أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - ثقافة الاستقطاب والتساؤل أنت فتح أم حماس؟














المزيد.....

ثقافة الاستقطاب والتساؤل أنت فتح أم حماس؟


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 1798 - 2007 / 1 / 17 - 12:02
المحور: القضية الفلسطينية
    


حدثني صديق أن أطفال الحي الذي يسكنه انحصرت ألعابهم في تمثيل فريقين احدهما يمثل حركة حماس والآخر فتح.. فيما أكد لي صديق آخر أن أكبر أبنائه وهو أبن الثامنة من العمر سأل أخاه الذي لم يتم الخامسة بعد (هل أنت فتح أم حماس؟) سؤال بات يتردد كثيرا على السنة أبنائنا في المدارس والشوارع والبيوت بين زملاء المقعد الدراسي حينا والأخوة الأشقاء أحيانا أخرى، والمعضلة ليست في الأجوبة وإنما في ثقافة الاستقطاب التي أصبحت تميز الشارع الفلسطيني الذي تنتابه حالة من رفض الآخر بشكل جنوني حيث إعلاء مفهوم الحزبية على حساب المفاهيم ذات الحافز والبعد الوطني.

فالمتتبع للمشهد الفلسطيني المثير للضحك حتى البكاء على أطلال ما تبقى من الوطن المنكوب ومنذ إجراء الانتخابات التشريعية الأخيرة أواخر كانون ثاني من العام الماضي يلحظ بلا أي عناء يذكر إلى أي مدى ذهبت بنا مفاهيم الحزبية الفئوية المنغلقة على الذات بعيدا عن مفاهيم الوطنية المنفتحة على الكل، ما أثر ولا يزال على نمطية تعاطي دول الإقليم والعالم أجمع مع قضيتنا المركزية، إذ أصبحت قاب قوسين أو أدنى من التلاشي أمام تصاعد نبرة الحزبية، ما ينذر بخطورة تحول مفهوم الوطنية ليصبح جزئيا بسيطا من جزئيات الحزبية عوضا عن بداهية أن يكون الحزب أو الفصيل فاصلة من فواصل الوطن.

وبما أن الإناء لا ينضح إلا بما فيه، فإن الوضع مرشح للعبور باتجاه المجهول من جديد وكأننا لم نزل نرضع قضيتنا الحليب المبستر المصنوع في معامل الأزمات الداخلية، إذ أصحبنا كمن يفسد أخلاق الناشئة بمفاهيم خاطئة هي نتاج طبيعي لرعونة تفكيرنا بالرغم من كل محاولات ردم الفجوة بين قطبي العمل الوطني " فتح وحماس" لإنهاء هذا الاستقطاب السخيف للالتفات إلى العدو المشترك ما يذكرنا بمقولة الشاعر العربي الكبير أبو علاء المعري وهو ينشد:

نشكو الزمان وما أتى بجناية.. ولو أستطاع تكلما لشكانا

فإن الجزء الذي يكرس جل جهوده للاستقطاب الحزبي المقيت على حساب مفهوم الوطنية الأشمل إنما يفقد بوصلته بانفصاله عن الكل الوطني كالذراع المفصول عن الجسد حيث يصبح جزءً ميتا يجب دفنه لا النظر إليه، فكما يقول الفلاسفة " ليس الحر من تخلص من عبودية الآخرين وإنما من تخلص من عبودية الذات، إذ يقال " رب حر بلا أغلال سجين الذات يرتدي من الأقنعة اثنين أحدهما له والآخر عليه.. وقديما قالوا: " إن كلبا يعوي حرا في البراري خير من نمر يزأر في قفص.

أما آن الأوان لسياسيينا أن يدركوا أن الوطن أكبر منا جميعا ، ولتكن لنا صرخة إنتصار وإن كانت في الوقت الضائع ما يحفزأطفالنا وبدلا من تصنيفهم على هذا الحزب أو ذاك يجب أن يقولوا في صوت واحد موحد " أنا ابن فلسطين ما هتفت لغيرها".



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطابور الثالث وقانون الغاب
- وطن في مزاد علني
- في إنتظار مجزرة جديدة من المسؤول؟
- إحتراف الصمت
- على هامش فضيحة نعلين: ظاهرة كلامية بين الشعار والممارسة
- تخصيب اليورانيوم الفلسطيني بين الهرولة والمراوحة
- إذا هبت رياحك فاغتنمها
- على بعد خطوات راقصة
- حصاد الفراغ
- الإسلام السياسي مطلب جماهيري أم خيار امريكي؟؟
- الدكتور حمد وطلاق العنف إلى الأبد
- الأدوار السياسية للوسائل الإعلانية
- دعوة للمصالحة أم باب دوار
- وكلاء الاحتلال نبت شيطاني
- -حماس ليست شيطانا.. وفتح ليست ملاكا-
- الكوميديا السوداء في روايات حماس
- سجل يا زمان
- اعلان توبة في الوثنية
- صرخة من أجل الحياة
- طنجرة الحكومة


المزيد.....




- رئيس CIA الأسبق يعلق لـCNN على جدل الضربات الأمريكية على الم ...
- جنرال أمريكي عن الضربات على المنشآت النووية الإيرانية: -عملت ...
- الجيش الإسرائيلي يقتل فتى في الـ15 من عمره في بلدة اليامون ب ...
- حملة -تحالف أبراهام- الإسرائيلية تثير الجدل بين الناشطين الع ...
- إيران: مجلس صيانة الدستور يقر قانون تعليق التعاون مع الوكالة ...
- كييف ومجلس أوروبا يوقعان اتفاقا لإنشاء محكمة خاصة بالحرب في ...
- غموض يلف تأثير الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيران ...
- ما هي أهمية مشروع خط انابيب الغاز «قوة سيبيريا 2» بالنسبة إل ...
- سقوط أكثر من 50 قتيلا فلسطينيا بنيران إسرائيلية في قطاع غزة ...
- ريبورتاج: -قلبنا معهم-... كيف تنظر الجالية العربية بالولايات ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - ثقافة الاستقطاب والتساؤل أنت فتح أم حماس؟