أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - محمد حبش كنو - قانون الكلب














المزيد.....

قانون الكلب


محمد حبش كنو

الحوار المتمدن-العدد: 8330 - 2025 / 5 / 2 - 00:25
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


( قانون الكلب )

في أواخر القرن التاسع عشر تحولت المجتمعات من النظام الاقطاعي الذي يعتمد على الزراعة إلى البدء في الدخول إلى النظام الرأسمالي ومع تطور العصر الصناعي في القرن العشرين تبلورت الرأسمالية في الغرب بشكل أكثر وضوحا وقوة وتنظيما .

ظهرت اشكاليات عدة في هذا النظام فيما يخص طبقة العمال التي تعمل وتشقى من أجل لقمة العيش بينما تزداد ثروة صاحب رأس المال فيعيش رفاهية كبيرة على حساب جهد العاملين وهنا بدأت الأفكار الاشتراكية تنتشر فخرجت نظريات ماركس وغيره ودعوا إلى الثورة على النظام الرأسمالي .

على إثر ذلك تبنت روسيا الفكر الاشتراكي وخرجت الثورة من هناك وأصبح العالم أمام معسكرين متضادين المعسكر الشرقي السوفيتي الاشتراكي والمعسكر الغربي الرأسمالي وبدأ صراع النفوذ حول العالم .

الرأسمالية طورت نفسها منذ ذلك الحين حتى لا تقوم ثورات اشتراكية في بلدانها وعليه تم حقن الرأسمالية وتطعيمها بكثير من الأفكار الاشتراكية فأصبح العامل يتمتع بالضمان الصحي والاجتماعي والتعويض عن الضرر وساعات عمل محددة وقوانين كثيرة حمته من التوحش الرأسمالي وهكذا تطورت المجتمعات الغربية .

الإشتراكية غرقت في الفساد والدكتاتورية والسرقة والفشل الاقتصادي وبدل أن تحمي العامل جعلته مجرد خادم في سلطة الدكتاتور يعمل له ليلا نهارا ولا يجني سوى شعارات فارغة صدعت المجتمعات الاشتراكية على مدى عقود وذهب ضحيتها ملايين الأشخاص حتى وصل عدد من ماتوا جوعا في الصين إلى خمسين مليونا قبل أن تصحو هي نفسها من غفلتها وتطعم نظامها الاشتراكي بالنموذج الرأسمالي .

الفكرة المهمة تبدأ من القاعدة التالية وهي قاعدة الكلب فالرأسمالية اعتمدت نظام شبع شعبك يتبعك المستمدة من قانون شبع كلبك يتبعك أما الاشتراكية فتبنت نظام جوع شعبك يتبعك والمندرجة تحت بند جوع كلبك يتبعك .

كانت برلين خير نموذج لهذين النظامين فبينما أغرق الغرب سكان برلين الغربية بالرفاهية والحرية أغرق السوفييت برلين الشرقية بالجوع والشعارات والقمع والتنكيل وهكذا هرب ملايين الأشخاص من ألمانيا الشرقية إلى الغربية زحفا وحبوا حتى أن سكان ألمانيا الشرقية في تناقص منذ ذلك الحين .

الأنظمة التي دارت في فلك الإتحاد السوفيتي اتبعت نفس النموذج مثل نظام عبدالناصر الذي أغرق المصريين في المجاعة بعد رفاهية العصر الملكي أما أسوأ نموذج في الشرق الأوسط فكان النموذج الأسدي الذي حاصر الشعب وجوعه وقطعه عن العالم حتى أصبح الشعب يلهث من أجل لقمة العيش ومن يحصل على سيارة كان يعتبر من الأغنياء المرفهين .

الأنظمة الاشتراكية تبنت فكرة الزعيم الإله الذي يجب أن يموت الشعب كله من أجله وهكذا ظهرت الاعتقالات والقتل والتدمير والسحق فكان نظام صدام الذي دفن عشرات الآلاف أحياء في صحراء السماوة في العراق فيما يسمى بعمليات الأنفال وكان نظام الأسد الذي دفن سكان حي التضامن في حفرة وأشبعهم رصاصا ثم أحرقهم كأنهم نفايات وليسوا بشرا من لحم ودم .

في وجهها الآخر تعتبر حرب بوتين على أوكرانيا خوفا من الديمقراطية والحرية التي اقتربت من حدوده حين انتخب الأوكرانيون رئيسا مدنيا بشكل حر ونزيه على عكس ما يعتقد البعض بأن الحرب بسبب اقتراب أسلحة الناتو من حدوده فالناتو يحيط بروسيا منذ زمن سحيق والدكتاتور لا يخشى السلاح بل يخشى اقتراب الديمقراطية والحرية من مضاربه ولذلك كان بوتين يكرر قبل الحرب بأن الديمقراطية الغربية لا تناسب كل الدول .

يقول ويل ديورانت في كتابه عبر التاريخ وهو ملحق بكتاب قصة الحضارة :
إن الديمقراطية الرأسمالية قد لا تكون مثالية وفيها نواقص كثيرة لكنها أفضل ما أنتجته البشرية حتى اليوم .



#محمد_حبش_كنو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت الإله
- كيف تفكر جماعة الجولاني ..؟؟
- فكرة الحشاشين
- حدثتهم عن حلب وعن بنات حلب
- لماذا لا تضرب أمريكا وكلاء أيران بجدية ..؟؟
- قرابين على مذبح الأوهام
- عن الصراصير والنووي والبنات والكاكاو وأشياء أخرى
- ذات حضن
- ما ضاع حق وراءه مشاغب
- إن يكن قلبي جريحا .. موشح على الطراز الأندلسي
- الحجاب عادة أم عبادة . نظرة تاريخية على ضوء قضية شهيدة الحجا ...
- رواية سفر الرجوع
- سوريا والتحركات الكردية بين واشنطن وموسكو .. حلول مؤجلة كردي ...
- وطن أحمر
- حينها أدركت بأنني كردي
- إلا رسول الله كلمة حق يراد به باطل
- البرلمان هو الحل المنقذ لأكراد سوريا
- فلسفة الوجود واللاوجود
- عن كورونا والسياسة والقمح والشعير
- حرب المعابد


المزيد.....




- من جزيرة سياحية إلى زنزانة مشددة.. ترامب يريد إعادة تشغيل سج ...
- محكمة العدل الدولية ترفض دعوى السودان ضد الإمارات
- وزير إسرائيلي: قد نفكر في ضم غزة ولن ننسحب منها حتى لو أفرجت ...
- الصين تعيد النظر في شراء الغاز المسال من الولايات المتحدة
- بدأوا بتحضير أوكرانيا لحرب جديدة
- تغير المناخ يهدد أوروبا بانتشار فطر قاتل
- لبنان.. القضاء يدعي على 9 عناصر من حماس
- الاستخبارات الروسية: أوروبا وكييف تحاولان إفساد الاحتفالات ب ...
- دول شرق الناتو تخشى من فرض واشنطن قيودا على استخدام الأسلحة ...
- انخفاض قياسي في طلبات اللجوء المقدمة من السوريين إلى الاتحاد ...


المزيد.....

- نعوم تشومسكي حول الاتحاد السوفيتي والاشتراكية: صراع الحقيقة ... / أحمد الجوهري
- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - محمد حبش كنو - قانون الكلب