أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - ‎ مقاربة حول التصعيد في الضفة الغربية ورؤية ترامب لغزة: تناقضات استراتيجية وأبعاد جيوسياسية














المزيد.....

‎ مقاربة حول التصعيد في الضفة الغربية ورؤية ترامب لغزة: تناقضات استراتيجية وأبعاد جيوسياسية


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8231 - 2025 / 1 / 23 - 02:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




مقدمة
‎تشهد الضفة الغربية تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، مما يثير تساؤلات حول انسجام هذا التصعيد مع رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة الإعمار والاستقرار في غزة. وفي الوقت الذي يُروج فيه لاتفاقيات وقف إطلاق النار وتحركات دبلوماسية، يبدو أن التوترات في الضفة الغربية تسير في اتجاه معاكس، مما يضع المنطقة أمام مشهد معقد ومتناقض.

رؤية ترامب لغزة
‎تتمحور رؤية ترامب حول جعل غزة نموذجًا للاستقرار وإعادة البناء. في تصريحاته الأخيرة، أكد أن غزة تمتلك إمكانات اقتصادية هائلة بفضل موقعها الساحلي ومناخها المميز، مشددًا على أهمية تحويلها إلى مركز للتنمية بدلًا من كونها "موقع هدم ضخم".
ومع ذلك، فإن هذه الرؤية تواجه تحديات كبرى، خصوصًا في ظل التشكيك في استمرارية وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وضعف الثقة في قدرة الأطراف المتصارعة على الالتزام بالاتفاقات طويلة الأمد.

التصعيد في الضفة وتأثيره

‎في الوقت نفسه، يزداد التصعيد العسكري في الضفة الغربية، مع تكثيف العمليات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، لا سيما في مدينة جنين ومناطق أخرى.
‎
هذا التصعيد يثير عدة نقاط جدلية:
1. إفشال جهود التهدئة: الهجمات المكثفة تؤجج الغضب الشعبي وتزيد من حدة الاحتقان، مما يقلل من فرص نجاح اتفاقات وقف إطلاق النار في غزة.
2. تحديات دبلوماسية: الدعم الأمريكي لإسرائيل، بما في ذلك إلغاء العقوبات عن المستوطنين المتورطين في أعمال عنف، يشير إلى انحياز واضح. هذا الانحياز يضعف مصداقية الولايات المتحدة كوسيط محايد، ما قد يُعقّد الجهود الدبلوماسية المستقبلية.
3. انعكاسات إقليمية: استمرار التصعيد في الضفة قد يؤدي إلى تنامي دور الفصائل الفلسطينية المسلحة، مما يهدد الاستقرار الهش في غزة ويعيدها إلى دائرة التصعيد.

حماس: الرؤية الشمولية للضفة والقطاع
‎في هذا السياق، لا يمكن إغفال أن حركة حماس، باعتبارها لاعبًا رئيسيًا في المعادلة الفلسطينية، لا تنظر إلى غزة والضفة ككيانين منفصلين. بل تعمل الحركة على امتداد المنطقتين، مستندة إلى رؤية شمولية تعتبر الضفة والقطاع جزءًا لا يتجزأ من مشروع المقاومة.
* الوحدة في المعركة: حماس ترى أن أي تصعيد في الضفة يمس مباشرة غزة، والعكس صحيح. وبالتالي، فإن العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية تزيد من احتمالات تحرك الحركة من غزة كجزء من استراتيجية موحدة.
* الضغط على إسرائيل: توظيف الحركة للأحداث في الضفة يُظهر قدرتها على التأثير في المشهد الفلسطيني الشامل، مما يعزز صورتها كحامية للحقوق الفلسطينية.

تناقضات في الاستراتيجية الأمريكية

‎رغم تصريحات ترامب الطموحة حول إعادة إعمار غزة، تتسم سياسته تجاه الضفة الغربية بالتناقض.
* من جهة، تدفع الإدارة الأمريكية نحو اتفاقيات سلام جديدة عبر توسيع "اتفاقيات أبراهام"، لكنها في الوقت ذاته تدعم السياسات الإسرائيلية المتشددة.
* هذا التضارب يثير تساؤلات حول مدى جدية الرؤية الأمريكية في تحقيق الاستقرار الشامل، خصوصًا إذا استمرت التصرفات الإسرائيلية في تقويض أي فرص لتهدئة طويلة الأمد.

أبعاد جيوسياسية

‎التصعيد الحالي يعكس تداخل الأجندات السياسية
‎ والعسكرية في المنطقة:
1. إسرائيل: تحاول تعزيز سيطرتها على الضفة الغربية، وهو ما يتناقض مع الادعاءات بالعمل نحو السلام.
2. حماس: باعتبارها لاعبًا ذا رؤية شمولية، قد تستغل التصعيد في الضفة لإعادة تأكيد دورها كقوة مركزية في الدفاع عن القضية الفلسطينية، مما يزيد من احتمالات عودة المواجهة العسكرية.
3. الولايات المتحدة: تواجه ضغوطًا متزايدة لإثبات مصداقيتها كوسيط، خاصة في ظل مواقفها المنحازة التي تضعف من أي دور إيجابي يمكن أن تلعبه.

خاتمة

‎يمكن القول إن التصعيد الحالي في الضفة الغربية يقوّض رؤية ترامب لغزة، ويزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في المنطقة. إن استمرار الربط بين غزة والضفة، كما تنظر إليه حماس، يعكس حقيقة أن الحلول الجزئية لا يمكن أن تكون فعالة، وأن تحقيق الاستقرار يتطلب استراتيجية شاملة تتناول القضايا الفلسطينية بأبعادها المتداخلة.
بدون هذه المقاربة، سيظل السلام والاستقرار في غزة والضفة الغربية بعيد المنال، وسيبقى المشهد السياسي أسيرًا للتوترات والصراعات المزمنة.



#خالد_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباح الخير
- صرخة الكائن المنهك
- الإرادة الفلسطينية: انتصار رغم الحصار
- غزة... حكاية الأرض التي لا تنحني
- في حنجرة الطين تنام الريح
- لسان حال أطفال فلسطين: يا دنيا، لنا الله
- ‎الإبداع: مفتاح التغيير والازدهار
- بنيامين نتنياهو: من -ملك إسرائيل- إلى عرّاب الكوارث
- وصايا الريح
- لي ظلال السكون
- المخيمات الفلسطينية: ذاكرة الوجود واستراتيجية المحو الاستعما ...
- سيكولوجية الكلب المسعور: ترامب نموذجًا ساخرًا
- أميركا: الدولة المارقة الأكبر وأخطر تهديد للأمن العالمي
- بين يقظة الغيب وهسيس الغياب
- استراتيجيات ترامب بين ضم كندا وبنما وزيادة إنفاق الناتو: قرا ...
- السلطة الوطنية: درع الاحتلال وسيف المقاومة
- ترامب، صديق إسرائيل الأول... ومخترع الجحيم الجديد!-
- بين الموج والقمر
- أراني اعبر الجسر
- في حضرة القلب


المزيد.....




- -شعلته لن تنطفئ-.. مهرجان -جرش- سيقام في موعده
- الموت من أجل حفنة من -الدقيق- في قطاع غزة
- صواريخ إيرانية تصيب مستشفى في جنوب إسرائيل ونتنياهو يتوعد إي ...
- باكستان: أزمة المناخ تغلق مدارس وتهدد مستقبل التعليم في البل ...
- اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين طهران وموسكو.. هل يلزم روسيا ...
- هذا ما قاله نتنياهو من موقع مستشفى سوروكا الذي أُصيب بضربة إ ...
- في ظل سعيها لتدمير قدرات إيران.. ماذا نعرف عن برنامج إسرائيل ...
- مصر.. الحكومة تطمئن المواطنين: لدينا مخزون كاف من السلع الأس ...
- الأردن: إصابة طفلين وأضرار مادية جديدة جراء سقوط مسيّرات
- بوتين وسوبيانتو يوقعان إعلان شراكة استراتيجية وإنشاء منصة اس ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - ‎ مقاربة حول التصعيد في الضفة الغربية ورؤية ترامب لغزة: تناقضات استراتيجية وأبعاد جيوسياسية