أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - طائرُ السُّنُونُو.. صوتُ الشَّرفِ الفلسطينيِّ في زمنِ العارِ والخذلانِ! .














المزيد.....

طائرُ السُّنُونُو.. صوتُ الشَّرفِ الفلسطينيِّ في زمنِ العارِ والخذلانِ! .


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8268 - 2025 / 3 / 1 - 18:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


في زمنٍ صار فيه التيهُ هويةً، والخنوعُ عهداً معقوداً، وقفَ طائرُ السنونو وحدَهُ على حافةِ الضوءِ، يُنقّبُ في رمادِ المعاركِ عن جراحِ غزة، ويصرخُ في صمتِ الجبالِ حين خانته الأصواتُ كلُّها. طائرُ السنونو ليس اسماً في معجمٍ عابرٍ، بل جناحٌ مبتورٌ حملَ الحقيقةَ يوم ضاقت بها الأرضُ، وهو ريحُ الجنوبِ الأخيرةُ قبل أن يبتلعَ العارُ ما تبقّى من شرفِ العربِ.



نحنُ يا سادةُ، لم نغمس أقلامَنا في حبرِ الخضوعِ، ولم نُلبِس الجبناءَ تيجانَ البطولةِ، نحنُ فقط كتبنا بالدمعِ والوجعِ عن طائرٍ حلقَ حيث انكفأت النسورُ، ووقفَ حيث سقطتِ العروشُ كورقِ الخريفِ اليابسِ.

هل صار الطهرُ تُهمة؟ وهل صار الشرفُ نشازاً في جوقةِ المطبّلين؟! كيف نُلام لأننا مدحنا من حمل فلسطين في يدٍ، وحمل السلاحَ في اليدِ الأخرى؟!



أنتمُ، يا أهلَ الذلِّ والتطبيعِ، هرولتم إلى السفاراتِ تمسحون وجوهَكم على عتباتِها، وتزفّون لأبوابِها مفاتيحَ أوطانِكم، ثم تسألوننا كيف كتبنا عن السنونو؟! هل تنبت الزهورُ في أنقاضِ الخيانةِ؟ وهل يُثمر الحنظلُ شهداً؟!



كتبنا حين كتبنا بوجعٍ يشبهُ وجعَ الأمهاتِ، ونطقنا حين نطقنا بالحقيقةِ الجريحةِ، وبكينا يوم بكينا على أطفالِ غزةَ الذين صاروا شهداءَ قبل أن يحفظوا أسماءَهم. ومع ذلك، جئتم تلعنوننا لأننا قلنا لطائرِ السنونو: شكراً لأنك بقيتَ حين هربَ الجميعُ، وشكراً لأنك صرختَ حين صمتتِ الأمةُ.



أيُّ عارٍ هذا؟! حكّامُكم يُحاصرون غزة، ويُبسطون السجادَ الأحمرَ أمام المحتلِّ، ويُغلقون المعابرَ في وجه الأحرارِ كأنهم لعنةٌ تمشي على قدمين. حكّامُكم، من تصفّقون لهم كلَّ مساء، هم أنفسُهم الذين جعلوا الإعلامَ خنجراً في قلبِ المقاومةِ.



أما نحن، فما قلنا إلا كلمةَ حقٍّ، وما سجدنا إلا للكرامةِ، وما جعلنا من أقلامِنا إلا خناجرَ في خاصرةِ العارِ. سيبقى طائرُ السنونو صوتَ الطهرِ في زمنِ العارِ، وستبقون أنتم نقطةً سوداءَ في كتابِ التاريخِ.



إنها فلسطين يا سادةُ، الجرحُ الذي لم يندمل، والصرخةُ التي ستبقى تقسمُ ظهورَ الخونةِ، حتى لو ألبستموها عباءةَ النسيانِ.

نحنُ الذين بكيناها في الليلِ الطويلِ، وكتبناها بدمِنا عند الفجرِ، وسنبقى نكتب اسمها، حتى لو وصلنا إلى تخومِ الفناءِ.



فلسطين ليست حكايةً تنتهي مع نشرةِ الأخبارِ، وليست صورةً باهتةً على جدارِ النسيانِ، فلسطين جرحٌ لا يلتئمُ مهما أُغلقت عليه الأبوابُ، وصوتٌ لا يخفتُ مهما تعالت فوقه ضوضاءُ التطبيعِ والخيانةِ. نحن الذين خسرنا النومَ لنكتب اسمها على جدرانِ الوقتِ، ونحن الذين حملناها بين ضلوعِنا حتى صارت نبضاً في الوريدِ، وسنبقى نحملُها وحدنا إن لزم الأمرُ، كما يحمل الأيتامُ أسماءَ آبائهم الغائبين.



سنمضي نحو المجهولِ وأيدينا على قلوبِنا، نكتبُها بدموعِنا ودمِنا، وحين يسقط آخرُ المرابطينَ برصاصِ الخيانةِ، سنعرف أنَّ طائرَ السنونو، رغم جراحِه، كان آخرَ صوتٍ نظيفٍ في سماءٍ أكلتها الغربانُ.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورةٌ بدأَت بالبنادقِ... وانتهت بالتَّنسيقِ الأَمنيِّ المُقد ...
- أمنٌ يَحرُسُ الكُرسيَّ... لا الوطنَ!
- صلاح الدين الكردي: سيفُ المجدِ في وجهِ خيانةِ العرب
- فلسطين.. أرضُ التينِ والزيتونِ وصمودِ الجبالِ
- قناةُ -كتب فلسطين-... حصنُ الثَّقافةِ والمُقاومةِ الفِكريَّة ...
- نمر فيّاض نمر (أبو فيّاض): رجلٌ من زمن الأمجاد!
- عبد الله كلَّم: الحنين الذي لم يُعانقه الوطن!
- فلسطين التي سلبها الزَّمنُ... ذكرياتٌ لا تمُوتُ
- فلسطين... الأَرضُ التي لا تقبلُ المُساومةَ ولا تنحني للغُزاة ...
- سليمان الشيخ: غريبٌ في المنافي، مُقيمٌ في ظلالِ الوطن
- محمود... أرهقهُ الانتظارُ وخذلهُ القدرُ
- حين لا يُمهلُ القدرُ الطُّيُورَ الأَصيلة.. وداعاً سليم فرحات
- الفنَّان شربل فارس: مِثالُ الإبداعِ وعِمَادُ الوطن
- حِينَ يَبكِي المَساءُ... على أَجنِحةِ الطُّيُورِ
- المقاومةُ قدرُ الأحرارِ: قاوِم حتى لو كنتَ أعزلَ
- علي عبدالله علي، أَبو عاطف: رجلٌ من ذهبٍ تاهت به الأَزمنةُ
- غزَّة: بين أَنقاضِ الصَّمتِ وخيباتِ الأَملِ
- غوَّار الطُّوشة: أَيقُونةُ الخداعِ والتّلوّن
- صُلحُ الحُديبيةِ: اتفاقيَّةُ الهدنةِ التي مهَّدت لفتحِ مكَّة
- أَطفالُ غزَّة: شهادةُ حُزنٍ على خيانةِ العالمِ!


المزيد.....




- شاهد كيف تدفقت مياه فيضانات إلى مقصورة مترو بنيويورك بعد أمط ...
- إسرائيل توسّع نفوذها في السويداء بدعوى-حماية الدروز-
- تقرير: تدمير الأراضي الرطبة يهدد العالم بخسائر تفوق 39 تريلي ...
- 5 أسئلة لفهم سبب الاشتباكات في السويداء
- الجزائر: البرلمان يناقش تعديل قانون مكافحة تبييض الأموال وتم ...
- شاهد.. أرسنال يخطف هدف الهلال السعودي ووست هام يضم موهبة سنغ ...
- 30 شهيدا في غزة وأزمة الوقود تهدد المستشفيات المتبقية
- كينيا تسهل تأشيرات الدخول لمعظم الدول الأفريقية والكاريبية
- كاميرا الجزيرة ترصد آثار اعتداءات المستوطنين على الممتلكات ا ...
- -ميتا- تطارد لصوص المحتوى في منصاتها


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - طائرُ السُّنُونُو.. صوتُ الشَّرفِ الفلسطينيِّ في زمنِ العارِ والخذلانِ! .