هويدا احمد الملاخ
الحوار المتمدن-العدد: 8248 - 2025 / 2 / 9 - 22:06
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
على ربوة الجبل الذهبي المتوهج غرب مدينة أسوان تقع مقبرة الأمير محمد شاه أغاخان الثالث فوق هضبة من الجهة الغربية للمدينة في جزيرة وسط النيل.
كان الأغاخان الثالث سلطان محمد شاه الحسينى رئيساً رقم 48 للطائفة الإسماعيلية يعاني من الروماتيزم وآلام في العظام فنصحه مشاهير الأطباء في العالم بزيارة أسوان، لأن فيها شتاء دافئا عجيبا وشعبا طيبا.
جاء الأغاخان إلى أسوان في عام 1954 بصحبة زوجته بائعة الورد الفرنسية (ايفيت لا بدوس) التى أشهرت إسلامها واختارت اسم (ام حبيبة) لها ، وقرر إقامة فيلا تطل على نهر النيل صممها ونفذها شيخ المهندس فريد شافعي، الذي جعل من الفيلا تحفة معمارية، وبنى أغاخان بجوار قصره مقبرته على طراز المقابر الفاطمية في مصر القديمة، لتظل شاهدة على قصة حب أسطورية بين (أغاخان)
كان أغاخان يعشق الورود وخاصة الحمراء فكان يملأ كل الغرف التي يجلس فيها بالورود، وكانت (ام حبيبة) تضع كل يوم في التاسعة صباحا وردة حمراء جديدة من نوع (رونرا بكران) داخل كأس فضية على قبر أغاخان، وكانت تأتي أُم حبيبة مرة كل عام لتغير الوردة بيدها وكانت تذهب للمقبرة بمركب ذي شراع أصفر حيث إن كل المراكب الشراعية ذات أشرعة بيضاء، ليعرف أهالي أسوان أن أُم حبيبة قد جاءت وأنها لم تنس زوجها الحبيب، حتى توفيت في يوليو عام 2000 م ودفنت بجوار زوجها في المقبرة نفسه.
والجدير بالذكر تميزت أسوان بشهرة واسعة في مجال السياحة الثقافية ، كما تتفرد بجو جاف يجعلها من أعظم المنتجعات الشتوية في العالم ومشتى عالمي على مر العصور ، وفى النصف الثاني من القرن العشرين أثارت أسوان اهتمام عدة مؤسسات طبية عالمية اضطلعت بدراسة مناخها ومقومات السياحة الاستشفائية بها وتحققت من تفرد أسوان بكونها مقصد ممتاز للراغبين في العلاج من أمراض مختلفة من جميع أنحاء العالم ، وقد اختارها الأمير أغاخان لتكون منتجعه الشتوي سنويا بعد أن أعجزه المرض ، فاختار مدينة أسوان لعلاجه من آلام الروماتيزم برمالها وشمسها الدافئة ، وقد تحول هذا الاختيار إلي عشق مدينة اسوان واهلها الطيبين ، فطلب من الرئيس جمال عبدالناصر فى ذلك الوقت شراء جبل أسوان الغربي، ليعيش ويدفن فيه، ولكن الرئيس عبد الناصر رفض ، وأهداه بدلا منه قطعة أرض في نفس المكان على ارتفاع 50 مترًا من سطح النيل؛ شُيد عليها الضريح الذي بات أحد المعالم التاريخية والثقافية والسياحية المعروفة في أسوان.
وسار الأغاخان الرابع على خطى جده، رغم انه ولد في سويسرا فى الثالث عشر من ديسمبر عام 1936، وتعلم فى جامعة هارفاد وتوفى فى العاصمة البرتغالية لشبونة ، إلا أنه أختار أن يُدفن في مصر، بجوار جده في ضريح الأغاخان بمدينة اسوان جنوب مصر ، وقد تم بالفعل دفنه اليوم الأحد التاسع فبراير 2025.
#هويدا_احمد_الملاخ (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟