أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سمير عادل - طرد الاحتلال وإنهاء خطر العصابات الطائفية مهمتنا نحن















المزيد.....

طرد الاحتلال وإنهاء خطر العصابات الطائفية مهمتنا نحن


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 1803 - 2007 / 1 / 22 - 12:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مابين الإسلام السياسي الشيعي والسني والتيار القومي العروبي:
العراق هي الساحة التي تصارعت عليها التيارات المعادية للولايات المتحدة الأمريكية. والعراق ايضا الساحة التي تعانقت مصالح اعداء الامس ضد العدو التقليدي. فعلى مدى ثمان سنوات من حرب دموية بين تيار الاسلام السياسي الشيعي المتمثل بالجمهورية الاسلامية والتيار القومي العروبي المتمثل بالنظام ألبعثي، يتحولان وللوهلة الاولى بعد اسقاط النظام ألبعثي واحتلال العراق الى جبهة واحدة ضد قوات الاحتلال. فها هي جماعة الصدر تواجه قوات الاحتلال وتتلقى الدعم الكامل من الاسلام السياسي السني وينخرط اعضاء البعث وفدائي صدام بأعداد ليست قليلة في صفوف جماعة الصدر لمقارعة الاحتلال، وقد اكد عليها الناطقين باسم جماعة الصدر الى وسائل الاعلام. وفجأة تتزعم جماعة الصدر التيار المناهض للاحتلال على صعيد العراق. وتتصدر هذه الجماعة مانشيتات المقالات واحاديث ومؤتمرات المثقفين القوميين العروبيين. وتتفرد الصحف القومية العروبية بصولات وجولات وبطولات جيش المهدي. الا انهم لم يحسبوا ابدا ان جيش المهدي سيطعنهم من الخلف دون ان ترجف لهم جفن وان العرس الاسلامي القومي لن يستمر اكثر من عام. فالصراع المحموم والتاريخي من اجل النفوذ والسلطة في المنطقة بين الاسلام السياسي السني والاسلام السياسي الشيعي من جهة وبين التيار القومي العروبي والاسلام السياسي الشيعي من جهة اخرى هو اكبر من جميع المصالح الوقتية. فما لم يستطع تصفيته بين نظام طالبان في افغانستان والجمهورية الاسلامية في ايران جرى تصفيته على الساحة العراقية. وما لم يتم تصفيته على الجبهة الشرقية ولمدة ثمان سنوات بين الجمهورية الاسلامية والنظام القومي العروبي تم تصفيته داخل الساحة العراقية.
ويتفكك التشابك الذي حصل في المصالح بين الاسلام السياسي الشيعي والسني والقومي العروبي الذي بات يتكسر على صخرة النفوذ والسلطة في العراق. فجماعة الصدر حصلت على النفوذ والسلطة داخل ما سميت بالعملية السياسية وتلتحق من جديد ومن خلال السلطة بمكانها الاصلي وهو الائتلاف الشيعي الذي ايد الحرب والاحتلال وتدمير العراق. وعليها ان تفك الترابط الذي الزمت نفسها به مع الاسلام السياسي السني والقومي العروبي الذي الحق نفسه بخيمة الاسلام السياسي بعد ان تهاوى في 9 نيسان 2003.
ترد جماعة القاعدة على هزيمتها في معركة تلعفر في ايلول عام 2005 على يد حكومة الجعفري بفتوى ابادة دم الشيعة. وها هو جيش المهدي يميط اللثام عن الهوية الطائفية لجماعة الصدر ويرتكب ابشع الجرائم بحق الانسانية و عمليات القتل على الهوية. وينجح بالتعاون مع القاعدة في دفع المجتمع العراقي الى مستنقع الحرب الطائفية التي توجت في حادث سامراء في شباط من عام 2006. ومنذ ذلك الحين تتوجه الحراب صوب صدر الابرياء من المصنفين على الشيعة والسنة بدلا من صدر "الشيطان الاكبر". ويتحول جيش المهدي من عدو لقوات الاحتلال الى عدو للابرياء المصنفين على السنة. وهذا هو الحال بالنسبة للقاعدة التي تمثل الإسلام السياسي السني وجرت معها جماعات مثل هيئة علماء المسلمين الى خانتها الطائفية كما ذكرت في بداية المقال.
وتأتي المرحلة الثانية من تصفية الحساب بين الاسلام السياسي الشيعي والتيار القومي العروبي الذي ترك بصماته الاليمة على جيلا كاملا خلال الحرب العراقية-الايرانية. فممثلي الاسلام السياسي الشيعي يعدون لحفل عرس دموي كي ينتقموا لمن جرع السم عندما وصف ايقافه للحرب الدموية بين العراق وايران. وقد رقصوا فرحا حول جثة صدام حسين الذي يتدلى من حبل المشنقة. ويصف موفق الربيعي مستشار الامن القومي واحد ممثلي الاسلام السياسي الشيعي كذبا بأن ذلك الرقص تقليد عراقي. فالحق يقال ان ذلك التقليد ليس بعراقي بل هو تقليد قبائل آكلي لحوم البشر قبل التأريخ. وبموت صدام حسين يختم التيار القومي العروبي صفحته على الاقل في هذه المرحلة من الزمن.
وتؤكد تلك الإحداث من جديد صحة التحليل السياسي الذي جاء في منشور مؤتمر حرية العراق: بأن مثلث الجمهورية الإسلامية والإسلام البن لادني والتيارات الاسلامية بما فيها الشيعية والسنية عاملا اساسيا من عوامل الانحطاط السياسي والاجتماعي للمجتمع في العراق.
قبل عام اشرت في مقال من جزأين " جماعات المقاومة المسلحة وأزمة الهوية" نشر في جريدتي "القدس العربي" و "معا نحو الحرية" ومن ثم مقال " إستراتيجية الفوضى" نشر في "معا نحو الحرية ": بأنه لا يمكن انهاء الاحتلال دون راية توحد صفوف الجماهير. وبعد هزيمة التيار القومي العروبي بسقوط بغداد حملت جماعات الاسلام السياسي راية المقاومة وبعد فتوى الزرقاوي في ابادة دم الشيعة، انشطرت تلك الراية الى رايتين الاسلام السياسي الشيعي والاسلام السياسي السني. وبهذا فشلت في توحيد جموع المجتمع العراقي تحت راية واحدة و هوية واحدة. ولم تبق اية هوية بأمكانها ان تجمع لحمة جماهير العراق لانهاء جميع مآسي المجتمع العراقي سوى الهوية اليسارية واولها انهاء الاحتلال... في ذلك الوقت لم يكن"مؤتمر حرية العراق" قد احتل بعد مكان يذكر داخل القوى المناهضة للاحتلال نظر لحداثة تأسيسه.
اصبح واضحا اليوم اكثر من أي وقت مضى بأنه لا يمكن طرد الاحتلال دون وجود قوة يسارية. فقد كشفت الاحداث على مدى اكثر من عام الهويات الطائفية للعديد من مجموعات المقاومة المسلحة التي بررت وجودها بمناهضة الاحتلال. وقد ارتكبت المئات من الجرائم اذا لم نقل الالاف ضد الابرياء بعد الحكم عليهم بالتصنيف الطائفي ومن ثم اباحة دمائهم. ومن هذه الجماعات على سبيل المثال لا الحصر والتي برزت عناوينها القاعدة وجيش المهدي وجيش عمر الذين لعبوا دورا كبيرا في عمليات القتل والتطهير الطائفي. ولم تقف عند حدود تلك الجماعات بل وجَرّتْ معها إطراف مثل هيئة علماء المسلمين التي حاولت النأي بنفسها عن التصنيف الطائفي والظهور بمظهر الحركة الوطنية الاسلامية، الا انها فشلت في النهاية الا ان تكون في الخانة الطائفية.

ان تكبيد قوات الاحتلال الخسائر في صفوفه بحد ذاته ليس كافيا لانهاء الاحتلال. وفي وضع العراق حيث لا وجود لمظلة سياسية تجمع او توحد جميع الفصائل المعارضة والمناهضة للاحتلال تصبح المهام اكثر صعوبة للوصول الى الهدف المنشود. بعبارة اخرى ان رفع راية مناهضة الاحتلال ليس كافيا دون وجود راية توحد صفوف الجماهير ضد الاحتلال ومشاريعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
اليوم يعاني العراق من مشكلتين متلازمتين لا يمكن فصل احدهما عن الاخرى كما بينت في عدة مناسبات الا وهي مشكلة الاحتلال ومشكلة الحرب الاهلية الطائفية. ان موضوعة الامن والامان هي احدى المسائل الملحة التي يجب الرد عليها. فلا يمكن ان ترفع راية مناهضة الاحتلال في الوقت الذي لا تجد من يقفون خلف هذه الراية خوفا من قتلهم بسبب تصنيفهم الطائفي.
ان جماهير العراق وبعد اكثر من ثلاث سنوات ونصف لا تحتاج الى التعبئة الدعائية السياسية ضد الاحتلال كي تعرف ماهيتها اللانسانية. لانه ببساطة فشل الاحتلال في تقديم الحد الادنى لشروط البقاء الانساني. الا اننا كقوة مناهضة للاحتلال نرتطم بجدار الحرب الاهلية التي مضت كنار في الهشيم تنسف اسس توحيد صفوف الجماهير ضد الاحتلال.
ان تجربة العراق في محاربة الاحتلال لا تشبه تجربة أي بلد ناضل ضد الاحتلال في التأريخ الحديث. ففي جميع المجتمعات التي وقعت تحت الاحتلال تلتف الجماهير حول راية محددة بالضد من قوى الاحتلال. ومن الطبيعي هناك دائما قوى محلية متعاونة مع مشروع الاحتلال. وعليه ينقسم المجتمع الى من يؤيد الاحتلال والى من يقف ضد الاحتلال. لكن في حالة العراق فأضافة الى مشكلة الاحتلال هناك مشكلة حرب اهلية تعمل بشكل عملي على طمس المشكلة الاولى التي انتجت الثانية.
نعم ان ادارة الاحتلال تعمل بشكل حثيث دون جدوى على خلق الاستقرار الامني في العراق لانجاح مشروعها السياسي من اجل الترويج والدعاية لمفاهيم النظام العالمي الجديد ومشروعها الشرق الأوسطي. لكنها هي الاخرى تصطدم بالحرب الاهلية التي تزعزع مكانتها وجميع مشاريعها. هذه حقيقة واقعة تحاول قلبها. الا ان الحقيقة الاخرى هي نفس الحرب الاهلية تعطي للاحتلال المبررات لجرائمه والترويج لبقائه في العراق. ومن الجانب الآخر تصبح هذه المسألة بالنسبة لنا واقصد الحرب الاهلية هي احدى المعوقات الجدية لتعبئة الجماهير وتوحيد صفوفها لطرد الاحتلال بالنسبة لحركتنا.
ان انتشال المجتمع العراقي من مستنقع الحرب الاهلية وبراثن الاحتلال واعادة الكرامة للبشر في العراق، من المهام الملقاة على الحركة التي بأمكانها اعطاء هوية واحدة للمجتمع العراقي، وتعلم تجربة العراق اذا لم توجد مثل تلك الحركة التي أشرت اليها فأن الحرب الاهلية بما فيها الطائفية والقومية ستكون من نصيب المجتمع العراقي حتى بعد انتهاء الاحتلال. وهذه هي المفارقة بين افغانستان والعراق. فالحرب الاهلية جاءت بعد خروج السوفيت من افغانستان أما في حال العراق فالحرب الاهلية نشبت أثناء الاحتلال وستستمر بعد الاحتلال.
أن تغيير هذه الاوضاع ليس سهلا وفي الوقت ذاته ليس مستحيلا. فجميع التيارات السياسية سقطت هوياتها ولن تستطيع الاستمرار الا بتقسيم العراق على امراء الطوائف. ان طرد الاحتلال وانهاء خطر العصابات الطائفية واعطاء هوية انسانية واحدة للمجتمع العراقي، خيارنا نحن. وليس أمامنا الا الفوز لصالح البشر في العراق.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المافيا تنفذ حكم الإعدام على صدام حسين
- ساندوا إضراب عمال النفط من اجل امن ورفاه الجماهير وحرية العر ...
- اطلاق حملة مليون دولار من اجل مؤتمر حرية العراق
- جلال الطالباني يتشدق بالديمقراطية في العراق ونوشيروان مصطفى ...
- رسالة إلى قادة نقابات عمال نفط الجنوب بمناسبة انضمامهم إلى م ...
- إستراتيجية الفوضى في العراق.. ومهامنا لمواجهتها
- جماعات المقاومة المسلحة وأزمة الهوية-الجزء الثاني والاخير
- حول إستراتيجية مؤتمر حرية العراق في طرد الاحتلال وملأ فراغ ا ...
- جماعات المقاومة المسلحة وأزمة الهوية -الجزء الاول
- حول تحالف قوى اليسار.. بعض الملاحظات في الرد على مقال رزكار ...
- نص كلمة سمير عادل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي ا ...
- رسالة مفتوحة الى السيد جلال الطلباني رئيس العراق الجديد حول ...
- التحالف القومي الكردي ـ الإسلام السياسي الشيعي غير المقدس
- في كركوك: عندما يغتال الاقتتال القومي براءة الأطفال
- عندما تتراجع الحركة العمالية، فالبربرية تسود المجتمع الإنسان ...
- نص كلمة سمير عادل سكرتير مؤتمر حرية العراق في مؤتمر مندوبي ع ...
- لا مكان لعشائر العصابات: انها تؤيد جريمة الصدر ضد الطلبة في ...
- خطاب في مؤتمر المرأة والدستور
- برنامج حكومة علاوي الانتخابي : لا وقود، ولا كهرباء ..لا بطاق ...
- افشال الانتخابات خطوة نحو افشال المشروع الامريكي


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سمير عادل - طرد الاحتلال وإنهاء خطر العصابات الطائفية مهمتنا نحن