حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 8318 - 2025 / 4 / 20 - 02:47
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
أثارَ تصريحُ نقيبِ الأطباءِ عن هجرةِ الآلافِ من شبابِ المهنةِ ضجةً؛ كلامُه سليمٌ من واقعِ معايشتِه الواقعِ الأليمِ. لكن الهجرةَ لم تطلْ الأطباءَ فقط فالكلياتُ العمليةُ تُعاني نقصًا شديدًا في أعضاءِ هيئةِ التدريسِ لأن من يسافرون من المعيدين للدراساتِ العليا لا يعودون لكلياتِهم.
واقعُ الكلياتِ الحكوميةِ غائمٌ في ذهنِ متخذي القراراتِ. الإسرافُ في إنشاءِ الجامعاتِ الأهليةِ بلا مقوماتٍ من أعضاءِ هيئةِ التدريسِ ساهمَ في تفريغِ جامعاتِ الحكومةِ من كوادرِها. أضِفْ المهامَ القوميةَ لعقودٍ. ما هي المهامُ القوميةُ؟ هي المناصبُ في أجهزةِ الدولةِ وهو ما يمكنُ تقبُله إلى حدٍ ما، وكذلك وظائفُ العمادةِ ورئاسةِ الجامعاتِ ونيابتِها، في أية جامعاتٍ. الجامعاتُ الأهليةُ تَحتكرُ أعضاءَ هيئاتِ التدريسِ من جامعاتِ الحكومةِ، ولو كانَ عددُ طلابِها وأعضاءِ هيئاتِ التدريسِ بها أقلَ منه في قسمٍ علمي بجامعةٍ حكوميةٍ! هل من كشفِ حسابٍ عن العائدِ من الجامعاتِ الأهليةِ باِستثناءِ المهامِ القوميةِ ومن اِستفادوا منها؟
أعضاءُ هيئاتِ تدريسِ على الورقِ لكن واقعًا المهامَ القوميةَ، أيًا كان مُسماها، تَستغرقُهم في أقسامٍ بعينِها. أليسَ التدريسُ بجامعاتِ الحكومةِ المجانيةِ مهمةً قوميةً؟ لأي مصلحةٍ توضعُ القوانين؟
ويتفاقمُ العجزُ مع قَصرِ الاِنتداباتِ بمقابلٍ مُتَميِّزٍ، على البرامجِ الخاصةِ بالكلياتِ الحكوميةِ ومنعِها عن البرامجِ المُسماةِ مجانيةٍ! لماذا؟ لأن من دفعوا تعليمَهم أولى بأعضاءِ هيئةِ تدريسٍ! كليتان في كليةٍ واحدةٍ!! الإدارةُ كياسة.
أعضاءُ هيئاتِ التدريسِ يُعانون، لوائحٌ يفرُضها من قلما يُحاضِرون، موادٌ بلا حسابٍ، استبياناتُ جودةٍ بلا سلوكياتٍ.
نقيبُ الأطباءِ ألقى حجرًا كبيرًا في مياهٍ راكدةٍ آسنةٍ، لكن هناك من يبخلون بزلطة عما تُعانيه جامعاتُ الحكومةِ. مُعاتبةٌ واجبةٌ، الأطباءُ في هجرَتِهم يلتزمون باِحترامِ حياةِ المرضى، أتراهم هنا بذات المسلكِ؟ الإجابةُ واضحةٌ دونَما أعذارٍ.
الغُربةُ مريرةٌ، لكن…
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟