أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بسام البليبل - جمعية حمار ولا العار !















المزيد.....

جمعية حمار ولا العار !


بسام البليبل

الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 07:28
المحور: كتابات ساخرة
    



سمع حمارٌ أشهبٌ فاره أتاناً تقف إلى جانبه على المِعلف تزفرُ في نُهاقٍ خافت حسرةً على من قضى من بني جنسها في موقعة الحمير الشهيرة , أولئك الحمير الذين لا يجدون من يرثي لهم من بني البشر, ولا من ينتصر لحالهم من جمعيات الحقوق والرفق , وتمثلت :
وما يقيـــم بـدار الذل يعرفـــها
إلّا الأذلان عير الحـــي والوتـدُ
هذا على الخسف مربوطٌ برمته
وذا يشـــجُ فلا يرثي لـه أحـــدُ
فابتدرها الحمار قائلاً : ليس بعد اليوم (يا أم تولب) فلن نقيم بدار الذل ونشج دون أن ننتصر لأنفسنا .
أم تولب : وكيف هذا (يا أبا صابر) ونحن الذين يقول فينا شوقي :
فقال سِـــرْ والزَم أخاك الوتدا
فإنـــما خُلـــقتَ كي تُقيـــدا
أبو صابر :كان هذا قبل أن تكون لنا (جمعية حمار ولا العار) التي أسسها رجلٌ فاضلٌ من بني البشر يدعى (محمد الأهدلي) رحمه الله وأحسن إليه . وقد أقامت هذه الجمعية البارحة حفل تأبين للحُمُر القتيلة لم أستطع حضوره طبعاً , فأنت تعلمين مايحدث في مثل هذه التجمعات ومن يغشاها من المتسللين , والمخربين أمثال سلالة حمار (أرمياء) من حُمُر بني إسرائيل , وحُمُر (البواتو) الفرنسية التي كانت تخرج من فرنسا بحجة إنتاج البغال , وسواهم من الحُمُر المندسة
وتابع (أبو صابر) قائلاً : ولكن بلغني أنّ (جمعية حمار ولا العار) شجبت مجزرة الحُمُر الشنيعة , وتساءلت عن سبب ارتباط مصير الحُمُر بتغير الحياة السياسية في ديارنا , وذكّرت أنّ الحمار البري السوري قد انهار تماماً خلال الحرب العالمية الأولى عندما دخلت بيئتنا القوات البريطانية والتركية المدججة بالسلاح , حيث لم تكن سرعة حُمُرنا البرية كافية للهروب من سرعة السيارات الحديثة التي حلت محل الإبل .
ثم عرَّجت الجمعية في حديثها إلى الحقبة الناصرية فأشادت بها لِما كان للحُمُر في هذه الحقبة من حريةٍ وأمنٍ ورغد عيش إبّان الوحدة السورية المصرية , ثم ختمت هذا الحفل بإرسال برقيات إلى كل الحُمُر , وجمعيات الجحشان في العالم تطلب فيها المؤازرة والنصرة .
أم تولب : حسبكَ... حسبكَ (يا أبا صابر) , ما أظنك إلّا مازحاً , عن أية جمعية وحرية تتحدث , وأية مؤازرة هذه التي نطلبها من دول الخارج وليس لنا فيها من الحُمُر السورية أحد , ولاسيما أنّ آخر حمار بري سوري لنا في حديقة حيوان فيينا في النمسا قد نفق عام 1928, اللّهم باستثناء بعض الحُمُر المهاجرة التي تبحث في الفصائل الخيلية من رتبة فرديات الحافر , وعلم سلوك الحيوان , وغير ذلك من الاختصاصات .
أبو صابر : إنني أتحدث عن حريتنا معشر الحمير في العهد الناصري إبّان الوحدة , وعن (جمعية حمار ولا العار) تلك التي كانت لنا في أواخر الخمسينات من القرن الماضي , والتي استثناها عبد الناصر من قرار حل الأحزاب والجمعيات في الإقليم الشمالي والذي لم يسلم منه حتى حزب البعث . فقد رأى عبد الناصر بحسّه الأمني إنها الجمعية الوحيدة التي تستحق أن تبقى في الساحة السياسية والمدنية السورية , والتي تحظى الآن بمؤازرة جمعية أصدقاء الحمار المغربية , وجمعية الحمير المصرية , والحمار الأمريكي المنقط , والحمار القبرصي , وحُمُر (اليوكون) الأوروبية وغيرهم كثير ....
أما عن تواجدنا في العالم فإن لنا بعض المتجنسين والذين هم أعضاء في الحمار الديمقراطي الأمريكي , والعديد من الحُمُر التي حظيت برعاية مدينة (بلا كبول) الساحلية شمال غربي إنجلترا التي تطبق قواعد صارمة في رعاية الحمير والحفاظ عليها ....
أم تولب : ثم ماذا (يا أبا صابر) .. فإنني وحقك عندي لأسمع منك اليوم كلاماً عجباً ؟!
أبو صابر : ثم تحدثت (جمعية حمار ولا العار) عن رؤيتها في السبب الكامن وراء مجزرة الحُمُر ودوافعها السياسية , ففندت أن تكون حُمُرنا من تلك الحُمُر الإرهابية التي كانت تُربط بالمتفجرات في العراق وأفغانستان ,كما فندت بدعة التواصل مع الحمار الأرجنتيني (أندريس) والذي توقع ربيعاً طيباً للحمار السوري في العام القادم .
ورأت (جمعية حمار ولا العار) أنّ نكبة الحمير إنما كانت بسبب تجمع بعض حُمُر الجمعية لإعلان البيان التأسيسي لتحويل هذه الجمعية المدنية إلى حزب سياسي , بعد أن صدرت قوانين التعددية الحزبية وتفعيل الحياة السياسية , إضافةً إلى مطالباتها بتطبيق قوانين مدينة (بلا كبول) الإنجليزية وقواعدها في الحفاظ على الحمير وتأمين راحتها .
أم تولب : وهل كانوا حقاً مقتنعين بهذه الفكرة , وأننا نعيش حرية سياسية حقيقية تسمح لهم بذلك, وبترف الحُمُر الأوروبية ؟!
أبو صابر : أَوَ ليسوا حميراً (ياأم تولب) ؟!
أم تولب : ثم ماذا (ياأبا صابر) ؟
أبو صابر : وقبل أن تختم الجمعية هذا الحفل أقرّت (وسام الحمار) , لكنّها أجّلت شروط منحه واستحقاقاته إلى جلسة قادمة ....
أم تولب : (مقاطعةً) وسام ... هل قلت وسام (ياأبا صابر) ..؟!
أبو صابر : الحق معك (ياأم تولب) فهذه معلومةٌ جديدةٌ لم يسبق لكِ ولأكثر الحُمُر أن سمع بها. وهي تدل على إهتمام الغرب بالحُمُر السورية منذ زمنٍ قديم , ومحاولة اختراقها . فقد قيل – والعهدة على بني البشر – أنّ إمبرطور ألمانيا غليوم الثاني أو وليم , وقبل أكثر من مئة عام من هذا التاريخ زار دمشق في عهد الوالي حسين ناظم باشا , فاستقبلته المدينة استقبالاً عظيماً , فما كان من الإمبرطورة التي لاحظت حماراً أبيض لفت نظرها أن طلبت إلى الوالي أن يأتيها به لكي تأخذه معها , متذرعةً بأنها تريده للذكرى , فراح الوالي يبحث عن صاحب الحمار , فعلم أنه يخص (أبا الخير آغا تللو) . وكان الآغا من وجوه محلته , ويفاخر دائماً أنّ له حبيبين الحمار وحفيده .
استدعى الوالي (أبا الخير) وطلب إليه إهداء الحمار إلى الإمبرطورة , فاعتذر . فعرض عليه شراءه منه , فأصرّ على الرفض .
ولما اشتدّ الوالي في الإلحاح أجابه أبو الخير , ياأفندينا ! إن لدي ستة رؤوس من الخيل الجياد إن شئت قدمتها كلّها إلى الإمبراطورة هدية مني , أمّا الحمار فلا .
استغرب الوالي هذا الجواب , وسأله لماذا ؟ !
قال: سيدي إذا أخذوا الحمار إلى بلادهم فستكتب جرائد الدنيا عنه , ويصبح الحمار الشامي موضع النكتة , وربما السخرية , فيقول الناس إن إمبراطورة ألمانيا لم تجد في دمشق مايعجبها غير الحمار . لذلك لن أقدمه إليها , ولن أبيعه .
ونقل الوالي الخبر إلى الإمبراطور والإمبراطورة , فضحكا كثيراً , وأعجبا بالجواب , وأصدر الإمبراطور أمره بمنح أبي الخير وساماً , فسماه ( وسام الحمار ) , واشتهر أمره زمناً في دمشق .
أم تولب : ( باستغراب ) يالها من حكاية , ثم ماذا عن البرقيات , وهل أرسلت إلى كل الدول في العالم ؟
أبوصابر : ( وقد اعتلف آخر قضمة برسيم ) نعم , فقد ختم هذا الحفل بإرسال البرقيات إلى كافة دول العالم باستثناء روسيا والصين .
أم تولب : ( باستغراب ) وعلام ذلك وفيهما مافيهما من الحُمُر التي لاتعد ولاتحصى , ففي الصين وحدها أحد عشر مليوناً منها , من أصل أربعةٍ وأربعين مليون حمار في العالم
أبو صابر : هذا صحيح , ولكنهم يعرفون جيداً نوعية تلك الحمير التي هناك .
فما كان من ( المكاري ) الذي لاحظ انشغال الحمار والأتان بالنهاق الخافت والالتهاء عن اعتلافهما بأمور أخرى , أن قرع بعصاه المعلف فأجفلهما , ثم ألهب ظهريهما بضربتين شديدتين جعلتهما يسرعان إلى حيث تنتظرهما عربات التحميل ليشدان إليها .



#بسام_البليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو حزب سوري ينطلق من القضية البيئية (حزب الخضر السوري) رؤية ...
- حوار الرعايا قبل حوار البرايا
- هناك كلمة اسمها الحرية
- لا للعصبية.. نعم للتعصب. نظرة في مفهوم العصبيةعند ابن خلدون
- نعمة الشك
- المرأة والرجل من تكامل العادة الى تفاضل المدنية


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بسام البليبل - جمعية حمار ولا العار !