أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد خليل - في حنجرة الطين تنام الريح














المزيد.....

في حنجرة الطين تنام الريح


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8225 - 2025 / 1 / 17 - 12:02
المحور: الادب والفن
    


في الصباح الذي نسيته العصافير

انحنى الضوء على صفحة الأرض

يُعانق ظلَّ شجرةٍ قديمةٍ

تَقرأ جذورها صلاةً من رماد.

هناك،

حيث يسقط المطر بلا نبوءة،

وتموت الأسماء في أفواه الأنبياء،

تجلس الأرض وحيدةً

تغزلُ من شرايينها خريطةً

لا وطنَ فيها

سوى عيون الطير المهاجرة.

كل شيءٍ كان يركض:

الحجارة التي تعلمت المشي،

النجوم التي هربت من جلد السماء،

والوقت الذي فقدَ جناحيه

حين تَساقطَت الساعاتُ

كزهورٍ لا تعرف موسمها.

وأنا،

أقف عند حافة العالم،

أسأل الفراغ:

ماذا لو كانت الحياةُ

مجردَ طيفٍ أعمى

تُجرّده الرياحُ من ذاكرته؟

هناك،

تتناثر الأرواح كندىً على جسد الخريف،

تَلعنُ الريحَ التي سرقت منها صمتها،

وتبني ممالكها من حطام الغيم.

في هذا اللامكان،

القصيدة ليست كلمات

ولا حتى روحًا تائهة،

بل جرحٌ يفتحُ أبواب الكون،

لينزف العدمُ أغنيته الأخيرة.

في فم الغراب،

تتكسر الحكايات كأصدافٍ نسيها البحر.

لا صوتَ،

إلا صرخةُ الحقول

حين تبتلعها أضلاع الصمت.

العتمةُ هنا ليست غياب النور،

بل مرايا تلتهم وجوهنا

وتعيدها كأقنعةٍ

لا نعرفها.

من يسكب هذا الليل في كؤوسنا؟

من يَزرعُ في صدورنا أشجارًا

تأكل جذورها ثمارها؟

الريح التي مرت من هنا

كانت تحمل وجهًا من غبار،

تسألُ المدى:

كيف تنام الأحلام

في عيونٍ لم تُولد بعد؟



#خالد_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لسان حال أطفال فلسطين: يا دنيا، لنا الله
- ‎الإبداع: مفتاح التغيير والازدهار
- بنيامين نتنياهو: من -ملك إسرائيل- إلى عرّاب الكوارث
- وصايا الريح
- لي ظلال السكون
- المخيمات الفلسطينية: ذاكرة الوجود واستراتيجية المحو الاستعما ...
- سيكولوجية الكلب المسعور: ترامب نموذجًا ساخرًا
- أميركا: الدولة المارقة الأكبر وأخطر تهديد للأمن العالمي
- بين يقظة الغيب وهسيس الغياب
- استراتيجيات ترامب بين ضم كندا وبنما وزيادة إنفاق الناتو: قرا ...
- السلطة الوطنية: درع الاحتلال وسيف المقاومة
- ترامب، صديق إسرائيل الأول... ومخترع الجحيم الجديد!-
- بين الموج والقمر
- أراني اعبر الجسر
- في حضرة القلب
- الحقيقة…
- الذكاء الاصطناعي: من التفوق إلى اللامحدودية - كيف ستكون المر ...
- على حافة العاصفة
- العالم على عتبة 2025: أفق مشتعل أم انطلاقة جديدة؟
- نقد الموقف من النماذج الاجتماعية وضرورة الموقف ضد الإرهاب ال ...


المزيد.....




- صورة الصحفي في السينما
- تنزانيا.. سحر الطبيعة والأدب والتاريخ في رحلة فريدة
- -في حديقة الشاي- لبدوي خليفة.. رواية تحاكي واقعا تاريخيا مأز ...
- -أوبن إيه آي- تدرس طرح أداة توليد موسيقى
- محمد بن راشد يفتح -كتاب تاريخ دبي-.. إطلاق -دار آل مكتوم للو ...
- حبيب الزيودي.. شاعر الهوية والوجدان الأردني
- -ذهب أسوان-..هكذا تحوّل فنانة واجهات المباني إلى متحف مفتوح ...
- الشاعرة الفلسطينية بتول أبو عقلين تكشف عن أسرار تجربتها الشع ...
- المفكر اللبناني خالد زيادة: لم تعد أوروبا مصدرا للأفكار الكب ...
- الهيئة الاتهامية في لبنان تُسقط تهمتين بارزتين ضد الفنان فضل ...


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد خليل - في حنجرة الطين تنام الريح