بسام البليبل
الحوار المتمدن-العدد: 8301 - 2025 / 4 / 3 - 00:47
المحور:
الادب والفن
أرســلتَ سِّـــراً من بعيدِ المَطْلعِ
ما ليــسَ فيهِ لكائــــنٍ من مَطْمَعِ
فالعارفونَ تَقَاصَرتْ أبــصارُهم
عن دَرْكهِ وكــذاكَ قلبُ الألمعـي
وَتَحَيَّــــرتْ فيهِ العقولُ ولم تزلْ
من شــــأنهِ في مَهْمَـهٍ مُتَـــــقَطّعِ
سِــرٌ أفاضَ على التـرابِ بنورهِ
فَطَغَى الترابُ فقال ربُّـكَ أنْ قَعِ
وأرادهُ في الكائنـــاتِ وديـــــعةً
ســـتعودُ في أجلٍ لحِرزِ المودعِ
قد لامـسَ السِّـرُّ المصونُ جِبِلَّتي
وانـحازَ في ركنٍ خفيِّ الموقــعِ
من غيـــرِ ما ماهِيَّــــةٍ ملموسـةٍ
أو جــوهرٍ مُتَحيِّــزٍ في موضـعِ
لَكــــنّ آثاراً تشــــي بـــــوجودهِ
فاعجبْ لِمَجلُوٍّ كثيــفِ البُــــرقُعِ
فلهُ اســتتارُ الُمُدلجينَ بــــــظلمةٍ
ولهُ افتضاحُ المُسـرجينَ بمجمعِ
ولهُ انكســـافُ النّـيِّرينِ بعارضٍ
ولهُ انبــــلاجُ البــارقاتِ اللُّمَّـــعِ
ولهُ احتجابُ المُحصَناتِ بِخِدْرها
ولهُ جلاءُ العِرْسِ نَـضوَ الأدرُعِ
ولهُ خفاءُ البـــدرِ أُولـــــجَ ليـــلهُ
عجبـــاً لبــــدرٍ حاســـرٍ ومُقنّــعِ
ولهُ اكتنـــانُ النورِ في مصباحهِ
فإذا أضـــاءَ كأنّـــهُ لم يَخْبَـــــعِ
فسراجُ روحيَ من ضيائكَ نورُهُ
بل كـلُّ نُـورٍ من سـناكَ الأروعِ
فإذا انقضى أجَلُ السـراجِ تبددتْ
أنــوارُهُ ومضتْ لذاتِ المرجِـعِ
أمّا الــــسراجُ فكـان ظِلّاً باهتـــاً
للنورِ، إنْ خَفِيَ الضياءُ فقد نُعي
يا واهباً ســــرَّ الحيـــاةِ وأنفُـــساً
رُفعتْ إليكَ وســـرّها لم يُرفـــعِ
هَبَطتْ على كُرهِ الفراقِ وأُصعِدتْ
جَـذلَى مُوَلّهـةً بـــــذاكَ المرفـعِ
حتى إذا اتصلتْ بـــصادِ صعودها
نَعِمَتْ بـــميمِ مَقيلها والمضجعِ
يا حـــبّذا دارُ البــــــقاءِ بـــــدارها
ونعيـــمُ أكنــــافِ السماءِ ببلقعِ
* * *
#بسام_البليبل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟