خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8235 - 2025 / 1 / 27 - 10:43
المحور:
الادب والفن
عند حافة الصمت،
حيث تنام الكلماتُ قبل أن تُولد،
تجلس الفكرةُ عاريةً
تنتظر أن يكسوها النور.
من نحن؟
سؤالٌ تردّده الرياحُ
في فجوات الجبال،
وتنساهُ في أول صدى.
نحن نطفةُ الحيرة،
ندور في مدارٍ
لا يعرف البدايةَ من النهاية.
خطواتُنا تكتبُ تاريخَ الرمل،
لكن البحرَ يمحو الحكاية
قبل أن نُدركَ المعنى.
هل للأبدية بابٌ؟
وهل يُطرقُ البابُ إن لم يكن هناك أحد؟
تُجيب النجومُ:
البابُ هو الوهم،
والداخل والخارج
محضُ انعكاسٍ لمرايا لا تنتهي.
نحن نبحث عن وجهٍ في الماء،
لكن الماءَ لا يحفظ سوى ارتعاشِه.
نحن سؤالٌ بلا شفاه،
وإجابةٌ بلا لسان.
نحن اللحنُ
الذي يعزف نفسه،
ولا يسمعه إلا الفراغ.
العالمُ رقصةٌ عمياء،
كل خطوةٍ فيها
تبحث عن ظلِّ الخطوةِ الأخرى.
لكن من يحمل النغمةَ
حين تنكسر الأوتار؟
ومن يروي الحلمَ
حين يجفُّ في عروق النوم؟
الحقيقة؟
سفينةٌ لا ميناء لها.
الشراعُ هو اليقين،
والريحُ هي الشك.
نُبحرُ بلا بوصلةٍ،
لأن الاتجاهَ نفسه
يذوبُ في الأفق.
وحين يسقطُ كل شيء،
يبقى الهمسُ:
"أنتَ البدايةُ،
وأنتَ النهاية.
وأنتَ ما بينهما،
الصدى الذي ينسى نفسه."
وحين تنطفئُ العيونُ،
تُضاءُ الحقيقةُ خلف أجفان الغيب.
لا نحنُ ما نظنُّ أننا عليه،
ولا العالمُ كما يبدو.
كلُّ مرآةٍ تخدعُ،
وكلُّ صورةٍ تهربُ من نفسها.
الضوءُ ليس سوى ظلٍّ هارب،
والظلُّ أغنيةٌ
تعزفها العتمةُ على وتر الغياب.
فمن يُعيد ترتيب النشيد
حين تختلط النغمات؟
ومن يُخبر الشجرةَ
أنها في جذورها
تسكنُ كل الغابات؟
#خالد_خليل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟