقوط الحقيقة في غابة الوحوش














المزيد.....

شيرين أبو عاقلة… سقوط الحقيقة في غابة الوحوش


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8338 - 2025 / 5 / 10 - 21:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


نستيقظ كل يوم على أخبار الموت، على وجوه الشهداء، وعلى قصص القهر المتجددة، حتى باتت حياتنا تُكتب بماء الدموع وتُروى بحبر الظلم. شيرين أبو عاقلة، اسم لم يغب عن قلوبنا منذ أن سُلب منها صوت الحقيقة. قُتلت بدم بارد، برصاصة أُطلقت في وضح النهار، أمام كاميرات العالم وأعينه، لكن العالم أغمض عينيه، كما يفعل دائماً حين يكون المظلوم فلسطينياً.

كأننا نعيش في غابة… لا قانون فيها إلا للوحوش. كل من يُجيد القتل يفلت، وكل من يروي الحكاية يُقتل. لا عدالة في هذا المكان، لا عزاء في قضاءٍ يختبئ خلف المصالح، ولا أمان في زمنٍ تُغتال فيه الكلمة وتُدفن الحقيقة.
حتى بعد أن كشف تحقيق استقصائي هوية قاتل شيرين، لم يتحرك أحد. لا مذكرات توقيف، لا إدانة رسمية، ولا محاكمة تُعيد جزءاً من الكرامة المسلوبة. القاتل عاش ومات جندياً في جيش لا يُحاسب، بينما شيرين ماتت صحفية تمسك الميكروفون كما لو أنها تحمل بندقية من نور. يا لها من مفارقة.
وإن قُتل القاتل، كما نقلت الأنباء، فليس للعدالة فضل في ذلك، بل للقدر، الذي وحده لا يخضع لصفقات السياسة ولا يخاف من الحصانة.

لكن، هل الجندي الذي قيل إنه قُتل، هو فعلاً من ضغط على الزناد واغتال شيرين؟ أم أن التهمة أُلصقت به بعد موته، لطمس الحقيقة وإغلاق الملف بجثة لا تستطيع الدفاع أو الإنكار؟ هل كانت مجرد مصادفة، أم خطة محكمة لتلبيس الجريمة لجنديٍ قتيل، يُغلق به الملف، ويُقنع به الرأي العام، وتمضي العدالة مرةً أخرى في طريق النسيان؟
أما نحن، فما زلنا نعدّ شهداءنا، نحفظ أسماءهم، ونسأل: متى يأخذ المظلوم حقه؟ متى نصحو من هذا الكابوس الكبير؟
نحن نعيش في غابة… حيث لا يسمع أحد صرخة الضحية، وحيث تُزف الحقيقة إلى قبرها وسط صمت قاتل.
رحلت شيرين، وبقي صوتها يطرق جدران الصمت. فهل من أحدٍ يسمع؟
كم هو موجع أن نعيش في عالم يُكافأ فيه القاتل بالصمت، ويُعاقب فيه الشهيد بالنسيان. تمضي الأيام، وتُطوى الصفحات، لكن جرحنا لا يندمل، وصرختنا لا تجد أذناً عادلة. في غابة الوحوش هذه، كل شيء مباح… إلا العدل. وكل شيء ممكن… إلا الأمان. تبكي الأرض شهداءها، ويظل السؤال معلّقاً في الهواء: كم من “شيرين” بعد يجب أن تُقتل ليصحو الضمير؟
ربما لن نعرف يوماً الحقيقة الكاملة، وربما تُدفن كما دُفنت شيرين، بصمتٍ وبلا محاسبة. لكن ما نعرفه جيداً أن هناك صوتاً خُنق، وعدسةً أُطفئت، وحقيقةً أُعدمت أمام عيوننا.
وما نخشاه أكثر، أن يُصبح موت شيرين رقماً آخر في سجل طويل من الغياب والخذلان.
نمّي بسلام يا شيرين… ففي هذه الغابة، لا تُزهر الحقيقة إلا على قبور أصحابها.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزّة ومغولُ العصر... وقلوبُنا المُحصّنةُ بالصّمت
- غزّة وحدها في مُواجهة العالم
- كَشكَش يحرُسُ العدالة... وخليل نزار بنات ينتظرُ الغائبين
- وداعاً سكايب: رثاء لصوتٍ كان يعبر المسافات
- مخيّم شاتيلا يسقي غزّة: رسالةُ حُبٍّ من تحتِ الرُّكامِ
- الخُذلانُ يتكرّر... من جبل أُحد إلى رُكام غزّة!
- حين تُصبحُ النّكبةُ في غزّة خبراً بلا ذاكرة
- غزّة تنزفُ... واليمن آخرُ الأَوفياءِ
- هل يمُوتُ نوح في طُوفانه؟! فلسطين وثباتُ الأَنبياء
- غزّة… الشّجرةُ التي لا تنكسرُ
- من أَعماق القبر... الشهيد نزار بنات يُحاكمُ -رئيس الوزراء ال ...
- من تحت التراب... الشهيد نزار بنات يكتب لمحمد اشتية
- غزَّة... حين يُكتَبُ التَّاريخُ بدم الشُّهداءِ
- من تحت التراب... رسالة الشهيد نزار بنات إلى حسين الشيخ!
- غزَّة وحدها... والأُمَّةُ في صمتِ الغِيابِ
- رئيس -زعَلَطي-… في حضرةِ الدمِ والخذلانِ
- ياسر عرفات(أَبو عمَّار)… آخرُ الرِّجالِ في زمنِ الانكسارِ
- طارق الدوخي… الذي نجا من المجزرة ولم يَنجُ من الغيابِ
- معين عبدالغني الجشي… حين يُصابُ الأَرشيفُ بالصَّمتِ
- خليل الوزير (أبو جهاد)… رَجُلٌ مِن زمنٍ لم يَبلُغ رام الله.


المزيد.....




- إسبانيا تضبط 3 أطنان من الكوكايين قبالة جزر الكناري بعملية م ...
- غَرق قارب مهاجرين قبالة لامبيدوسا يُوقع 26 قتيلاً على الأقل ...
- حلفاء أوكرانيا يبدون تفاؤلًا بقمة ألاسكا.. وترامب يُهدّد روس ...
- جنوب السودان تحسم الجدل: لا محادثات مع إسرائيل بشأن إعادة تو ...
- تقرير يكشف: روسيا تستعد لاختبار صاروخ كروز نووي قبل لقاء بوت ...
- من هو سمير حليلة المرشح لحكم قطاع غزة؟
- اتفاق أمني بين العراق وإيران يثير قلق واشنطن
- زيارة تتخللها اتفاقية تدريب عسكرية: سوريا وتركيا تبحثان ملف ...
- إسرائيل تمنع التمر والبطاطا من دخول غزة..كيف يؤثر ذلك على صح ...
- بدأت كملاذ آمن للنساء.. عودة الـ-نوشو- لتلهم الفن الشبابي في ...


المزيد.....

- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - شيرين أبو عاقلة… سقوط الحقيقة في غابة الوحوش