أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - مجلس الإمعات الذي سجد، أغريقيا، لبريمر!















المزيد.....

مجلس الإمعات الذي سجد، أغريقيا، لبريمر!


نوري المرادي

الحوار المتمدن-العدد: 543 - 2003 / 7 / 17 - 16:16
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

د  نوري المرادي

(( شلون تاليها ؟!))

بطلب وتعيين من الحاكم العسكري للعراق المحتل - بول بريمر، إجتمعت شلة من ممتهني التزلف تحت يافطة ( مجلس الحكم ). وقد حضر بريمر ذاته حفل الإفتتاح، وألقى كلمة حدد فيها مهام مجلس الحكم هذا وبصورة لا تقبل اللبس والتورية، قائلا: (( أن مهمات هذا المجلس ستكون إستشارية بحتة ))

ولو ترجمنا مهمات هذا المجلس إلى لغة الأمثال الشعبية لقلنا: (( حديدة عن الطنطل )) أو (( خرّاعة خضرة )) أو: (( همس المستحي بسوق الصفارين )). ولو وصفنا حال أعضائه بلغة الأمثال الشعبية أيضا، لقلنا: (( عله بطنك يغم )) أو (( إيدور عالصيت )) أو: (( لمّن ما حضت برجيلها ولا خذت سيد علي، إشتغلت خادمة )). ولو ترجمنا إسم هذه المجلس إلى الأمثال أيضا لقلنا: (( مقهى عشتية )) أو: (( مفرخة التنابل )) أو: (( زريبة الخنازير )). ولو ترجمنا طريقة عمله إلى الأمثال لقلنا: (( لا حل ولا ربط )) أو (( ما يفك رجل الدجاجة )) حيث سيكون لسان أعضائه مبرمجا آليا لينطق صوت (( نعم )) على ما يقره بريمر أو صوت (( لا )) على ما يرفضه، وبعد أشهر من رفضه أو بدءه بنتفيذ ما إتخذه.

ومن هنا فإن جمعنا كل الترجمات أعلاه، ولطّفناها لنصف ما عينه بريمر، لقلنا: (( مجلس الإمعات )).

ولأن إعضاءه إمعات، فسيكون هكذا مجلس رحمة على العراقيين، ولاشك. ومن هنا استبشر به بعضهم ورأى فيه خيرا. رأى الخير والبشرى، بفرض أنه مجلس إمعات ولذا سيترك الأمر ما بين الشعب العراقي والمحتل، أو بلغة الأمثال: (( بين موسى وربه )). وفي هذا الفرض، فبين الشعب العراقي والمحتل، جدل أو صراع أو حرب، سمها ما شئت، سيحسم النصر فيها للأقوى.

لكنه فرض مغلوط، أو مشكوك بأمره، أو سيحتاج لإثباته الدماء والأرواح.

صحيح أن الشعب العراقي هو الأقوى في هذا الصراع وهو الذي سينتصر لا محالة. لكن هؤلاء الإمعات سيكونون إمعات مع قرارات بريمر وحسب. فمجلس يبدأ عمله بإعتبار سقوط بغداد وإحتلالها عيدا وطنيا له، ومجلس كبيره المفترض إنحنى يقبل يدا وعلى مرأى من العالم، ومجلس وجوده وكيانه وكل ما تبقى لديه من وجاهة وصيت ومعيشة، كله مرهون ببريمر ومن خلفه، ومربوط به كحبل السر. هكذا مجلس سيكون ما بينه وبين موت السحالي، غير سجدة عشق أغريقية، مجبر أن يقدمها، جماعة وفرادا، كلما جن الليل أو أصبح الصباح لبريمر أو من سيخلفه بعد شهرين. وهكذا مجلس، وبحكم صغارة نفوس أعضائه، سيحازب ويمالي، ويجيش الجلاوزة ويتآمر على بعضه بعضا، متخذا في كل ذلك من الشعب العراقي مسرحا. ناهيك عما تحتمه عليه وطنيته الأمريكية وحميته من واجب، وهو الوشاية ليس بالمقاومة الوطنية العراقية فحسب وإنما بكل من يعادي الإحتلال وإن بالضمير. ومرتبات أعضاء هذا المجلس سوف لن تكفي لسد نفقات الأبهة التي سيصنعونها لأنفسهم ولا مجالس عزوماتهم ولا رحلاتهم أو جيوش حمايتهم السرية. ومن هنا ستبدا الخاوات والرشاوي وفدى الإختطافات والتجارات الحرام، ما بالك وقد حل (طريق الهروين) محل (طريق الحرير) في عالم الربح، وحل الرقيق الأبيض محل البهار، والنفط مقابل اللبن في عالم الأذواق،، الأمريكية.

وحال هذا المجلس إذن، ستكون كما يقول المثل: (( أسد على الأتباع، خصي للخليفة )).

لكن الإنسان محدود القدرات، وليس بمستطاعه السجود أغريقيا لسيده كل يوم، ولا بمستطاع سيده الإستفادة من هذه السجدة كل يوم. ولابد وتنفصم هذه العلاقة عاجلا وليس آحلا.

ومن هنا، أناشد الشعب العراقي وبالأخص المقاومين الوطنيين الأبطال، أن يتركوا هؤلاء الإمعات، إلى حين ينقطع حبل السر بينهم وبين سيدهم، ليتعفنوا فيموتوا موت السحالي، كل في جحره، غير مشيع ولا مدفون ولا مأسوف عليه.



#نوري_المرادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع الأحداث!! (4)
- يمرق عباب الدار يجبر خاطِري،، وعل القليل يقول كلمة مرحبا
- فتوى حكيم صهيون الجديدة!
- اللبراليون العراقيون،، الجناح المنبوذ حتى من شهود يهوى!!
- أيها السياسيون،، راجعوا النفس قبل الفوات!
- بدأوا يتفاضحون،، لماذا؟!
- مرافعة أمام قاضي الحدود!!
- أرشيف المقاومة الوطنية العراقية
- رسالة وردودها
- نكبة البرامكة الستة
- ثأر السبي البابلي والمكارثية القادمة!
- مع الطُخا !!
- التذابل
- يا عمال العالم،،، صلّوا على النبي!
- أيها الحوزويون،، حاط العباس أبوفاضل ويّاكم!
- عبدالخالق حسين، يدعوكم!
- لا للإحتلال! عراق حر وشعب سيّد!
- لا حياد وبغداد تحترق !!
- وهذا مثال بسيط على ديدنه
- The Meg War


المزيد.....




- شاهد.. مغامرة تتجول وسط -أعجوبة- ساحرة بالأردن
- انقلبت وتدحرجت.. شاهد حادث سير مميت بين مركبات على طريق سريع ...
- جمهور كان يكتشف تحفة -ميغالوبوليس- والعملاق الأمريكي كوبولا ...
- مصر.. أشقاء يقتلون إمام مسجد قبل صعوده لخطبة الجمعة
- خارجية ليتوانيا تقدم احتجاجا للقائم بالأعمال الروسي
- غزة| إطلاق نيران إسرائيلية كثيفة في مخيم جباليا ودول غربية ع ...
- منطقة عازلة أم سيطرة شاملة؟.. أهداف الهجوم الصيفي الروسي على ...
- إسبانيا تمنع السفن المحملة بأسلحة لإسرائيل من الرسو في موانئ ...
- ماذا يحدث على الحدود الأردنية - السورية؟
- إسرائيل ترد على اتهامات جنوب افريقيا بتصعيد -الإبادة الجماعي ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - مجلس الإمعات الذي سجد، أغريقيا، لبريمر!