أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - ( مُكَابدَةُ شُرْفةِ قَلْبٍ مَوْجُوعٍ)















المزيد.....

( مُكَابدَةُ شُرْفةِ قَلْبٍ مَوْجُوعٍ)


سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 8256 - 2025 / 2 / 17 - 21:40
المحور: الادب والفن
    


يَا قَمرَ البُسْتانِ
عَرِّجْ عَلى الشُّرْفةْ،
فَوَجْهُكَ الفتَّانُ
يَمُوتُ فِي سَعْفةْ

-يا قَمرَ الجِبالِ
عَرِّجْ عَلى السُّفُوحْ،
فَوَجْهُكَ الفتَّانُ
يُولدُ في الجُرُوحْ
بشرى البستاني

(1)

لم يكن البحرُ ماءً
كان جناحًا شريدًا
وحيدًا على كتفِ الغيمِ
تسألهُ الرِّيحُ عن سرِّهِ
فيُغمضُ عينَيْهِ حتى تنامَ الزوابعُ في راحتيهِ
كلُّ الدروبِ إليكِ
تناديني الآنَ
لكنني لا أعودُ
كأنّ المسافةَ قيدٌ يشدُّ خطايَ
إلى حيثُ لا أبتدي
ولا أنتهي
وأبقى معلقًا بين الكلامِ
وبين الصدى
مقصلة سَرابْ

(2)
أيتها الأرضُ، يا سيدةَ العشبِ
هل كان في وسع هذا الشتاتِ
أن يخلعَ عني رداءَ الحنين؟
كان لصوتي جناحٌ في الرّيحِ
وكان لصمتي صدى في الأبديةِ
كان على وجهي الحُلمُ
لكنّهُ كُلَّما أغمضتُ فضحني العراءْ
أنا الرّيحُ
لكنَّني لا أُحرِّكُ غيرَ القُتَارِ
وسِربَ الكوابيسِ،
والشُّعلةَ العالقةْ

(3)
كنتُ أقرأُ في الماءِ وجهَكِ
فابتلّ قلبي
وصرتُ أقيسُ المسافةَ
بين يديكِ
وبين غيابي
كأنّي أقيسُ المدى بين موتينِ
أو بين شكٍّ
وبيْنَ احتراق
أو بين اقحوانٍ وبين دبورْ
(4)
أبحثُ عن لغةٍ في ارتعاشِ الحروفِ
وفي خشبِ الخيزرانْ
عن اسمٍ يطولُ يديَّ
فلا يُمسكُ العابرونَ بهِ
عن نجمٍ أُسَمِّيهِ
كي يستدلَّ السُّرَاةُ بهِ
عن ظلٍّ يُعيدُ احتراقي إليَّ
فأبقى الرَّمادَ…
ويبقى النَّايُ/الصَّمتُ قصبةً/شجرةً
عند ضفافِ النهرِ القديمْ
(5)
أيّتُها الأرضُ، هل تستعيدينني؟
لم يَعُدْ في يدي غيرَ هذا المدى
لم يَعُدْ في دمي غيرَ هذا الهديرِ
أنا الغائبُ الحاضرُ الآنَ
في نقطةِ الضَّوْءِ، في كِسرَةِ الخُبزِ،
في قَطْرَةِ الماءِ،
في وَرَقِ الشَّجرِ العابرِ الآنَ بيني
وبيني
في قَمَرِ السَّحرِ الحائِر الآنَ بيني
وبيني
وفي شهقةٍ عَبَرَتْ
ثمَّ ضاعتْ
وفي شُسُوعِ الصَّدى بينَ جُرحي وجَسدي
وفي لَهَبِ النُّطفةِ الغابِرةْ
(6)
لم يكن البحرُ ماءً
كان جناحًا شريدًا
وحيدًا على كتفِ الغيمِ
تسألهُ الرِّيحُ عن سرِّهِ
فيُغمضُ عينَيْهِ حتى تنامَ الزوابعُ في راحتيهِ
وحينَ يصيرُ المدى نقطةً في البعيدِ
يبوحُ بآخرِ أسمائِهِ
ثمَّ يَهوي على شفتيكِ قصيدةً
كلماتُها الكرزُ… والدموعْ
(7)
أيتها النارُ، كيف أفسّرُ هذا التبدّدَ فيّ؟
وكيف أفسّرُ أن الجسورَ التي عَبَرَتْ بي إليكِ
هي الآن صحراءُ ملحٍ؟
كيف أمضي إليكِ
وفي خطوتي ينزفُ الوقتُ
أحملُني غيمةً في ذراع العراء
فأمطرُ ما لا يُقالُ وما لا يُفسَّر
وأصمتُ كي أسمع الماءَ
كي تتنفّس فيّ الجهاتُ
وكي أستعيد انكساراتِ حلمي العتيقْ
(8)
أيتها الأرضُ، يا سيدةَ العشبِ
هل كان في وسع هذا الشتاتِ
أن يخلعَ عني رداءَ الحنين؟
هل كنتُ أجهلُ أنّ الجذورَ
إذا طوّحتْها الرياحُ
ستبقى تنامُ عميقًا عميقًا
وتحلمُ بالحقلِ رغم الغيابْ؟

(9)
وجهُكِ الآن في الريحِ
يحملُ صمتي ويمضي
كأنّ الهواءَ يقطّرُهُ في المسافاتِ
كي يتبعَ الأثرَ العائدَ المستحيل
وأبقى أفتّشُ في الرملِ
عن عناب شفتيكِ،
وعن أوّل الصوتِ
حين التقينا
وحين افترقنا
وعن صوتٍ صدَّ الصدى
(10)
لم تكن خُطوتي غيرَ ظلٍّ يُبدِّدُهُ النأيُ
أيتها النارُ، كيف أفسّرُ هذا التبدّدَ فيّ؟
وكيف أفسّرُ أن الجسورَ التي عَبَرَتْ بي إليكِ
هي الآن صحراءُ ملحٍ؟
وأنّ يديكِ رمادُ الغمام؟
وأنّ اسميَ العالقَ الآن بين الشفاهِ البعيدةِ
يذوبُ،
كأن لم يكن
وكأن كل ما خلفي امرأة نوحْ

(11)
كيف أرتّبُ هذا الشتاتَ؟
وهل يتجمّعُ ضوءٌ تناثرَ بين الجراح؟
وهل تستعيدُ الأغاني صداها
إذا ما تنفّستِ الريحُ وجهَ المساء؟
أنا العائدُ الآنَ
لا شيء عندي
سوى رعشةٍ في يديّ
وحفنةِ صمتٍ
وحَنْظَلٍ وفيدْ
(12)
أيّتُها الشَّمسُ، هل تفهمين احتراقي؟
وجهي يذوبُ
وصوتي يطيرُ إلى قِمَّةٍ لا تراها الجبال
أنا الآنَ ياقوتُ حُلمِ الرَّمادِ
أنا الآنَ فيكِ احتمالٌ
وفي غيرِ ما تدركينَ سؤالْ
فماذا تريدينَ منَّي
وأنا صِرتُ مِنجمَ زُمُردِكِ المستحيلْ؟
(13)
لم تكن خُطوتي غيرَ ظلٍّ يُبدِّدُهُ النأيُ
لم تكن الظلالُ سوى رجفة الزيتِ
على وجهِ بِركةٍ في الغروبِ
فكيف أسائلُ هذا الفراغَ؟
وكيف أُقنع هذا البياضَ
بأنَّ الدُّروبَ التي تشتكي وَقْعَ خُطوي
هي الأرضُ… هي الطوافُ؟
وكيف أخبِّرُ ليلَ الغريبِ
بأنّ الرمادَ جَسَدْ؟
وأنَّ النهارَ احتراقُ الجسَدْ؟
(14)
أيتها الريحُ، خذني
إلى حيثُ يسقطُ ظلّي
وينحلّ وجهي
كأني الغريبُ الذي ظلّ يسألُ
من أيّ أرضٍ أتى؟
وأيّ سماءٍ ستمنحه الانتماء؟
وأيّ مرايا سترجعُ وجهَهُ
إذا انطفأ الضوءُ في مقلتيهْ؟

(15)
لم يكن البحرُ ماءً
كان انتظارًا يطيلُ الوقوفَ
على شفتيكِ
وكان انكسارًا
كضوءٍ تكسّرَ
حين التقتني يداكِ
وحين افترقنا
ذاتَ أشتياق
هل كنتُ أجهلُ أنّ الجذورَ
إذا طوّحتْها الرياحُ
ستبقى تنامُ عميقًا عميقًا
وتحلمُ بالحقلِ رغم الغياب؟
أبحثُ عن لغةٍ في ارتعاشِ الحروفِ
وفي خشبِ الخيزرانْ
عن اسمٍ يطولُ يديَّ
فلا يُمسكُ العابرونَ بهِ
لم يكن البحرُ ماءً
كان انتظارًا يطيلُ الوقوفَ
على شفتيكِ
وكان انكسارًا
كضوءٍ تكسّرَ
حين التقتني يداكِ
وحين افترقنا
ذاتَ أشتياقْ



#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (صارَ كلِّي في الأسى يتوجَّدُ)
- (تَبَوَّج)
- (بَرَّحَتْ بِيَّ الغُرْبةُ)
- (غِرْناطَةُ… آخِرُ الحُصُونِ)
- ( الجزء الاخيرةمن غزالةٌ في جَنَّةِ العَرِيفِ،..)
- A(غزالةٌ في جَنَّةِ العَرِيفِ، تنادي بالطِّرادِ)
- (شآبِيبُ الصَّدى)
- (حُلُمُ النُّهُوضِ بِالإِقْلاَعِ)
- 7/مقتبسات من كتابنا( النقد العام وصناعة الجهل في ظل نظام الت ...
- (الوَزيريّةُ-نُهى- الخَريفُ)
- (عَاريّة بِالقَعْر تُشْعلين)
- (حَنانيكِ !)
- 5/مقتبسات من كتابنا( النقد العام وصناعة الجهل في ظل نظام الت ...
- 6/مقتبسات من كتابنا( النقد العام وصناعة الجهل في ظل نظام الت ...
- (مَواعِيد الفراق )
- ( قُبْلةٌ حَافِيةُ القٰناعةِ)
- ج4/(في الطَّريق إِلى تَدْمُر )
- 11/(تَسْبيح عِشْق سَبلات مُبير)
- (مُعْتَزِل يَمْضي)
- (حزين كحصان)


المزيد.....




- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - ( مُكَابدَةُ شُرْفةِ قَلْبٍ مَوْجُوعٍ)