أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام البليبل - معمر القذافي / من شرعية القوة إلى شرعية الثورة /














المزيد.....

معمر القذافي / من شرعية القوة إلى شرعية الثورة /


بسام البليبل

الحوار المتمدن-العدد: 3528 - 2011 / 10 / 27 - 23:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد آمن معمر القذافي- شأنه شأن أي حاكم مستبد – أن مايحل الدولة هو غياب السلطة المطلقة , فاستأثر بها حتى أصبح هو الدولة نفسها , لذلك ظل يرفض حتى آخر لحظة في حياته أن تكون له أي صفة رسمية أخرى , ولكي يحقق هذا المبدأ فقد استند إلى شرعية القوة المعراة إيماناً منه بأن كلمات كتابه الأخضر , وهلوساته الفكرية , واستمراريته في الحكم لن يكون لها وجود دون سيف يحميها , لذلك لم يكن للقانون أية أهمية في اعتباراته السلطوية , بل كان مطلقاً من قيود القانون .
وحيث ان الاستبداد هو الوحيد الذي يستطيع أن يستغني عن القانون لا الحرية . لذلك فإننا أخذنا على ثوارليبيا الذين ثاروا على كل مظاهر الاستبداد والفساد الذي مارسه القذافي ليستبدلوا به نظاماً جديداً للحياة يؤمن بالحرية والديموقراطية , ماقاموا به لحظة انتصارهم من تعذيب وقتل للقذافي وغيره , وما شكّله هذا الفعل من خرق لمبدأ أساسي من مبادئ القانون الإنساني ألا وهو حفظ حق الحياة ’ ومن خرق لاتفاقية جنيف وباقي الاتفاقيات والمواثيق الدولية بشأن معاملة أسرى الحرب , وتحسين حال الجرحى , ومنع التعذيب والمعاملة اللاإنسانية , كل ذلك استناداً إلى شرعية الثورة التي تخفي مخزوناً هائلاً من النزعة الانتقامية والتعصبية الثورية , ضاربين بعرض الحائط كل ماهو قانوني وإنساني.
إن الثورة - أية ثورة – تستمد شرعيتها من تبنيها لمبدأحماية حقوق الإنسان , والحريات الأساسية , وحرصها على تحقيق سعادة ومتطلبات من قامت الثورة باسمهم , لا إلى التحرر من الولاء للسلطة القائمة , واستبدال سلطة بأخرى فقط .
لذلك فإن الثورة لم تعطِ الشرعية للقذافي , ولا لفرانكو في إسبانيا , ولا لازار في البرتغال , ولاهوتي في هنغاريا ...هذه الثورات المزعومة التي كانت مجرد حركات انقلابية تسلطية مارست السلطة القسرية , وعمدت بعنفها واستبدادها إلى حماية كل ماهو استئثاري وإقصائي وغير إنساني .
وهذا مايحوّل الثورات الحقيقية أو بعض رموزها إلى الدكتاتورية أيضاً عندما يعمدون إلى الانتقام , والإقصاء , وإلى كراهية من يخالفهم الرأي , أو من يعتقدون أنهم غير موالين للثورة , ولو كان ذلك بدافع الفضيلة والإخلاص للثورة
وهذا ماوصم روبسبيربالدكتاتورية , وممارسة دور الكاهن الأعظم , عندما دفع بأقرب اصدقائه إلى المقصلة التي انتهى إليها أمره فيما بعد , انطلاقاً من حرصه الشديد على الثورة الفرنسية , ومن أجل شعار الفضيلة الذي تبناه , والذي تحول إلى إرهاب مخيف ".. الإرهاب الذي بدونه تكون الفضيلة بلا
سلطة " كما قال في إحدى خطبه.
لذلك فإننا نقول للذين يبررون لثوار ليبيا هذا الخرق اللا إنساني واللا قانوني بقتل القذافي وعدم عرضه على محاكمة عادلة , وتوفير كافة حقوق الدفاع المشروعة له , نقول أن هذا التبرير هو إساءة لشرعية الثورة وأهدافها النبيلة , وانتصار للتعصب والنزعة الانتقامية , بل هو إطاحة بالاعتبارات الإنسانية واعتبارات حسن النية التي هي من واجبات الشعب الذي يناضل من أجل الحرية والديموقراطية .

ولما كان مبدأ سيادة القانون حلم الديموقراطية , فإننا نقول لثورات الربيع العربي لاتسقطي حلم الديموقراطية .



#بسام_البليبل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمعية حمار ولا العار !
- نحو حزب سوري ينطلق من القضية البيئية (حزب الخضر السوري) رؤية ...
- حوار الرعايا قبل حوار البرايا
- هناك كلمة اسمها الحرية
- لا للعصبية.. نعم للتعصب. نظرة في مفهوم العصبيةعند ابن خلدون
- نعمة الشك
- المرأة والرجل من تكامل العادة الى تفاضل المدنية


المزيد.....




- أول -تريليونير- في العالم.. مساهمو تسلا يوافقون على حزمة روا ...
- مغامر يخوض تجربة نزول مثيرة أسفل مدرجات جبلية ضيقة في سلطنة ...
- تحليل CNN لما كشفته صور أقمار صناعية لمواقع في الصين وعلاقته ...
- بالأرقام.. أكثر الجنسيات طلبا للجوء في ليبيا وما يواجهونه من ...
- ترامب يعلن قرب نشر قوة دولية في غزة.. والقطاع يتحول الى-مقبر ...
- كازاخستان تنضم إلى -اتفاقات أبراهام- وتصف الخطوة بأنها -طبيع ...
- دراسة: علاقات الطفولة تشكل طريقة تعلقنا بالآخرين بعد البلوغ ...
- وزير الخارجية الفرنسي يقول إن -فرنسا تجري حوارا مع الجزائر ل ...
- المحكمة العليا الأمريكية تقر حظر إدارة ترامب إصدار جوازات سف ...
- اعتداءات للمستوطنين ودعوة أميركية للتخلي عن هدم منازل بالضفة ...


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام البليبل - معمر القذافي / من شرعية القوة إلى شرعية الثورة /