فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 12:58
المحور:
الادب والفن
"أَوْلَادِي الْمَفْقُودُونَ..."
1
لِمَاذَا يَاأُمِّي... ؟!
لِأنَّ الْمنْيَ غيْرُ مسجّلٍ فِي كنّاشِ الْحالةِ الْمدنيّةِ،
ولَا تعْترفُ بِالْأمومةِ نطْفةٌ غيْرُ مسجّلةٍ...
قالَهَا الْجنينُ وهوَ يسْقطُ علَى كفِّ الطّبيبِ، ويغْمسُ دمَهُ فِي رحمٍ أخْرجَهُ رغْمًا عنْهُ منْ علْبتِهِ الْمائيّةِ...
2
لِمَاذَا يَاأُمِّي...؟!
لِأنَّ أباكَ لمْ يتذوّقْ منيَهُ فِي رحمٍ أخْضرَ،
أنْكرَ الْأبوّةَ فأنْكرتْكَ... وخرجْتَ ساخطًا علَى الْعالمِ الّذِي كفّنَكَ فِي دمِي...
قالَهَا جنينٌ يكْرهُ أبًا لمْ يودَّ منْحَ إسْمِهِ لِنطْفتِهِ،
فقدْتُ نفْسِي خارجَ علبِ الْإجْهاضِ السّرِّي كيْ لَايعْلمَ أحدٌ بِخطيئةِ الْجنْسِ الْمقدّسِ...
3
لِمَاذَا يَاأُمِّي...؟!
غطسْتُ بيْنَ الضّفّتيْنِ فِي بحْرِكَ الْمتوسّطِ هربًا منْ لعْنةِ الْهجْرةِ
فابْتلعْتُ قرْصًا ساعدَكِ علَى الْهروبِ منْ جنانِ الْورْدِ والْماءِ...
عنْدَها أمْسكْتُ الْماءَ وغرقْتُ دونَ ألمٍ... وتيقّظْتُ علَى سقوطِ الْعالمِ فِي حفْرةٍ منْ حفرِ النّارِ...
هكذَا عكسْتُ السّؤالَ :
لماذَا يَا نطَفِي السّرّيةَ غادرْتُمْ رحمَ الْأمومةِ فِي أبوّةٍ قاسيّةٍ... ؟!
يرْحلونَ و يبْقَى داخلَنَا حزْنٌ عميقٌ
يذكّرُنَا/
بِأنَّ الْحياةَ
لعْبةُ الْموْتِ ...
لكنَّهَا الذّاكرةُ /
تمْطرُ دوْمًا
لِتذكّرَنَا:
أنّنَا لنْ ننْسَى
أنَّهَا أرْشيفُ الذّاتِ الّذِي لَايموتُ ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟