أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حبش كنو - ماذا وراء سقوط الطائرات في سوريا ..؟؟















المزيد.....

ماذا وراء سقوط الطائرات في سوريا ..؟؟


محمد حبش كنو

الحوار المتمدن-العدد: 5784 - 2018 / 2 / 11 - 02:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يحدث من سقوط للطائرات فوق الأجواء السورية هو بسبب تحديد مناطق النفوذ لكل دولة مشاركة في الصراع السوري فأثناء محاربة داعش والتنظيمات الجهادية كان هناك شبه تنسيق بين الأطراف كونها كلها كانت تتحجج بنفس الحجة وهي محاربة تنظيم الدولة لكن الحقيقة المكشوفة أن كل طرف يريد أن يستفرد بمنطقة نفوذ حددها لنفسه قد تكبر أو تصغر حسب الوقائع والجميع بلا استثناء في كل دول العالم يعلم جيدا أن المسألة السورية أصبحت مسألة فريسة يجب أن يأخذ كل واحد حصته منها .

المشكلة الكبرى أن دولة البغدادي انتهت ونفوذ الميليشيات الجهادية الثورجية تضاءل بشكل كبير وبالتالي فهناك صراع كبير على التركة لم يكن ليظهر أثناء المعركة ولكن ظهر أثناء تقاسم الكعكة .

منذ بداية الأزمة حدد صانع القرار الدولي إستراتيجية مهمة ليكون لكل واحد حصته في سوريا وتتمثل هذه الإستراتيجية بمبدأ ( دفع الثمن ) بمعنى أن كل من يريد أن يأخذ حصة في سورية يجب أن يدفع ثمن ذلك وهو مبدأ بسيط وشفاف فمن الطبيعي لأية دولة تطالب بنفوذ ما في فريسة ما أن تكون قد دفعت ثمنا لذلك وإلا لن يرضى من دفع الثمن بمشاركة غيرهم لهم بالفريسة ولكل شيئ كلفة وثمن سواء كانت مالية أو بشرية وقد أطلقت أمريكا 35 ألف قذيفة مدفعية في حرب الرقة وحدها متجاوزة عدد ما أطلقته في فيتنام أو في حرب عاصفة الصحراء في العراق .

بعض اللاعبين فهموا هذه اللعبة باكرا لذلك سارعوا كل مرة إلى كشف عدد قتلاهم في سوريا كما فعل حزب الله وإيران بعد أن كانوا يخفون قتلاهم في البدايات لكنهم فطنوا للعبة باكرا وربما أتى ذلك بعد تحرير منبج حين قال الأمريكيون للأتراك بأنهم لن يستطيعوا تسليم منبج لهم أو للمعارضة كون الأكراد دفعوا أثمانا باهظة من دمائهم في تحريرها ولذلك لم يكن هناك مشكلة للأمريكان بزج الشباب غير ذوي الخبرة في معارك منبج عكس ما حدث في الرقة بعد ذلك .

تركيا لم تفهم اللعبة باكرا ولا انخرطت في الحرب على داعش إلا بعد الإنتقادات الغربية الواسعة وبعد أن رأت تمدد الأكراد وكيف أن الأمور باتت تخرج من يدها فسارعت إلى استغلال الجيب الهش ما بين جرابلس والباب واحتلته بعد أن كسر التحالف والكرد ظهر داعش في كوباني ومنبج ولكن تركيا لم تحارب فعليا ولم تدفع الثمن من جنودها وبدا الأمر أشبه بمسرحية لم تقنع الغرب بأن تركيا أيضا تحارب داعش بل ظل التكهن الأبرز أن تركيا هي من سهلت كل هذا لداعش وباقي الجهاديين على الأراضي السورية .

في عموم المنطقة تصرفت تركيا بمنطق الضبع حيث إن الضباع في البرية لا تصطاد ولكنها تستخدم آلية أخرى وهي أنها تتجمع حول فريسة إصطادها نمر أو أسد و تبدأ بالصراخ وإصدار أصوات مزعجة تضطر الأسد أحيانا للمغادرة وترك الفريسة لها أو يأخذ الأسد أغلب حاجته ويترك ما تبقى لتلك الضباع .

تركيا حاولت أن تحصل على كل شيئ بالصوت فقط دون أن تتدخل فعليا كأمريكا وروسيا وإيران وفعلت ذلك حين طالبت بالموصل فقد أرعدت وأزبدت وصرخت رغم أنها لم تحرك ساكنا حين احتلت داعش الموصل وقد كانت قواتها على مرمى حجر من داعش في القواعد التي أقامتها تركيا في إقليم كردستان ولذلك تم استبعادها من وليمة الموصل عكس إيران التي تواجدت فعليا وشاركت ودفعت الثمن لدرجة أن الغرب كافأها بأن أعطاها أكبر مدينة غنية بالنفط في العراق هي كركوك رغم العداء الأمريكي لإيران .

تركيا فهمت مؤخرا اللعبة أكثر وعلمت أن لا مناص من التواجد الفعلي ودفع الثمن ورغم أن بعض اللاعبين اختاروا لها إدلب كنقطة إنطلاق لمحاربة النصرة وتنظيم القاعدة فإنها نسقت معهم وأدخلت آلياتها وربضت على تخوم عفرين لينكشف أن وجهتها هي عفرين فقط ولا تهمها التنظيمات الجهادية وكان أن هاجمت على عفرين وأخذت تذكر عدد قتلاها من الجنود بدل أن تخفيه لتطبق نظرية دفع الثمن لكن يبدو أنها تورطت ولم تتقن اللعبة جيدا فكما هو ظاهر ستدفع ثمنا كبيرا وربما لن تحصل شيئا من عفرين وسيكون هذا الثمن بديلا عن دخولها السهل لخط جرابلس الباب بمعنى أن هذا سيكون ثمنا لذاك حتى يرضى المجتمع الدولي بتلك الحصة التي اقتطعها من ميراث دولة البغدادي .

لعبة الطائرات المتساقطة كلها رسائل بين اللاعبين الكبار فالطائرة الروسية التي سقطت في إدلب سقطت بصاروخ أمريكي وكان لذلك عدة مدلولات أولها أن طائرات السوخوي هذه ليست بتلك القوة التي تتفادى صاروخا أرضيا محمولا على الكتف وهذا يندرج تحت صراع سوق الأسلحة المحتدم بين روسيا وأمريكا وقد ردت روسيا سريعا بإسقاط طائرة إسرائيلية أمريكية الصنع f16 والتي تتميز بنظام كشف دقيق جدا والمفاجأة ان الإسقاط قد تم بمضادات قيل أنها صنعت منذ الستينات من القرن الماضي وهو ما أثار إستغراب المتابعين العسكريين .

ثاني هذه المدلولات هو أن روسيا وإيران إنتقمتا لعملية استهداف قواتهم من قبل التحالف في دير الزور والذي راح ضحيته مئة مقاتل على الأقل وكذلك أرادت إيران أن تثبت مدى قوة وجودها في سوريا وعدم قدرة أحد على إزاحتها بسهولة وعدم التخلي عن نفوذها فهي دخلت منذ بداية الأزمة كلاعب يعتبر سوريا جزءا لا يتجزأ منه أبدا .

المحصلة النهائية لهذه المعمعة هي أن هناك صراعا وصل حد السعار لتقاسم التركة وأن كل واحد غير مقتنع بحصته أبدا فروسيا والنظام تريدان عودة كل شيئ إلى ما قبل 2011 وكأن شيئا لم يكن لذلك بدأت بانتهاج بعض المسرحيات الهزلية في سوتشي والتي كانت مضحكة وبعيدة عن الواقع السوري وعملية إسقاط طائرتها في إدلب كان ردا غربيا مناسبا لها حيث أوصلت لها رسالة أنها ليست اللاعب الوحيد في سوريا هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لا تريد أمريكا أن تسقط إدلب بيد النظام والروس و ربما يكون ذلك لأحد سببين فإما أن أمريكا تريد إقامة إقليم سني بما أن السنة أيضا دفعوا أثمانا غالية وبالتالي فإن تسليم مساحة للسنة حتى لو كانت بطابع ديني سيخفف من وطأة الإرهاب عكس ما لو تم القضاء على المعارضة السورية نهائيا فإن هذه العناصر ستتناثر في بقاع الأرض وستشكل تهديدات جهادية على العالم أجمع .

السبب الثاني ربما يكون مغايرا وهو أن أمريكا تريد الإبقاء على القاعدة في إدلب حتى تتحجج بدخولها مستقبلا عبر حليفها قوات سوريا الديمقراطية لتحريرها من القاعدة ولا نستبعد هذا السيناريو وإن كان غير مخالف لفكرة الإقليم السني الذي قد يقام على مساحات أخرى قريبة من ذلك وفي كل الأحوال تتغير الإستراتيجيات مع الأحداث .

بقي لنا أن نذكر أن ابتهاج السوريين من الطرفين موالاة ومعارضة بسقوط هذه الطائرات ينم عن وعي سياسي غير ناضج فهذه الطائرات تسقط بسبب ألاعيب الكبار أما السوريون فهم من يدفعون الثمن فقط حيث تقصف كل دولة إنتقاما لطائراتها المدنيين هنا وهناك .

في النهاية فإن لكل دولة إستراتيجية في سوريا فهناك صراع في سوق السلاح والطاقة والنفط والغاز والمياه ومناطق النفوذ وبناء القواعد العسكرية ولذلك تتساقط الطائرات في السماء السورية ويجب علينا أن لا نغفل هنا بعد أن ذكرنا إستراتيجة كل دولة وهذا الصراع المحموم أن لا ننسى إستراتيجية المعارضة السورية أيضا والتي تتمثل في سرقة الدجاج والجرارات الزراعية والأدوات المنزلية المهترئة فكل خلق لما هو ميسر له ..!!!!



#محمد_حبش_كنو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تلمع الفاتيكان وجه القاتل
- موناليزا الكرد بارين كوباني
- نواة الحماية الذاتية .. الإستراتيجية الرابعة لإقليم كردستان
- تصحيح مسار الإعلام .. الإستراتيجية الثالثة لإقليم كردستان
- إصلاح هيكلية البيشمركة .. الإستراتيجية الثانية لإقليم كردستا ...
- ليس للكردي إلا المكر والدهاء .. الإستراتيجية الأولى لإقليم ك ...
- حين سيطر الإخوان في غفلة من الزمن
- دراسة عن إستفتاء كردستان من وجهة نظر أعمق
- مئة عام تأخر الإستفتاء فمتى يكون وقته مناسبا ..؟؟
- هل خالفت تونس حقا شرع الله ..؟؟
- هل تستطيع الهروب من الله ..؟؟
- إنتهت الأزمة و هذا ما يلوح بالأفق في سوريا
- العرس في الرقة والطبل في عفرين .. ماذا تريد تركيا من عفرين . ...
- شريف باشا باق ويتمدد ..!!!
- ماذا يقصد فورد بقوله سيندم الأكراد على ثقتهم بأمريكا ..؟؟
- الجذور الخفية لعلاقة بريطانيا بالجماعات الإسلامية المتطرفة
- الإسلام في زمن الكوليرا
- القاصر السوري مجرم أم ضحية المجرمين ؟
- من المسؤول عن تفجير الكنائس في مصر .. الدولة أم الإسلاميون أ ...
- أين كنتم يوم كانت باقية وتتمدد ..؟؟


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حبش كنو - ماذا وراء سقوط الطائرات في سوريا ..؟؟