أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - عامر هشام الصفّار - الدكتور الطبيب كامل إسماعيل الجواهري في ذمة الخلود














المزيد.....

الدكتور الطبيب كامل إسماعيل الجواهري في ذمة الخلود


عامر هشام الصفّار

الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 14:59
المحور: الطب , والعلوم
    


نعت الأوساط الطبية العراقية الدكتور كامل اسماعيل الجواهري أستشاري علم الأمراض المعروف في العراق والأستاذ في كلية الطب بجامعة بغداد خلال فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي .
‏وقد وافى الأجل الدكتور الجواهري في مكان إقامته في عمان/الأردن قبل يومين عن عمر ناهز على 94 عاما.
وقد عرفتُ الدكتور الجواهري في كلية الطب بجامعة بغداد حيث ألتحقتُ بها طالبا عام 1975 عندما كان الجواهري أستاذا في علم الأمراض في الكلية حينها. وقد عاصر الدكتور الجواهري أحداث العراق السياسية، وكانت له آراؤه فيما يجري حوله، رغم عدم رغبته في السياسة والسياسيين.
تخرج الدكتور الجواهري من كلية الطب بجامعة بغداد عام 1955 بعد أن دخلها عام 1948 قادما من مدينة النجف الاشرف حيث درس الثانوية هناك.
وفي عام 1948 أصبح الدخول لكلية الطب مجانا بعد إن كانت الدولة العراقية تفرض أجورا على طلبتها قبل ذلك(تأسست كلية الطب جامعة بغداد عام 1927).
‏وعند تخرجه رغب بالتخصص في علم الأمراض (الباثولوجي) وهو العلم الذي يقوم الطبيب فيه بالتحليلات المرضية، ودراسة انسجة الجسم وخلاياه وسوائله كالدم مثلا فيشبعها تحليلاً ودراسة وصولا لتشخيص المرض الذي يعاني منه مريض ما.
وفي عام 1959 حصل الدكتور الجواهري على منحة دراسية ليواصل دراسة الدكتوراه في أمريكا، ولكن الجامعة الأمريكية حينذاك لم يكن فيها مَنْ يشرف على طلبة الدكتوراه بكل ما يعنيه ذلك من بحث يستمر لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات، وعمل مختبري متواصل، فنصحته عمادة الجامعة في أميركا بأن يدرس لشهادة البورد الأمريكي في علم الأمراض.. وهكذا كان.
وقد عاد الجواهري لبغداد عام 1963 حاملاً شهادة البورد الأمريكي بأختصاصه، وهو أول طبيب عراقي كان قد حصل على هذا البورد.
وأذكر وأنا في مرحلة الدراسة الطبية في سبعينات بغداد، أن للجواهري مختبره الشهير للتحاليل المرضية في شارع الرشيد، في عمارة جمعته مع عيادة الطبيبين الماهرين الراحلين الأخوين أحسان وزهير البحراني.. ثم أنه أنتقل بمختبره إلى شارع المغرب ببغداد بعد ذلك.
وفي عام 1979 أحيل الدكتور كامل الجواهري على التقاعد، ولما يبلغ بعدُ الخمسين من العمر، في قائمة صدرت عن مجلس قيادة الثورة حينذاك، وفيها أسماء 49 طبيبا أستاذا من أساتذة كلية الطب بجامعة بغداد كانوا قد أحيلوا على التقاعد، فكان فيها اسمه، ليتفرغ بعدها للعمل في مختبره بشكل دائم.
ومما هو معروف أن فرع علم الأمراض في أية كلية طب في العالم إنما هو الفرع الذي يتميز بين فروع الطب الأخرى ببحوث أساتذته و حرصهم على التدقيق في التوصل لتشخيص الأمراض، والتي قد يصعب تشخيصها من خلال الفحص السريري لوحده، أو بالأستعانة بفحوصات الأشعة السينية دون اللجوء إلى الفحوصات المختبرية (وهو عمل الباثولوجي التخصصي). وهكذا نشر الدكتور كامل الجواهري بحثه المهم أثناء دراسته في اميركا حول حالات مرض البلهارسيا في الرئتين عند العراقيين، حيث كان قد عمل في معهد الباثولوجي ببغداد في فترة نهاية الخمسينات، وأطلع على حالات مرض البلهارسيا التي تتوطن في العراق وتصيب أكثر ما تصيب المثانة وتجعل الشخص يتوبل دماً. ولكنه أهتم بإصابة البلهارسيا للرئتين، فكان بحثه المنشور في مجلة طب الصدر الأمريكية حينها.
وكان الدكتور كامل الجواهري رحمه الله (وهو ابن أخت الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري) قريبا إلى الجواهري الشاعر، يزوره في بيته ببغداد ويأنس إليه. ولكن الجواهري الشاعر غضب عليه يوما عندما لم يخبره عن وفاة ابنه البكر فرات الجواهري والذي توفي ببغداد بعد إصابته بسرطان الرئة، حيث كان الفقيد مدخنا مما حذره من آثاره الضارة الدكتور كامل الجواهري مرارا وتكرارا.
‏ثم أن الجواهري كامل الطبيب الاستاذ كان من المحبين للفن وللفنانين، فكان يدعو المطربين لبيته في جلسات سمر عائلية. ومن هؤلاء الفنانين المطرب العراقي المعروف الراحل إلياس خضر.
كما كانت لزوجة د كامل الجواهري علاقة صداقة مع الفنانة العراقية الشهيدة ليلى العطار.
وفي أستذكاره عن العطار الفنانة يقول د كامل الجواهري أنها كانت في زيارة عائلية لبيتهم في بغداد فإذا بها تقول لهم في صيف عام 1990 أن الرئيس العراقي قد دخل الكويت. يقول الجواهري فإذا بي ودون شعور مني أقوم من مقعدي لأصرخ عاليا أنها الغلطة المميتة Fatal Mistake.
رحم الله فقيد الطب وعلم الأمراض في العراق الدكتور كامل اسماعيل الجواهري برحمته الواسعة وأسكنه فسيحة جناته.



#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولادة أول طفل لأم بلا رحم
- التواصل عبر الثقافات
- قراءة في كتاب -الحياة حلوة بس نفهمها-
- السير غاريث...الكابتن السابق لفريق كرة القدم الأنكليزي.. وال ...
- قصيدتان... الضمير... المصير
- حول معرض الكتاب العالمي في لندن
- قراءة نقدية في قصة -حجاية- للقاصة أزهار علي
- اقرأ في عدد مجلة العربي لشهر شباط/فبراير 2025
- لقاء الروائية والفنانة في الهواء الطلق
- أفكار ورؤى حول المنصات الرقمية الثقافية العربية
- زيارتي لبيت/متحف الروائية الأنكليزية الشهيرة جين أوستن
- قالوا وقلت.. حول مرض جدري القرود.. العدوى والوقاية
- في ضيافة الفنان الهولندي رامبرانت...
- ملحمة كلكامش.. والذكاء الأصطناعي
- مؤتمر الطب العراقي في ويلز: البحث العلمي في خدمة الأنسانية
- قرنية العين الأصطناعية لرجل مسّن
- في حوار صحفي مع الروائية البريطانية ج ك رولنك.. بعد -هاري بو ...
- ندوة طبية ثقافية عراقية في لندن
- د هاشم مكي الهاشمي… الجرّاح الشاعر
- جائزة نوبل في الآداب 2023


المزيد.....




- خضراوات تعزز صحة الجلد.. منها السبانخ
- تشققات القدمين.. مضاعفات غير متوقعة وطرق وقاية سهلة
- كيف تتأثر وظائف الغزيين الحيوية نتيجة نقص الغذاء؟
- أسباب تجعل أعراض الربو أكثر حدة ليلا.. نصائح لازم تعرفها
- ليبيا.. تطورات جديدة في توريد أدوية الأورام من العراق
- 13 علاجًا طبيعيًا لتخفيف القلق.. الشاي الأخضر وممارسة الرياض ...
- الليثيوم يشعل سباق النفوذ بين واشنطن وبكين في صحراء أتاكاما ...
- تحذيرات من تزايد خطاب الكراهية في إثيوبيا عبر وسائل التواصل ...
- ضع حدودًا لاستخدامها.. الألعاب الإلكترونية تجعل طفلك عنيفًا ...
- الكتابة بالقلم أفضل من النقر على لوحة المفاتيح للأطفال


المزيد.....

- هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟ / جواد بشارة
- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - عامر هشام الصفّار - الدكتور الطبيب كامل إسماعيل الجواهري في ذمة الخلود