أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حبش كنو - عن الصراصير والنووي والبنات والكاكاو وأشياء أخرى














المزيد.....

عن الصراصير والنووي والبنات والكاكاو وأشياء أخرى


محمد حبش كنو

الحوار المتمدن-العدد: 7489 - 2023 / 1 / 12 - 06:42
المحور: الادب والفن
    


حساسية الكاكاو مشهورة جدا حيث لا يستطيع البعض تناول الشوكولا أو شرب الكاكاو لكن ما أثار استغراب العلماء أن البعض يتحسس من الكاكاو دون أن تظهر لديه تلك الحساسية في الاختبارات ..؟؟؟!!!!

بعد البحث والتقصي تبين أن هؤلاء لديهم حساسية الصراصير حيث يستحيل منع دخول الصراصير إلى محصول الكاكاو وبالتالي تسمح الدول بطحن الكاكاو مع الصراصير على أن لا تتجاوز الصراصير نسبا كبيرة .

الصراصير تحتوي على بروتينات عالية الجودة ولذلك يأكلونها في الصين وبعض الدول الأخرى مقلية ومشوية وتكون مقرمشة وذات طعم لذيذ حسب المتذوقين وعموما ليس الصينيون وحدهم من يأكلونها فكلنا أكلناها فليس فينا واحد لم يأكل الشوكولا أو يشرب من منتجات الكاكاو .

تخاف كل البنات من الصراصير بشكل مفزع يصل حد الهلع والصراخ وربما نوبة إغماء وقد حاول الباحثون فهم هذه المعضلة وهناك دراسات كثيرة حول ذلك والسبب أن الصرصور لا يعض ولا يقرص وليس ساما مثل الكثير من الحشرات ورغم ذلك ترتعب منه الفتيات .

ما يثير الاستغراب أكثر أن أي فتاة إذا رأت عقربا فإنها تقتله غالبا بكل شجاعة بينما تنتفض كهرة مرعوبة إذا رأت صرصورا يقترب منها والغريب أكثر أن هذا موجود في جينات النساء حول العالم أجمع بمختلف الأعراق والثقافات فما السبب ..؟؟؟؟

حاول العلماء وضع بعض التفسيرات منها أن ذلك يرجع إلى عصور ما قبل التاريخ حيث إن الخوف من الحشرات حمى النساء وأولادهن من المخاطر لكن هذا ليس تفسيرا مقنعا فخوف النساء لا يشمل جميع الحشرات بينما يكون العنكبوت والصرصور على رأس القائمة .

بعض التفسيرات تقول بأنها حالة اجتماعية وليست جينية فالطفلة الرضيعة لا تخاف من الصراصير بل تحاول استكشافها ولمسها لكن مع مرور الزمن حين ترى خوف النساء الأكبر سنا من الصراصير يتولد لديها ذلك الرعب تدريجيا بمعنى أوضح كل جيل يورث للجيل الآخر تلك المخاوف .

بعض التفسيرات تدعي أن هذا الخوف مصطنع حيث تحاول الفتاة أن تبدو لطيفة وكيوت لكن هذا التفسير غير مقنع أيضا فأمام حشرات أخرى لا تصطنع النساء ذلك وفوق ذلك هناك رعب حقيقي غير مصطنع في مختلف الشعوب والثقافات .

شخصيا أرى أن الموضوع له عمق نفسي ارتباطي بمعنى أن البنات يربطنها لا إراديا بشيء آخر شبيه ألا وهو الرجل المغتصب أو المتحرش أما لماذا يبدو الصرصور متحرشا فلأن شورابه الطويلة وحركاته الغريبة وهو يقترب يوحي للفتاة أن هناك متحرشا يهاجمها فيولد لديها ذلك الرعب .

ما يدعم نظريتي أكثر أن هذا الخوف يتلاشى لدى المتزوجات فالخوف مرتبط بالبنات أكثر وذلك لأن النساء المتزوجات لا يخفن من الرجل المتحرش لأنهن جربن عالم الرجال وأصبحن أكثر قدرة للتعامل معه .

قلت في نفسي ذات مرة لو أن الأمر كذلك فلا بد أن فتيات الليل لا تخشين الصراصير أبدا وذلك لجرأتهن وعدم خوفهن من التحرش وعالم الرجل المتربص وكان لا بد أن أسأل هذه الفئة حتى أتأكد .

لأن لدي فضول المعرفة قمت بسؤال هذه الفئة وبالفعل تأكدت نظريتي حيث إن الغالبية العظمى من فتيات الليل لا ترتعبن أبدا من الصراصير وتسحقنها بأحذيتهن بكل برود .

يقول الفيلسوف نيتشه إن القيم ترتبط بالجمال ولذلك نحزن على موت الفراشة ونفرح لمقتل الصرصور ويقول أحمد شوقي عن نملة كسولة :

فخرجت الى التماس القوت
وجعلت تطوف بالبيوت
تقول : هل من نملة تقية
تجود بالقوت على الوليه
فصاحت الجارات ياللعار
اتشحذ النمله كالصرصار

الصرصور إذن هو رمز للتحقير ولذلك كان الجيش النازي يطلق لفظة الصراصير على المساجين حتى يسهل على الجنود قتلهم .

حقيقة لا أعلم أين أخذنا الموضوع ولماذا كتبت عن عالم الصراصير لكن أحب أن أذكر كل الفتيات اللاتي تعشقن الشوكولا أنكن تأكلن الصراصير كل مرة تلتهمن فيه لوح شوكولا لكن بنسب ضعيفة .. ربما جزءا من شنب الصرصور .

لكن لا تتركن الشوكولا لمجرد منشور عابر فهي مفيدة وتحسن المزاج وترفع الدوبامين خاصة إذا علمتن أننا جميعا نأكل أشياء عجيبة وغريبة كل يوم .

في العصر الحديث كل إنسان يستهلك ما يعادل بطاقة هوية من البلاستيك أسبوعيا وهي كمية كبيرة لا تستطيع الكبد التعامل معها ولذلك أصبحت أمراض الكبد أكثر انتشارا عما سبق .

كل الأسماك البحرية خاصة الكبيرة ملوثة بالزئبق ونحن نتناول الزئبق وهو أيضا يشكل عبئا على الكبد لكن هناك ملوثات أخرى كثيرة نتناولها بسبب مخلفات الحروب التي تلوث المياه والتربة والأجواء .

دولة السويد أسكنت المهاجرين في الشمال وهي مناطق ملوثة بالإشعاع النووي وكل من أجرى فحوصا هناك تبين وجود نسبة كبيرة من المعادن الثقيلة في دمهم علما أن دولة السويد لم تخبرهم بذلك ولذلك لدى أغلب سكان الشمال تلف في الغدة الدرقية .

في سوريا تلوث كل شيء بسبب مخلفات الحرب وفي أوكرانيا سابقا كانت تشرنوبل التي لوثت أجزاء ضخمة من أوروبا وحاليا هناك حروب تلوث الأخضر واليابس .

المثير للدهشة أن الصرصور الذي يتواجد على الأرض منذ أيام الديناصورات لم يتأثر بالإشعاعات النووية التي خلفتها كارثة تشرنوبل .

البشر يعانون اليوم من مشاكل المناخ والتلوث ومخلفات الحروب وتراكم البلاستيك في المحيطات ورغم ذلك لا يتعظون ويزدادون حبا في التدمير والتخريب .

يوم القيامة ليس قدرا إلهيا ولكنه سيكون يوما ما صناعة بشرية .



#محمد_حبش_كنو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذات حضن
- ما ضاع حق وراءه مشاغب
- إن يكن قلبي جريحا .. موشح على الطراز الأندلسي
- الحجاب عادة أم عبادة . نظرة تاريخية على ضوء قضية شهيدة الحجا ...
- رواية سفر الرجوع
- سوريا والتحركات الكردية بين واشنطن وموسكو .. حلول مؤجلة كردي ...
- وطن أحمر
- حينها أدركت بأنني كردي
- إلا رسول الله كلمة حق يراد به باطل
- البرلمان هو الحل المنقذ لأكراد سوريا
- فلسفة الوجود واللاوجود
- عن كورونا والسياسة والقمح والشعير
- حرب المعابد
- الأزمة السورية وملاحم آخر الزمان
- معركة إدلب الكبرى بين الوهم والحقيقة
- حتى لا يتحول الكرد إلى السمكة الثالثة
- دراسة عن تنظيم القاعدة والعمال الكردستاني كنموذجين في الحرب ...
- تناقض الصراعات الداخلية الأمريكية تلقي بظلالها على مشاريعها ...
- وداوها بالتي كانت هي الداء .. عفرين وآخر أوراق الكرد
- ماذا وراء سقوط الطائرات في سوريا ..؟؟


المزيد.....




- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حبش كنو - عن الصراصير والنووي والبنات والكاكاو وأشياء أخرى