حسين جاسم الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 8255 - 2025 / 2 / 16 - 09:55
المحور:
الصحافة والاعلام
علي مهدي طالب في الرابع العلمي، مرضت امه بمرض خطير ادخلها المستشفى، وعلي يرقد معها ليكون قريب عليها ويلبي احتياجاتها، ومعه كتبه وملازمه ليواصل دراسته في الفترات التي تغفوا امه على سريرها، دخلت عنوة الامتحانات النهائية للعام المنصرم، وعلي يحاول ترتيب وقته ودراسته وثقل مرض امه، علي يصارع الوقت ليلبي احتياجات اعز الخلق وهي راقدة أمام ناظريه، ويحاول جاهدا إتمام دروسه وقد داهمته الامتحانات.
اضطر علي ان يخرج بوقت مبكر ليؤدي امتحانه الاول، رغم البعد الكبير بين مستشفى الكندي ومدرسته في أطراف مدينة الكاظمية، وادى علي الامتحان الثاني، ولكن علي انهار بعدها لان امه قد "ماتت"، وترك علي امتحاناته بل نسى نفسه، وحمل تابوت امه إلى وادي السلام ليودع الحب الأكبر ويهل التراب عليه.
استقبل علي وهو صبي بمقتبل العمر معزيه بامه، ونسى علي امتحاناته واكمل مراسم العزاء، ليفطن بعد حين إلى نفسه بأن سنته الدراسية قد انسلخت من عمره دون وعي لظروفه القاهرة.
اتصل بي أحد أقرباء علي ليقص عليّ قصته، كتبت له مناشدة ونشرتها في مجموعة تهتم بالمناشدات الانسانية، وتسلمها حينها احد مسؤولي الإعلام في وزارة التربية ووعد بأنه سيبذل قصارى الجهود، وبعد ايام ورغم صعوبة القضية استحصل الاستاذ احمد العبيدي موافقة ليكمل علي امتحاناته في الدور الثاني، وحقيقة هذا الموقف النبيل للأخ العبيدي الذي لا يتوانى مطلقا عن مساعدة الناس ويوصل مناشداتهم ويتدخل بالكبيرة والصغيرة ليجد الحلول ويفرح الثكالى، يستحق أن يكون في مقدمتنا بل في مقدمة صناع الإنسانية، تحية لك أيها الرجل الطيب الذي يستحق وبكل فخر ان نطلق عليه "الانسان".
#حسين_جاسم_الشمري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟