أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - الأردن بينَ النيران، لكنّها لن تلتَهِمهُ.














المزيد.....

الأردن بينَ النيران، لكنّها لن تلتَهِمهُ.


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 8257 - 2025 / 2 / 18 - 22:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يزال الأردن يقف عند مفترق طرقٍ مصيري، حيث تُختبر قدرته على الصمود في وجه مشروعٍ يهدف إلى إعادة تشكيل خريطة المنطقة على حساب حقوق الشعوب. لكن، التاريخ يُثبت أن المملكة، برغم هشاشة مواردها، استطاعت دومًا الخروج من الأزمات عبرَ وعي شعبها. اليوم، يُقدِّم الأردن درسًا في "دبلوماسية المقاومة"، التي تجمع بين الرفض الحازم والانفتاح الذكي على التحالفات البديلة، مؤكدًا أن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، وليس عبر تهجيرٍ يُعيد إنتاج مأساة النكبة.

وفي صُلبِ ذلك، فإنَّ الشّعب الأردنيّ أكثر وعيًّا اليوم، وعلى علمٍ بكُلّ ما يُحاك لهُ مِن بعضِ الأزلام في بعضِ "مراكز صُنع القرار" في الأردن الّذينَ يسيّرونَ مِن الدُّول الخارِجية، الّتي لها مشاريعٌ تُريد إنفاذها عبرَ بوّابة الأُردن. لذا، الشّعب مُستنفِر، وأعتقدُ أنّ استغفاله ليسَ أمرًا مُتاحًا في هذه الأوقات. فهو شعبٌ يفتَح عينيّه جيدًا، ويُراقِب بحذَر كُل ما يُحاك لهُ مِن الدّاخل والخارِج، كما أنّهُ لم يفكّ حالَة تأهبه المُتمثّلة بالدّفاع عن وطَنه ضدّ كُلّ مشاريع الخراب المُحيطة به.

نعم، نحنُ (الشعب الأردنيّ) تعرّضنا، وما زلنا، لخيباتٍ كثيرة وكبيرة مِن قبل بعض مُسيّري شؤوننا وشؤون وطننا. لكن، هذا الأمر، على إطلاقه، لا يُمكِن أن يكونَ عائقًا أمامَ الأردنيّ عندما يُناديه "وطَنه"، وعندما يطلُب منهُ أن يكونَ حاضِرًا، بكُلّ معالِم هُويّته، للدّفاع عنه، وهو الّذي "لا يملِك غيره". الأردنيّ لديهِ قُدرة هائلَة على لملَمة جِراحه والقَبض على كُلّ آلامه، والذّهاب باتّجاه إسناد "الدّولة" حتى وإن كانَ بعض مَن يُمثّلونها لا يتوقّفونَ عن "ردمه" بحجارَة خططهم الفاشِلة، الّتي تهدِف إلى إنفاذ مشاريعَ لأزلامٍ دولٍ إقليميّة، تُريد "التسيُّد".
وما يُطمئنني أكثر، براعَة ومهارَة وحِرفيّة الأردنيّ، وما يملِكهُ مِن مرونةٍ نفسيّةٍ عالِية، تجعله مُتمتّعا بقُدرةٍ عالِية في فهمِ دوره المُتمثّل بالتّفريق بينَ ما يقَع عليهِ مِن واجبٍ تجاهَ دِفاعه وحِفاظة على وطَنه وبينَ فهمه للخُذلانِ الّذي يذوقَه.

نعم، أدرِكُ أنَّ ثمّة الكثير مِن التّفاصيل السياسيّة، توجِب علينا أن نتوقَّف عندها، مُطوَّلًا. لكن، مع ذلك، ما زلتُ أرى أنّ الأمرَ مُبكرًا، خاصةً، وأنّني أرى بأنَّ هناكَ ثمَّة هُجوم يطال الأُردن، نعم، الأردن، وليسَ شيء سِواه.
يُريدونَ أن يُقزِّموا دورَه، وأن يفتَرشوا كبِده على طاوِلة "قِممهم" الّتي كانَت سببًا رئيسيًّا في جعلِ الكثيرِ مِن الأوطانِ العربيّة (الّتي عارَضت كُلّ مشاريعهم التّخوينيّة) كُتلًا مِن الدّمار.
ها هُم يُحشِّدونَ جُيوشهم، كُلّ جُيوشِهم ؛ الإعلاميّة، السياسيّة، وجانب مِن العسكريّة، في سبيلِ النّيل مِن الأردن الّذي عطَّل مشاريعهم وكانَ حاضِرًا في كُلّ محفلٍ دُعيوا إليه تحتَ أُطرٍ عُرِفت ب "دبلوماسيّة الإنابة"، مُريدًا مِن حُضوره هذا، أن يُعيدهم إلى سيرتهم الأولى، أن يقِفوا، بالكثيرِ مِن النّظر إلى الذّات، أمامَ حقيقتهم، الّتي لا يُسقِطها "التّقادُم" بكُلّ أشكالِه.

الوقوف أمامَ الأردن، أمرٌ مُرعِب، ومِن "الصّعب" أن يمتَلكَ أحد الجُرأة على خوضِ نزالٍ ضدّه ؛ ذلكَ ليسَ لأنَّ الأردنّ بلدٌ يملِك كُل مُقوّمات القوّة - وهذا أمرٌ غيرَ متوفّر-، بل لأنّهُ بلدٌ يعرِف مَن "العِملاق" ومَن "القزَم" في المنطقة، بلدٌ بُنيَ على محاذيرٍ لا قُدرةَ لأحدٍ على تجاوزها أو القَفز مِن فوقها.



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل كقاعدة استعماريّة وأداة للهيمنة.
- رسالة للأشقّاء السوريين.
- الصراع في سوريا المنطقة: صفقاتٌ خفيّة وتحدّيات مصيريّة.
- الهيمنة الغربيّة على حوض المحيط الهندي: قراءة تاريخية وتحليل ...
- برغماتيّة ترامب وموالاته للحركة الصهيونيّة.
- علينا أن نّفكّر بمنطق.
- ماذا علينا أن نفعل بعد صرخَة -آرون-.
- لنُراهن على ذاتنا، ولنتوقّف عن تقديس أداة الفُرس.
- المُقاومة وتصريحات وزراء الخارجيّة العَرب..
- فرحةٌ للوطَن ومِن ثمّ لنا.
- معمعة التخبُّط والمتاهات: الكيان الصهيونيّ أنموجًا.
- خذلناهم، لكنّهم سينتَصرون، وسيعيدون رسم خريطة العالَم.
- مِن جريمةٍ إلى أُخرى.
- صراع الذكاء الصناعيّ والغباء البشريّ
- الشهادات العلميّة للمُجتمع، والعلم لمن أراد.
- -الفزعات العشائرية والمناطقية داخل الجامعات.-
- -داء الإنغلاق على الذّات الذي لا دواءَ لهُ -
- الكوارِث ما بين دناءة وإنسانيّة مُقدّمي المُساعدات
- النّجاة تكون بالتّوفيق بينَ العلم والدّين..وليسَ بتمديدِ الف ...
- لنخلَع عباءة الصّراع الدّينيّ التي ألبسنا إيّاها أصحاب المصا ...


المزيد.....




- أضاءت عتمة الليل.. لحظة تفجير جسر لاستبداله بآخر في أمريكا
- إطلاق سراح محسن مهداوي.. كل ما قد تود معرفته عن قضية الناشط ...
- بسبب جملة -دمروا أرض المسلمين- والدعوة لـ-جحيم مستعر-.. القب ...
- من النكبة ثم الولاء للدولة إلى الاختبار -الأكبر-... ماذا نعر ...
- كلمة محمد نبيل بنعبد الله خلال اللقاء الوطني تحت عنوان: “ال ...
- سلطات تركيا تنفى صحة التقارير عن عمليات تنصت على أعضاء البرل ...
- بلدان الشرق الأوسط بحاجة إلى حلول
- تزايد معاناة عمال فلسطين بعد 7 أكتوبر
- إسرائيل تطلب مساعدة دولية جراء حرائق ضخمة قرب القدس وبن غفير ...
- المرصد السوري: 73 قتيلا غالبيتهم دروز في اشتباكات طائفية وار ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - الأردن بينَ النيران، لكنّها لن تلتَهِمهُ.