أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - أَطفالُ غزَّة: شهادةُ حُزنٍ على خيانةِ العالمِ!














المزيد.....

أَطفالُ غزَّة: شهادةُ حُزنٍ على خيانةِ العالمِ!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8228 - 2025 / 1 / 20 - 18:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


سلامٌ على غزَّة، سلامٌ على تُرابها المُثخنِ بالجراحِ، سلامٌ على أَطفالها الذين رسمُوا الحُزنَ بدموعهم، على عُيُونهم التي باتت مرآةً لعالمٍ مُنافِقٍ أَدارَ ظهرهُ للحقِّ والإِنسانيَّة.



غزَّة ليست مُجرَّد مدينةٍ، إِنَّها قصَّةُ وجعٍ مُمتدَّةٍ عبر التَّاريخ، تُروى تفاصيلُها من خلال آهاتِ الأَطفالِ، صرخاتهم تحت الأَنقاض، وحكاياتهم التي لا تجدُ من يسمعُها في عالمٍ أَصَمَّ وأَبكمَ، أَغمضَ عينيهِ عن الجريمةِ الكُبرى.

أَطفالُ غزَّة، أُولئك الزُّهورُ التي ذبُلت قبل أَن تُزهرَ، قضوا أَعمارهُمُ القصيرة وهُم يحلُمُون بسماءٍ بلا طائراتٍ، وحياةٍ بلا خوفٍ.



كيف ينامُ العالمُ؟ كيف تتسامحُ ضمائرهُم مع صُورِ الأَطفالِ الذين باتُوا بلا أَبٍ أَو أُمٍّ؟ أَطفالٌ تُسرقُ منهُم ضحكاتُهُم، دفاترُهُم، وحتَّى أَلعابُهُم، لتتحوَّلَ حياتُهُم إِلى ليلٍ لا ينتهي.

هذا العالمُ، الذي يرفعُ شعاراتِ حُقوقِ الإِنسانِ، اختار أَن يُغضيَ الطَّرفَ، أَن يُحابِيَ القاتل ويخذُل المظلُوم.



في غزَّة، تتراقصُ مشاهدُ الدَّمارِ على أَنغام البُكاء. أَحياءٌ سُوِّيت بالأَرض، وأَجسادٌ صغيرةٌ زُفَّت إِلى السَّماءِ. طفلٌ يحملُ أَخاهُ الشَّهيد، أُمٌّ تحتضنُ بقايا أَلعابٍ وسط الرُّكام، وأَبٌّ يجهشُ بالبُكاءِ على قبرٍ صغيرٍ.

هذه المشاهدُ ليست قصصاً خياليَّةً، إِنَّها واقعٌ يُعرضُ يوميّاً على شاشاتِ العالمِ، دُونَ أَن يهتزَّ لهُ ضميرٌ.



أَطفالُ غزَّة ليسُوا أَرقاماً في نشراتِ الأَخبارِ.



كُلُّ طفلٍ منهم هُو قصَّةٌ تُدمى لها القُلُوبُ. أَطفالٌ حُرِمُوا من التَّعليمِ، من اللَّعبِ، ومن الحقِّ في أَن يحلُمُوا بغدٍ أَفضل. كيف ينظُرُ العالمُ في أَعيُنِ هؤُلاء الأَطفالِ؟ كيف يُبرِّرُ صمتهُ أَمام دُموعِهِم؟



غزَّةُ، المدينةُ التي صمدت في وجهِ القهرِ، أَثبتت أَنَّ الأَلم ليس هزيمةً، بل قُوَّةٌ. صبرُها ليس ضعفاً، بل إِيمانٌ بِأَنَّ النَّصرَ قادمٌ لا محالة. غزَّة ليست وحدها، وإِن بدا العالمُ صامتاً، فإِنَّ أَصوات أَطفالها تصلُ إِلى السَّماءِ، إِلى اللهِ العادلِ، الذي لا يخذُلُ المظلُومين.



أَيُّها العالمُ، أَلم تكتفِ بمآسيهِم؟ كم من طفلٍ تحتاجُ أَن تراهُ شهيداً لتشعُر بالعارِ؟ كم من أُمٍّ ثكلى عليك أَن تسمع نحيبها لتُدرِك أَنَّ إِنسانيَّتك زائفةٌ؟



سلامٌ على أَطفالِ غزَّة الذين يصنعُون من الحُزنِ حِكاياتِ صُمُودٍ.

سلامٌ على أَرواحهِم الطَّاهرة التي تُحلِّقُ فوق مدينتهم الجريحة.

سيأتي يومٌ تُشرقُ فيه شمسُ الحُرِّيَّةِ، يومٌ تُغسلُ فيه الأَرضُ من دماءِ الظُّلم، وتعُودُ الضَّحكاتُ إِلى وُجُوه الأَطفال.



وحتى ذلك اليوم الموعود، ستبقى غزَّة عُنواناً للحُزن، وشهادةً على خيانة هذا العالم المُنافق.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسطينيُّون: أُسطُورةُ الصُّمُود وأَيقُونةُ التَّحرير!
- أطفالُ غزّةَ: بينَ الألمِ والصَّمتِ العالميِّ!
- رحلةٌ في عتمةِ اللَّيل
- في عتمةِ الانتظارِ: حكايةُ ليلٍ لا ينتهي!
- الإعصارُ الناريُّ في لوس أنجلوس: كارثةٌ بيئيةٌ ودعوةٌ للتفكّ ...
- الأرقامُ الهنديَّةُ والعربيَّةُ في تاريخِ الرِّيَاضِيَّاتِ
- الرِّياضيات في الحضارة الإِسلامِيَّة: من الجبر إلى الفلك!
- سليمان فرنجية: زعيمُ الوفاءِ ورمزُ الشجاعةِ والثباتِ!
- أم ناظم: دموعُ الانتظارِ وحلمٌ ماتَ في أحضانِ الغيابِ!
- ناقةُ صالح: معجزةٌ ربانيةٌ وعبرةٌ أبديةٌ
- تاريخُ اكتشافِ الرَّقمِ صفرٍ: من الحضاراتِ القديمةِ إلى الثّ ...
- الريَّاضياتُ والاكتشافاتُ العلميَّةُ: السَّرِقاتُ الفِكرِيَّ ...
- كيف تجدُ الطُّيُورُ طريقها أَثناء الهجرةِ: أَسرارُ الملاحةِ ...
- غزّة: صمودٌ في وجهِ ظلمٍ عالميٍّ وخذلانٍ عربيٍّ وإسلاميٍّ
- الوساطةُ المصريةُ القطريةُ: فشلٌ في إنهاءِ معاناةِ غزة!
- دورُ الذَّكاءِ الاصطناعيِّ في تحديدِ الأَهدافِ العسكريَّةِ: ...
- نظرية فيثاغورس(Pythagorean Theorem): أصولها البابلية وتطورها ...
- تطوُّرُ علمِ المثلَّثاتِ (Trigonometry) في الرِّياضياتِ عبرَ ...
- أساسياتُ الرياضيات: مفتاحُ التفوُّقِ الأكاديميِّ
- أسبابُ ضعفِ تعلمِ الرياضياتِ لدى الطلابِ


المزيد.....




- ما الذي تغير في الخليج بين زيارة ترامب الأولى والثانية؟ خبير ...
- نتنياهو: لا وقف لإطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهينة عيدان ...
- برج ترامب في دمشق وسلامٌ مع إسرائيل.. هكذا يحاول أحمد الشرع ...
- احتفال ألمانيا وإسرائيل بذكرى علاقاتهما الدبلوماسية الستين
- -أكسيوس-: عيدان ألكسندر هو الأمريكي الوحيد على قيد الحياة بي ...
- جندي أوكراني منشق يكشف خفايا التجنيد القسري: استدعاء مرضى وم ...
- الهند تعيد فتح 32 مطارا أغلقتها خلال التصعيد مع باكستان
- تحذير هام.. -دواء قاتل- يباع كمكمل غذائي في أمريكا
- ترامب يؤيد بيان حلفاء كييف المتضمن عقوبات جديدة ضد روسيا إن ...
- الجيش الروسي يتسلم دفعة جديدة من مقاتلات -سو-35 إس- (فيديو) ...


المزيد.....

- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - أَطفالُ غزَّة: شهادةُ حُزنٍ على خيانةِ العالمِ!