أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رحيم حمادي غضبان - الصحافة .حارسة الحقيقة














المزيد.....

الصحافة .حارسة الحقيقة


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8332 - 2025 / 5 / 4 - 11:57
المحور: الصحافة والاعلام
    


> "الصحافة ليست جريمة... إنها شجاعة يومية في وجه القمع والتضليل."



الصحافة: سلطة رابعة أم خط دفاع أول؟

منذ نشأتها، لم تكن الصحافة مجرد وسيلة لنقل الخبر، بل كانت ولا تزال سلطة رقابية فاعلة، تراقب وتفكك وتنتقد، وتكشف ما يُراد له أن يُخفى. إنها السلطة الرابعة التي لا تتبع سوى الحقيقة، وتحمل على عاتقها مسؤولية تشكيل الوعي العام ومحاسبة السلطات، متى ما عجزت المؤسسات الأخرى عن القيام بدورها.



الصحافة، بحكم قربها من الحدث وتماسها اليومي مع القوى الفاعلة في المجتمع، تجد نفسها أحيانًا في مواقف حرجة بين الحياد والانحياز. فقد تخندقت في مراحل تاريخية إلى جانب الأنظمة، وأسهمت في صناعة رأي عام موجه. وفي أحيان أخرى، وقفت في صف الشعوب، وكشفت الفساد والانتهاكات، فدفع الصحفيون ثمنًا باهظًا لذلك.

ومع هذا التذبذب، تبقى الصحافة أداة لا يمكن الاستغناء عنها في معركة الحقيقة، حتى وإن اختلف تقييم الناس لها بين مؤيد وناقد.



مع تسارع التحول الرقمي، انتقلت الصحافة إلى فضاء الإنترنت، لتصبح أكثر انتشارًا وتأثيرًا وأقل عرضة للقيود التقليدية، مثل المصادرة والرقابة المباشرة. غير أن ذلك لم يجعلها في مأمن، بل فتح أبوابًا جديدة من التحديات مثل التضليل الإعلامي، والتحكم في الخوارزميات، والاختراق الرقمي، والاستهداف السيبراني.

> "في العالم الرقمي، الحذف أسرع من المصادرة، والإسكات لا يحتاج إلى رصاصة."



الصحفي الإلكتروني اليوم يتحرك في مساحة واسعة، لكنه ملزم أكثر من أي وقت مضى بالدقة، والتحقق، والمسؤولية، في ظل فيضان من الأخبار الكاذبة والمواد المفبركة.



لا يمكن الحديث عن الصحافة بمعزل عن السياق السياسي والاجتماعي الذي تعمل فيه. ففي بعض البيئات، تُعامل الصحافة كخطر يجب ترويضه، لا كركيزة للديمقراطية. بينما في دول أخرى، تتمتع بهامش حرية واسع لكنه يظل مهددًا بالتراجع في أي لحظة.

ما للصحافة:

سلطة معنوية كبيرة.

قدرة على تحريك الرأي العام.

الوصول إلى جمهور واسع وبأدوات متنوعة.


وما عليها:

الالتزام بالمهنية والموضوعية.

مقاومة التضليل والمصالح.

تجنب الإثارة على حساب الحقيقة.


تضحيات بلا ضجيج: ثمن الكلمة الحرة

وراء كل خبر كشف الفساد، أو تقرير من منطقة نزاع، أو تغطية لاحتجاج شعبي، هناك صحفي (أو صحفية) خاطر بحياته، أو حريته، أو سُمعته، لنقل الحقيقة. الأمثلة كثيرة، ومؤلمة:

شيرين أبو عاقلة، الصحفية الفلسطينية التي قُتلت عام 2022 برصاص الاحتلال الإسرائيلي أثناء تغطيتها لأحداث ميدانية، رغم ارتدائها زي الصحافة الواضح. كانت صوتًا للحقيقة في زمن التعتيم.

في إيران، تقبع الصحفية والناشطة نرجس محمدي خلف القضبان، بتهم تتعلق بعملها الحقوقي وتغطيتها لواقع السجون. رغم التضييق، واصلت الكتابة من زنزانتها، وحصلت على جائزة نوبل للسلام.

في مناطق النزاع مثل السودان، اليمن، وسوريا، تُعتبر الصحافة هدفًا مباشرًا. صحفيون خُطفوا، أو أُجبروا على النزوح، أو فُقدوا دون أثر، فقط لأنهم نقلوا ما لا يُراد له أن يُقال.

في روسيا وأوكرانيا، خلال الحرب، قُتل واعتُقل عدد من الصحفيين المحليين والأجانب، وتعرضت مقار إعلامية للهجوم أو الحجب.


> "ليست الرصاصة وحدها ما يقتل الصحافة، بل أيضًا الصمت، والنفي، والرقابة، والتضليل."



خاتمة: من أجل غد لا يُغتال فيه الصوت

في اليوم العالمي للصحافة، لا نحتفل فقط بمن يمارسون هذه المهنة بشرف، بل نُحيي ذكرى من ضحّوا لأجلها، ونقف مع من لا يزالون تحت القمع أو التهديد.
الصحافة الحرة لا تبني الأوطان وحدها، لكنها تحميها من الانهيار. وبدونها، تذبل الديمقراطية، ويختفي الوعي، ويُدفن الحق في ركام الأكاذيب.



#رحيم_حمادي_غضبان (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعبة الأقتصادية من يحركها ولماذا لايعيش البشر سواسيه؟
- بين سطوة القوة وأنفلات الفكر .قرأة في عالم تحكمه المصالح بدو ...
- جريمة القتل ظاهرة تنذر بالخطر وتشريعات تحتاج وجهة نظر
- هل يتحقق الحلم العراقي بالوصول مرة ثانية لكأس العالم بكرة ال ...
- التيار الصدري وتحديث بطاقة الناخب هل تلويح للمشاركة في الأنت ...
- خور عبدالله بين المد الكويتي والجزر العراقي
- الحرية المطلقة وتفكك الأسرة المهاجرة في المجتمعات الغرببة ال ...
- الشرق الأوسط وتصاعد الأزمات وتجدد الحديث عن حل الدولتين
- الأزمات المتجددة في الشرق الأوسط وتجدد الحديث عن حل الدولتين
- الهند والباكستان. تصعيد عسكري وتحذيرات نوويه
- السويد بين مفترق طرق .هل تتحول العودة الطوعية الى تطهير ناعم ...
- الناتو بين الماضي والحاضر والمستقبل
- ماذا وراء انفجارات بندر عباس الأيراني
- أنتهاكات حقوق الأنسان ضد المرأة والطفل في مناطق النزاع السود ...
- هل تصريحات ترامب الأخيره بأنه على أستعداد لمقابلة القادة الأ ...
- فشل اجتماع لندن حول الشأن الأوكراني. انقسام غربي بالمواقف وأ ...
- الدبلوماسية العراقية بين باريس واشنطن ماذا ورائها ؟
- تونس بين كماشة القمع وتوق التغيير. هل هناك ربيع تونسي يفوق ف ...
- روسيا والملف النووي الأيراني .بين الوساطة الفاعلة وتثبيت الح ...
- عمان والدور الدبلوماسي الصاعد من الوساطات الهادئه الى التأثي ...


المزيد.....




- كاميرا مراقبة تظهر ما فعله رجل يواجه تهمة -محاولة اختطاف طفل ...
- ترامب يعلن عن نية لتخفيف الرسوم الجمركية على البضائع الصينية ...
- السودان.. مقتل 3 أطباء على الأقل في أعقاب سيطرة -الدعم السري ...
- -البديل الألماني- يعتزم اللجوء إلى القضاء بعد تصنيفه كيانا م ...
- اتفاق تاريخي بين مصر ومجموعة موانئ أبو ظبي لإنشاء منطقة صناع ...
- ألمانيا تعيد السماح للسوريين بعرض أسباب اللجوء وتبقي على تعل ...
- ماذا تقول الأرشيفات السوفيتية عن صراع الاستخبارات العالمية ف ...
- الإعلام العراقية توقف برنامجا شهيرا وتمنع إعلاميا من الظهور ...
- خبير فنلندي يتحدث عن -الوسيلة الوحيدة- لمنع نشوب حرب عالمية ...
- لافروف يؤكد لنظيره الباكستاني استعداد موسكو للمساعدة في تسوي ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رحيم حمادي غضبان - الصحافة .حارسة الحقيقة