نقد الموقف من النماذج الاجتماعية وضرورة الموقف ضد الإرهاب التكفيري

خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8208 - 2024 / 12 / 31 - 16:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

المقدمة
في سياق النقاشات الفكرية حول أنظمة الحكم، حقوق الإنسان، وأدوار المرأة والرجل في المجتمع، تبرز الحاجة إلى التمييز بين قضايا فلسفية تتعلق بالنموذج المثالي للمجتمع، وبين القضايا السياسية الواقعية التي تمس حياة الشعوب مباشرة، مثل الاحتلال، الإرهاب، وبناء الدول على أسس العدالة والسيادة. المقال الذي يطرح رفض فرض نماذج محددة للمرأة أو الرجل صحيح من حيث المبدأ، ولكنه يتجاهل قضايا جوهرية في الواقع السوري، حيث الإرهاب التكفيري والاحتلال يلعبان دورًا في تمزيق المجتمع وتهميش قضاياه الحقيقية.

1. الخطأ في محاباة الإرهاب التكفيري
تجاهل الجرائم التي ارتكبتها الجماعات التكفيرية المدعومة من قوى إقليمية ودولية يمثل خطأً فادحًا على عدة مستويات:

إنسانيًا: هذه الجماعات ارتكبت أبشع الجرائم ضد المدنيين، واستهدفت التعددية الدينية والإثنية، وضربت أسس التعايش المشترك.
سياسيًا: دعم أو تبرير أفعال هذه القوى يعيدنا إلى إشكالية ازدواجية المعايير الدولية، حيث تُستخدم قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان كأدوات للضغط، بينما يتم التغاضي عن فظائع الإرهاب.
أخلاقيًا: لا يمكن لأي نظام أو حركة تدّعي السعي للحرية والعدالة أن تتجاهل خطر الإرهاب التكفيري الذي يناقض جميع القيم الإنسانية.
الدفاع عن حرية المرأة أو المساواة دون مواجهة الإرهاب الذي يعتبر المرأة أداة أو عورة، هو تناقض فج.

2. خطورة الأنظمة التي لا تعادي الاحتلال
الاحتلال، سواء كان مباشرًا أو بوسائل غير مباشرة مثل الوصاية السياسية أو العسكرية، هو أحد أكبر معوقات تحقيق العدالة والسيادة الوطنية. كل نظام حكم لا يعادي الاحتلال ولا يعمل على مقاومته بأشكال مباشرة أو غير مباشرة هو نظام عاجز عن تمثيل إرادة شعبه.

سياديًا: لا يمكن لأي دولة ترضخ لهيمنة الاحتلال أن تبني نموذجًا ديمقراطيًا حقيقيًا أو تحقق العدالة الاجتماعية.
عمليًا: مناهضة الاحتلال يجب أن تكون شرطًا أساسيًا في تعريف أي نظام حكم عادل.
النظام الذي يساوم على السيادة بحجة البراغماتية، يتخلى عن قضايا الأمة الجوهرية، مما يعزز فكرة الانقسام والاستقطاب الداخلي.

3. بناء الدولة على أسس شاملة وموحدة
الوحدة الوطنية ليست مجرد دعوة خطابية، بل تتطلب مواجهة جميع أشكال الإرهاب والاحتلال معًا.

رفض الانقسامات الطائفية والإثنية: لا يمكن تحقيق الوحدة من خلال الخطابات التطمينية التي تتجنب مواجهة الإرهاب التكفيري أو الاحتلال الإسرائيلي.
شمولية المشاركة: كل مكونات المجتمع يجب أن تشارك في بناء الدولة، ولكن ضمن إطار واضح يعادي الاحتلال والإرهاب معًا.
إعادة بناء المؤسسات: مؤسسات الدولة يجب أن تكون شاملة وقادرة على تمثيل الجميع دون السماح بأي تفرقة أو هيمنة أيديولوجية، خاصة تلك التي تتعارض مع الهوية الوطنية.
الخاتمة
لا يمكن فصل القضايا المبدئية المتعلقة بحقوق الإنسان والمساواة عن الواقع السياسي والأمني لسوريا أو أي دولة تعاني الاحتلال والإرهاب. أي دعوة لبناء نظام ديمقراطي أو لتحقيق المساواة يجب أن تبدأ أولًا بموقف واضح ضد كل من دعم الإرهاب التكفيري أو سعى لتطبيع الاحتلال. بناء الدول يبدأ بالسيادة، والحرية الحقيقية تتحقق برفض كل أشكال الهيمنة والتطرف.

#خالد_خليل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات