أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق جبار حسين - طفيليات المجتمع 3: عصابات الإتاوات والابتزاز














المزيد.....

طفيليات المجتمع 3: عصابات الإتاوات والابتزاز


صادق جبار حسين

الحوار المتمدن-العدد: 8284 - 2025 / 3 / 17 - 00:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإتاوات والابتزاز في العراق من الظواهر التي تفاقمت بعد عام 2003 نتيجة الأوضاع الأمنية غير المستقرة وضعف سلطة القانون وانتشار الجماعات المسلحة والميليشيات
حيث تُعاني الشركات الأجنبية والمحلية بالإضافة إلى المستثمرين وأصحاب المحال التجارية من عمليات ابتزاز ممنهجة تمارسها الميليشيات والعصابات المسلحة بل وحتى بعض شيوخ العشائرتتضمن هذه العمليات فرض إتاوات مالية مقابل السماح لهم بالعمل وتهديدهم بتعطيل مشاريعهم أو التعرض لأمنهم الشخصي في حال الرفض .
حيث تواجه الشركات الأجنبية العاملة في العراق ضغوطًا مستمرة من قبل الميليشيات المسلحة .
على سبيل المثال تعرضت شركة أستثمارية لبنانية تعمل في مشروع سكني بمحافظة النجف لهجوم مسلح أدى إلى حرق موقع العمل وتدمير المعدات جاء هذا الهجوم بعد رفض الشركة دفع إتاوات للمسلحين الذين ادعوا ملكيتهم للأرض نتيجة لذلك قررت الشركة الانسحاب من المشروع والعودة إلى لبنان .
بالإضافة إلى ذلك أكد مستثمرون أن جميع الشركات الأجنبية التي عملت وتعمل في العراق "تدفع حصصًا للميليشيات لأجل استمرار أعمالها " بعض هذه الشركات تعرضت لسرقة معداتها أو منعها من إكمال أعمالها في حال عدم دفع الإتاوات.
ولم تقتصر ممارسات الابتزاز على الشركات الأجنبية فحسب بل أمتدت لتشمل الشركات المحلية وأصحاب المحال التجارية ففي المناطق المحررة من سيطرة تنظيم "داعش" بدأت الميليشيات بفرض إتاوات على المقاولين بحجة حماية المشاريع و في حال رفض المقاول دفع المبلغ المطلوب يتم تعطيل مشروعه أو تهديده بالقتل .

تتخذ هذه الظاهرة أشكالًا متعددة في العراق حيث تشمل
1. الإتاوات على التجار وأصحاب الأعمال
حيث يتم فرض مبالغ مالية على أصحاب المحال التجارية والأسواق والمشاريع مقابل "الحماية" أو السماح لهم بمواصلة العمل .
بعض هذه الإتاوات تُفرض من قبل جماعات مسلحة أو ميليشيات وأحيانًا حتى من قبل جهات رسمية فاسدة .

2.الابتزاز السياسي والإداري
بعض الموظفين والمسؤولين يتعرضون لضغوط من أجل تمرير عقود أو صفقات لصالح جهات معينة.
حيث يتم استغلال النفوذ السياسي لفرض أجندات معينة أو الحصول على أموال غير مشروعة.

3.الإتاوات في نقاط التفتيش والمنافذ الحدودية
بعض نقاط التفتيش غير الرسمية تفرض مبالغ مالية على سائقي الشاحنات لنقل البضائع عبر الطرق أو بين المحافظات.
بلإضافة الى الابتزاز الجمركي في المنافذ الحدودية حيث يتم إجبار المستوردين على دفع أموال إضافية لتسهيل دخول بضائعهم .

4. الخطف مقابل الفدية
تمارس بعض الجماعات عمليات خطف لرجال الأعمال أو شخصيات مؤثرة للمطالبة بفدية مالية كبيرة مقابل إطلاق سراحهم .
أحيانًا يتم ابتزاز عائلات الضحايا حتى بعد دفع الفدية مما يفاقم الخوف وعدم الاستقرار .
ومن الأسباب المؤدية إلى تفشي هذه الظاهرة واستفحالها
- ضعف سلطة الدولة وعدم قدرة الأجهزة الأمنية على ضبط الجماعات الخارجة عن القانون .
-الفساد الإداري وتواطؤ بعض الجهات الرسمية مع هذه الممارسات .
- الوضع الاقتصادي الصعب الذي يجعل البعض يلجأ لهذه الأساليب كمصدر للدخل .
- انتشار السلاح خارج إطار الدولة مما يسمح بفرض النفوذ بالقوة .
أدت هذه الممارسات إلى تعطيل آلاف المشاريع الاستثمارية في العراق فقد أنسحبت العديد من الشركات الأجنبية من البلاد بسبب التهديدات والابتزاز لهم مما أثر سلبًا على الاقتصاد العراقي وأعاق جهود إعادة الإعمار بالإضافة إلى ذلك يعيش أصحاب المحال التجارية والمستثمرون المحليون في حالة من الخوف المستمر من التعرض للابتزاز أو التهديد مما يعيق نمو الأعمال والاستثمارات المحلية .
هؤلاء الطفيليات التي تعيش على معاناة العراقيين يستغلون ضعف الدولة وفساد المسؤلين ودعمهم لهم ليحكموا قبضتهم بفرض الإتاوات وممارسة الابتزاز ضد المستثمرين والتجار وحتى المواطنين العاديين ما يؤدي إلى تدهور بيئة الأعمال وهروب رؤوس الأموال وتراجع الاستثمار الأجنبي فبدلاً من أن يكون العراق بيئة جاذبة للاستثمارات أصبح بيئة طاردة له حيث بات الأمن الاقتصادي مهدداً ولم يعد التجار وأصحاب الشركات يشعرون بالأمان في ممارسة أعمالهم .
وأخذ الكثير من إصحاب رؤوس الأموال العراقيين والتجار والشركات يفضل الاستثمار في دول إخرى آكثر أمانًا وإستقرار من العراق
إن انتشار هذه الممارسات أدى إلى ارتفاع الأسعار وتراجع مستوى الخدمات وزيادة معدلات البطالة حيث يضطر العديد من أصحاب المشاريع إلى إغلاق أعمالهم أو تقليص نشاطهم خوفاً من التعرض للابتزاز .
لا يقتصر خطر هذه الجماعات على الاقتصاد فحسب بل يمتد إلى تهديد الاستقرار السياسي حيث تستغل بعض القوى هذه الممارسات لفرض نفوذها السياسي والمالي ما يؤدي إلى إضعاف الدولة ومؤسساتها ويزيد من حدة الأزمات السياسية التي تعصف بالبلاد .
أن ظاهرة العصابات المسلحة التي تمارس الاتاوات والابتزاز تمثل تحديًا خطيرًا لاستقرار العراق واقتصاده ولا يمكن القضاء عليها إلا من خلال إجراءات حكومية حازمة تشمل فرض سيادة القانون وملاحقة المتورطين وتعزيز قدرات الأجهزة الأمنية لمواجهة هذه الجماعات إن التصدي لهذه الظاهرة ليس خيارًا بل ضرورة لاستعادة هيبة الدولة وضمان بيئة آمنة للتنمية والاستثمار بعيدًا عن سطوة الخارجين عن القانون .



#صادق_جبار_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفيليات المجتمع 2: شيوخ العشائر ورجال الدين
- طفيليات المجتمع 1: النواب وأعضاء مجالس المحافظات
- شهر رمضان فيه الفقير يهان
- السياسيون العراقيون ما اتركك ولا أترك رحمه الله تنزل
- العمائم السوداء ، غربان الخراب
- العشائر في العراق : بين ترسيخ الفوضى وإجهاض العدالة
- لم تعد الهند بلد العجائب بل العراق
- إيران ودورها في تجهيل عقول الشباب
- بوكا معهد أعداد الإرهابيين
- بلد الحضارات يحكمه القطاء
- فوضى مواقع التواصل الاجتماعي في العراق : فساد وانحدار القيم ...
- الارهابي الذي أصبح بطل
- جند السماء الفرصة التي ضاعت
- بين صدام والأسد : دكتاتورية صدام حسين وعائلة الأسد : مقارنة ...
- ماذا لو خرج المهدي المنتظر ؟
- ثمن سقوط الأسد
- رجال الدين وشيوخ العشائر السرطان الذي يجب أستئصاله قبل أي تغ ...
- حكومة العتاكة و بنات اليل
- يقاطعون الكنتاكي ويركبون التاهو: ازدواجية المقاطعة في العراق
- العمامة رمز الجهل والتخلف والظلم


المزيد.....




- حقيقة فيديو متداول لموجات تسونامي -ضربت اليابان- بعد زلزال ر ...
- الجيش المصري يعلن إسقاط -أطنان من المساعدات- جوا على قطاع غز ...
- روسيا.. ثوران بركان كليوشيفسكي بعد زلزال قوي ضرب شبه جزيرة ك ...
- ليلة انتظار مساعدات دموية.. 46 قتيلاً في غارات إسرائيلية بقط ...
- حماس تربط استئناف المفاوضات بتحسّن الأوضاع في غزة.. وإسرائيل ...
- ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 50% على منتجات البرازيل رداً ع ...
- روسيا: ثوران بركان شرق البلاد عقب زلزال هو الأقوى منذ سبعة ع ...
- هل تساعدك أجهزة تتبع النوم فعلا؟ إليك ما يقوله الخبراء
- نيويورك تايمز: 5 تكتلات تتشكل في نيويورك لهزيمة ممداني
- الاحتلال يدفع بتعزيزات لمخيم جنين ودعوات أممية لإنهاء العنف ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق جبار حسين - طفيليات المجتمع 3: عصابات الإتاوات والابتزاز